10 مليون طفل عربي خارج المدارس و شبح الأمية يهدد الدول العربية
المدينة نيوز – علي الزينات- قال وزير التربية والتعليم ، رئيس اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم ، الدكتور تيسير النعيمي إن معظم الدول العربية بعيدة عن تحقيق أهداف داكار الستة ، وإن شبح الأمية ما زال يهددها ، وأشار إلى أن عدد الأميين في الوطن العربي بلغ حوالي (70) مليون (76% ) منهم من النساء وعدد الطلبة غير الملتحقين في المدارس حوالي (10) مليون (61%) منهم فتيات.
وأعرب النعيمي خلال افتتاحه أعمال الاجتماع الخامس عشر لأمناء اللجان الوطنية العربية للتربية والثقافة والعلوم في عمان اليوم الاثنين ، عن أمله بأن تساهم خطة تطوير التعليم في الوطن العربي التي اقرها مؤتمر القمة في دمشق في التصدي لهذه القضايا، مشيراً الى أهمية توجيه وتسخير الإمكانيات البشرية الهائلة في المنطقة وتجذير ثقافة واعية.
وبين النعيمي في كلمة افتتاح الاجتماع ، الذي حضره مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد العزيز ابن عاشور وأمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية والفنية الدكتور فواز جرادات وعدداً من ممثلي المنظمات العربية والدولية ، بين أهمية هذا الاجتماع الذي يعقد تزامنا مع ما يشهده العالم من تغيرات وأزمة اقتصادية عالمية انعكست آثارها علينا جميعا ، الأمر الذي يستدعي بناء إستراتيجية موحدة للتعامل مع هذه المستجدات وبما يضمن حماية المصالح العربية والقدرة على التأثير الفاعل في الاحداث .
وأكد الدكتور النعيمي خلال الاجتماع الذي تستمر فعالياته خلال الفترة 4-6/5/2009، على أهمية العمل على تجنب صراع الحضارات والمساعدة في تلاقي الثقافات والمحافظة على تراثنا المادي وغير المادي خاصة ما يتعلق بالقدس الشريف الذي يتعرض يوميا لانتهاكات إسرائيلية مستمرة علينا جميعا التصدي لها ، ونوه إلى ما أكد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه في مؤتمر القمة العربية في الدوحة ، بضرورة الاتفاق على خطة عمل عربية لحماية القدس من محاولات تغيير هويتها العربية وتفريغها من أهلها .
وأعرب عن سعادته بإدراج موضوع حماية التراث الثقافي لمدينة القدس على جدول أعمال الاجتماع ، مقدرا المواقف والإجراءات التي اعتمدتها المنظمة العربية إزاء حماية التراث الثقافي لمدينة القدس الشريف، مشيدا بالجهود التي بذلها الهاشميون لحماية وصيانة المسجد الأقصى والأماكن الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
وأكد الدكتور النعيمي على أهمية استمرار المنظمة العربية بتقديم الدعم الفني والمادي للجان الوطنية، والتركيز على تطوير الكفاءة المؤسسية للعاملين فيها وتدريبهم على احدث وسائل الاتصال والمعلوماتية، والمساهمة في تطوير وسائل عمل اللجان، وتحديث هياكلها التنظيمية، وتعزيز شبكة الاتصال والتعاون فيما بينها لما فيه مصلحة الأمة العربية والإسلامية متمنياً من المنظمة بذل المزيد من الجهود لإيجاد شراكات فاعلة تعمل على استمرارية تنفيذ برامجها وأنشطتها، بما يسهم في تحسين نوعية التعليم وإرساء قواعد البحث العلمي لسد الفجوة المعرفية والرقمية ، والتركيز على المحافظة على التراث الثقافي لمدينة القدس الشريف، وضرورة توظيف التراث بشكل معاصر واعتبار الأمن الثقافي مسألة مرتبطة بالحفاظ على الهوية، بالإضافة إلى تعزيز دور المنظمة في حوار الحضارات والثقافات، وتكثيف الجهود لصياغة المستقبل العلمي للعالم العربي.
وألقى مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الالكسو" الدكتور محمد العزيز ابن عاشور كلمة بين فيها أن أهمية هذا الاجتماع تنبع من إتاحة الفرصة للتحاور حول برامج عمل المنظمة وآفاق تطويرها ودعمها .
