هل تراجعت ثقافة العيب أمام البطالة ؟

تم نشره الخميس 02nd آب / أغسطس 2012 01:30 مساءً
هل تراجعت ثقافة العيب أمام البطالة ؟
هاشم خريسات

تدل مؤشرات عديدة على ان "ثقافة العيب" التي طال ترديد مصطلحها من قبل المسؤولين على انها العائق الأكبر أمام استيعاب المزيد من العاطلين عن العمل في الفرص المتوفرة، قد تراجعت كثيرا خلال السنوات الأخيرة من خلال اقبال نسبة لا بأس بها من الأردنيين على أنواع عمل كانت مقتصرة على العمالة الوافدة، بعد ان تأزمت طوابير المتعطلين لتصل إلى مئات الألوف سواء من المتقدمين لوظائف ديوان الخدمة المدنية أو في مختلف القطاعات الأخرى من الذين تمضي عليهم السنوات وهم "مكانك سر" ويزداد عليهم عشرات الآلاف سنويا!
 ما تسمى "ثقافة العيب" لم تعد هي السبب الرئيسي وراء أزمة البطالة لان أعدادا كبيرة من الأردنيين باتت تبحث عن أية فرصة عمل مهما كانت بعد أن يئسوا من الحصول على ما يرغبون فيه، إلا ان العوائق امام هؤلاء ما زالت هي محدودية ما هو متوفر منها في القطاعين العام والخاص على السواء ومدى الإجحاف الذي يتعرضون إليه في الرواتب المتدنية وساعات العمل الطويلة، مع تفضيل أصحاب المصالح المختلفة للعمال الوافدين لانهم يقبلون بكل ما لا يقبل به أبناء الوطن الذين يعانون الأمرين من آفة البطالة لكنهم لا يقبلون الظلم!
 الشركة الوطنية للتدريب كان لها دور لا يمكن الاستهانة به في تأهيل المتدربين على مهن متنوعة ربما كانت مرفوضة من البعض حتى وقت قريب، حيث أعلنت انها قد قامت بتدريب اكثر من سبعة عشر ألفا منذ انطلاقها في اواخر عام 2007م لغاية الأول من ايار العام الحالي، وتم تشغيل اكثر من خمسة عشر ألفا منهم في مؤسسات القطاع الخاص بعد أن كانت فرص العمل المتوفرة في معظمها مشغولة من قبل العمالة الوافدة، وما يؤكد تجاوز الأردني لمسألة ثقافة العيب أن الإقبال كبير على التدريب فيها، خاصة في مهن القطاع الإنشائي الذي يشغل غالبيتها العمال الوافدون حتى الآن!
 أما الاستراتيجية الوطنية للتشغيل فان بعض محاورها يورد انه من اصل سبع وستين ألف فرصة عمل استحدثت علم 2009م على سبيل المثال لم يذهب سوى اربع وعشرين ألفا منها إلى الجامعيين بينما ذهبت ستة الآف وخمسمئة إلى خريجي كليات المجتمع، بينما اشغل باقي هذه الفرص والذي يبلغ ستا وأربعين ألفا عمال يملكون شهادة الثانوية العامة أو ما هو دونها من الأردنيين، في الوقت الذي كانت هذه الأعمال مقصورة على العمالة الوافدة، مما يعني أن الاستمرار في إلقاء تبعات أزمة البطالة المستحكمة على ثقافة العيب إنما يراد به الباطل في البحث عن مبررات لم تعد موجودة كما كانت على ارض الواقع!
 يظل التحدي الأكبر الذي تواجهه نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل الذين تجاوزوا أية شروط في قبول العمل ويبحثون عن أية فرصة مهما كانت، هو ان القطاع العام لا يقوم بتذليل الصعوبات التي يواجهونها في العمل بالمياومة وغيرها مع افتقادهم إلى ابسط قواعد الرعاية من قبل الجهات الرسمية، أما المصيبة الأكبر التي يتلقونها من القطاع الخاص فهي تفضيل العمال الوافدين عليهم واستقدامهم بالآلاف من خلال تسهيلات رسمية أيضا، مع حرمانهم من رواتب تتوافق مع الأعباء التي يتحملونها في أعمالهم وتشغيلهم ساعات عمل لا حدود لها .. وهذا ما يعوق التخلص من ثقافة العيب نهائيا ما دام هنالك إصرار على تجاهل حقوق الأردنيين من الذين يقبلون بالعمل لكنه لا يقبل بهم! ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات