النائب الظهراوي يكتب: معركة حلب وسيناريو اجتياح بيروت
المدينة نيوز - خاص - كتب النائب محمد الظهراوي - : تعود بنا الذاكرة لعام 1982 واجتياح اسرائيل لبيروت والذي تصدت له ميليشيات المقاومة اللبنانية والفلسطينية حينها حيث استمر الحصار لمدة 72 يوماً استخدمت خلاله اسرائيل جميع صنوف الاسلحة الثقيلة من الدبابات والطيران الحربي وغيرها لضرب قوى المقاومة المسلحة فكانت النتيجة كارثية على بيروت المدينة, البنى التحتية دمرت ونزح وشرد مئات الالآف وقتل أيضاً عشرات الالآف من المدنيين.
وبعيداً عن أهداف الإجتياح الإسرائيلي وأساليبه التدميرية فهو عدو في النهاية ومن الطبيعي أن يدمر و يحطم , لكن الجيش السوري النظامي هو حامي الديار والمؤتمن على حياة أهلها ورغم ذلك استخدم نفس التكتيك العسكري وعقلية العدوان والأرض المحروقة لتطهير حلب من ميليشيات الجيش الحر , حلب اليوم تعيش نفس السيناريو الكارثي لبيروت في الثمانينيات حيث بلغ عدد من شردوا من حلب اليوم مائتي الف والمعركة لم تزل في بدايتها .
معركة حلب هي معركة البقاء والتحرير بالنسبة للجيش السوري الحر وحلفائه لأن سقوطها بأيديهم يعني سيناريو بني غازي الليبية وتغيير الخارطة السياسية لسوريا وبدء الإجتياح الكاسح للعاصمة, وهي أيضاً معركة الحسم بالنسبة للنظام الذي يعلم بأن خسارة حلب تعني انهيار النظام لأهميتها الجيوسياسية والإقتصادية وحجم عدد السكان فيها وما تشكله من ثقل في كيان النظام السوري.
منذ بداية الأزمة تعرض النظام السوري لهزات عنيفة كشفت وعرت ما حاولت قنوات النظام السوري الحكومية أن تخفيه من تقهقر استراتيجية النظام إلى الخلف وأبرزها التفجير الذي استهدف رموز النظام الأمني السوري ودمر غرفة العمليات التي تجتمع فيها خلية الأزمة ,حيث اعتبر هذا التفجير حينها الأهم منذ اندلاع الربيع السوري لأنه نقطة تحول صادمة للنظام ولحلفائه, لأن رمزية هذا التفجير الكبير كشفت حجم الوهن الذي يعيشه النظام الأمني السوري المخترق وبشكل فاضح وحتى لو لم يسقط اي قتيل في التفجير, ويكشف أيضاً بأن الخصم لايعتمد أسلوب محدد في حربه وهو مدعوم بشبكة مخابراتية عالمية تعمل على الأرض ,ولقد حقق التفجير مكاسب معنوية كبيرة ومادية أيضاً للمعارضة بسقوط خلية الأزمة التي كانت تخطط وتنفذ على الأرض ما توافق عليه رموز النظام الأمني.
نحن كقوميين عروبيين مشاعرنا دائماً مع سوريا الدولة والشعب وقبل النظام الذي لا نستطيع أن ننكر بأنه مقاوم وحارب إسرائيل بالوكالة عن طريق حزب الله وحماس في لبنان و فلسطين وحارب الوجود الأمريكي في العراق عن طريق تسهيل دخول المقاتلين إلى العراق ولكن النظام نسف بشماله ماقدمته يمينه ودنس بيديه حرمة الدماء السورية الطاهره المطالبة بحياة كريمة وخسر من يدافعون عنه وخذلهم,لم يستطع النظام السوري أن يؤسس دولة ديمقراطية تحترم الإنسان السوري وكرامته العربية ,فكان نظاماً أمنياً بامتياز سلط سبعة عشر جهازاً مخابراتياً على رقاب العباد وبحجة المقاومة والتعبئة التاريخية ضد اسرائيل وتناسى النظام السوري بأن من يحاربهم أو من يساندونه لايتحركون إلا حسب صناديق الإقتراع في دولهم ومنهم ايران واسرائيل .
نحن في الأردن متخوفون مما يحدث في سوريا لأننا نعيش الأزمة بكل تفاصيلها من لاجئين أعدادهم في تزايد كل يوم ومن تردي وضع اقتصادي سوف يجبرنا على دخول سيناريوهات التدخل العسكري التي تطل برأسها وتفرض علينا التدخل, لأن اللعبة الدولية تجبرنا تحت ضغط المنح والمساعدات أن نكون جزءاً من أي تدخل عسكري لنتخلص من أزمتنا الإقتصادية الخانقة,المشهد السياسي في الوطن اليوم غائب أو مغيب لحين انتهاء الأزمة السورية التي يبدوا أنها تحمل الكثير.