جهاد جبارة : إيه يا حلب ... يا سيدة الكون !

المدينة نيوز - خاص - كتب جهاد جبارة - : إقتَرَبَ "حسّان " من أذن الرئيس وهَمَس
-سيّدي "بشّار ",هل ترغب بتناول العشاء الآن.أم ننتظر قليلاً؟!
أجابهُ "بشار ",عن أي عشاءٍ تتحدث يا هذا ونحنُ قد أفطرنا تواً على طبقٍ من أكباد فتية حلب؟!..
قال "حسّان ":عفواً سيّدي فأنتَ لا تشبع,وشهيّتك في رمضان تزداد ولَعاً بالدماء كما أرى!..
بالمناسبة فإن المدعو "بشّار " لم يُطلق النارَ على "حسّان " بل منَحه قُبلةً,ونجمةً أخرى على كتفيه,واسترخى على مِقعدهِ الجلديّ المكسو بشَعر أطفال سوريا!..
هي مُجرد مُقدّمة لنداءٍ إنسانيّ أوجهه لأمة يعرُبٍ التي سمعَت عن سوريا,وحفِظَت "أبا طيبها المتنبي ",واغتَسَلَت بماء دجلاها,وفراتها ثم توضأت بالعاصي,وعندما قاربَت أن تُثكل بالسيوف الحمدانية صَرَخَت "أللهم لا نسألكَ رد القضاء ولكن نسألكَ اللطفَ فيه ". .
إيه يا حلب الشهباء ذات "إبي فراسٍ الحمدانيّ ",وسيف الدولة,كم خاصرةٍ لكِ لم تنزف بعدُ حد القهر,وضياع الروح؟!,وكم من قلبٍ بين أضلاع عروبتنا لا زال يخفقُ رغم المُصاب؟!. .
إيهِ يا سيدة الكَون,وحزن اللحن,كم من وَتَرٍ على زِندِ عودكِ قد انقطَع؟!.
إيه يا حلب كم من دَمٍ يُراد له أن يُسفَكَ,ويفور كي يتمكن من صبغ شعرك الأشهب يا شهباء؟!.
إيهِ يا حلب كم من الوقت يلزمكِ لتصرخي "وا ألله ", "وا عرباه ",وا مُعتصماه "؟!,إصرخي,فمهما صرخت لن تجدي من لهُ أذن تسمع سوى الله,وليس في وقتنا نحن الأعراب لفزعةٍ طالما أننا مشغولون بانتظار ولائم الإفطار,وبعدها الوضوء بدمك يا أيتها البكر التي استعصت بكارتها على جُند من ظنّ,فظنوه أسداً!!!. .