وأشار إلى دعم الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني للمنظمة، معرباً عن شكره لجلالة الملك على ما يقدمة من رعاية واهتمام للمنظمة.
وأضاف إن جدول أعمال هذا الاجتماع يتضمن جملة من المواضيع ذات أهمية بالغة تتصل بتفعيل عدد من البرامج المعتمدة وباقتراح مبادرات مستقبلية تحتاج إلى مشورتكم ورأيكم.
وأشار ابن عاشور إلى أنه سيتم خلال الاجتماع عرض خطة تطوير التعليم وآليات تنفيذها وتعزيز دور اللجان الوطنية في لجان المؤتمر العام لليونسكو، إلى جانب المقترح الذي تقدمت به اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم حول مساهمة اللجان الوطنية في تنفيذ برنامج القدس عاصمة الثقافة العربية التي افتتحنا فعالياتها مؤخراً.
وأوضح أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تعمل على تحقيق التوازن بين الهوية والعصر والسعي إلى ضمان مسالك آمنة للانخراط في الحضارة العالمية متسلحين بقيمنا الأصيلة قيم التسامح والاعتدال والوسطية وإعلان شأن الإنسان مع التصدي لتيارات الجذب إلى الوراء والاتجاهات الظلامية المتزمتة.
بدوره ألقى ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الايسيسكو" محمد الغماري كلمة نيابة عن المدير العام لـ"الايسيسكو" عبدالعزيز بن عثمان التويجري بين فيها أن المنظمة تولي أهمية خاصة للجان الوطنية في الدول الأعضاء لما لها من دور حيوي ومسؤول في المجالات التربوية والعلمية والثقافية بوصفها أجهزة متخصصة ونقاط اتصال رئيسة بين الايسيسكو ودولها الأعضاء.
وأضاف، أن المنظمة حرصت ضمن خطط عملها المتعاقبة على تطوير آليات العمل مع اللجان الوطنية وتعزيز البرامج والأنشطة الموجهة لها ومضاعفة الموازنة المخصصة لدعمها بهدف مساعدتها على القيام بالمهام الموكولة إليها على أحسن وجه.
وأشار الغماري إلى خطة عمل "الايسيسكو" للسنوات 2010-2012، والتي ستشمل المزيد من البرامج والأنشطة والمشاريع لفائدة اللجان الوطنية، ودعم نوادي الايسيسكو والمدارس المنتسبة لها، وتأسيس منتدى برلمانيي التربية في العالم الإسلامي، وتعزيز التعاون بين اللجان الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني.
من جانبها أشادت مديرة مكتب اليونسكو في عمان الدكتورة ( آنا باوليني ) بمستوى التعاون الكبير بين منظمة اليونسكو والمنظمتين العربية والإسلامية للتربية والثقافة والعلوم وبجهود الشراكة القائمة فيما بينها
كما أعربت عن شكرها لوزارة التربية والتعليم الأردنية لدعمها الكامل والمتواصل لكافة البرامج والأنشطة التي تنفذها منظمة اليونسكو مثنية على الدور المميز الذي يضطلع به الأردن في دعم اليونسكو وتميزه في إنجاح مشاريعها و برامجها إضافة إلى تميزه في مجال تنظيم المؤتمرات والفعاليات التي تنفذ في الأردن .
وتضمنت جلسة العمل الأولى التي ترأسها الدكتور فواز جرادات عضو المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم حواراً موسعاً مع مدير عام المنظمة وأمناء سر اللجان الوطنية العربية حول الواقع والخطط المستقبلية للمنظمة وانتخاب هيئة مكتب الاجتماع المكونة من ( الرئيس -نائب الرئيس المقرر ) ولجنة الصياغة ، وإقرار مشروع جدول الأعمال ، ومتابعة تنفيذ توصيات الاجتماع الرابع عشر لأمناء اللجان الوطنية العربية الذي عقد في الكويت / 2007 .
كما ناقش المجتمعون خطة تطوير التعليم في الوطن العربي ودراسة كيفية وضع برامج للاهتمام بالتعليم الفني والمهني وربط المخرجات بسوق العمل ، ومشروع النهوض باللغة العربية .