مع الإسلاميين في وسط البلد

حضرت ظهر أمس مسيرة وسط البلد في عمان دعت إليها الحركة الاسلامية. ومنذ أسابيع لم أذهب الى وسط البلد يوم الجمعة، ولهذا فاتتني بعض المسيرات. هناك بعض التغيرات في "مجتمع" المسيرات. على الأقل هذا ما لاحظته أمس.
حرارة الجو تلقي بظلالها! تلاحظون بالتأكيد أنني لا أجيد الوصف، حيث يصعب الكلام عن ظلال تلقيها حرارة الجو، وربما كان السائرون يتمنون وجود أية ظلال حتى لو كانت ظلال حرارة. ومن حسن حظي أنني غير ملزم بالمسير وسط الشارع، ولهذا كنت قادراً على الاقتراب من الرصيف حيث تلقي بعض مظلات الدكاكين بظلالها الفعلية على من اختار دور المراقب مثلي.
حسناً فعل منظمو المسيرة عندما قرروا أن تكون الخطابات من وضعية المسير حيث صعد الخطباء الى صندوق السيارة التي تحمل السماعات وألقوا كلماتهم أثناء المسير، وكان لهذا الاجراء فوائد عدة: فقد تم تلافي كسل المشاركة بالهتاف سيما وأن العدد محدود نسبياً ولا يجوز تحميله كامل الجهد، كما مكّن الاجراء من كسب الوقت وإتاحة الفرصة للمغادرة فور انتهاء المسيرة.
المسيرة كانت بعنوان "حرية الاعلام"، وقد ألقى الكلمة الرئيسية فيها أحد قادة الحركة الاسلامية الذي كان قد اشتكى علناً قبل فترة من تدني حرية الاعلام داخل الحركة الاسلامية ذاتها عندما مُنعت مقالاته من النشر على منابر الحركة! وهو الموقف الذي تكرر مع رئيس قسم الاعلام في جماعة الاخوان الذي أعفي (بمعنى أزيح) من منصبه بسبب كتابته مقالا مخالفا.
قد تصنف الفقرة السابقة في سياق الاصطياد في المياه العكرة، أو التركيز على ما هو هامشي، أو المحاولات البائسة للّعب على اختلاف بسيط بين الإخوة، أو المشاركة من حيث أعلم أو لا أعلم بالحملة ضد الاسلاميين، أو غير ذلك مما هو شائع في أدبيات النقاش حسب المواصفات الأردنية العابرة للتيارات.
هذا كله يندرج في سياق النوايا، والله تعالى أعلم بالنوايا وما تخفي الصدور، غير أن صدري يود بالمناسبة ان يفصح عن همسة في أذن الحركة الاسلامية بأن تجعل من عنوان مسيرة أمس فرصة لنقاش الإزدواجية بين ما ( العرب اليوم )