بنات التوجيهي

تم نشره الأحد 05 آب / أغسطس 2012 12:59 مساءً
بنات التوجيهي
رمزي الغزوي

المفرقعات والألعاب النارية، التي سفحت وأطلقت بعنفوان على جبهة التوجيهي الأخيرة، ما زال طنينها يسكن صيوان أذني ويشوشني، وخيراً فعلت وزارة التربية والتعليم، أن أطلقت النتائج ليلاً، كي نتمتع ببعض اشكالها وتشكيلاتها، لأن هذه الكمية من المفرقعات، كانت وبكل تأكيد ستطلق نهاراً، لجلب صوتها فقط. فنحن ظاهرة صوتية بامتياز.

ويسكنني رجاء حار لوزارة الداخلية، أن تعيد السماح بإستيراد الألعاب النارية والمفرقعات والمتاجرة بها علناً، بعد أن ثبت أن الكميات التي كانت تدخل البلاد، قبل المنع كانت أقل بكثير، مما بتنا نشاهد ونسمع.

أبارك للناجحين وذويهم، ولكني أتعثر بسؤال بات يتداوله الكثيرون: لماذا أخذت أفراحنا تجنح إلى الرعونة والطيش، والإعتداء على حرية الآخرين، وخرق القوانين والأنظمة، التي هي في نظر البعض أوهن من بيت العنكبوت؟!.

فبعد المفرقعات وجبهاتها المتعددة وأصواتها المزلزلة كأنك تظن أن حربا وقعت ، ظهرت تقليعة زفة السيارات بأجسادها المندلقة من الشبابيك. أهكذا الفرح عندنا؟!، أخشى أننا وصلنا مرحلة البطر وتجاوزناها.

اللافت أكثر في هذه المعمعية، أن تصدر وتفوق البنات في مراكز متقدمة في غالبية نتائج فروع التوجيهي، لم يعد أمراً لافتاً، بعدما تكرس وأصبح واقعاً عادياً على مدار السنوات الثمانية الماضية أو أكثر.

قد يكون التركيب النفسي للذكر، في هذه السن تحديداً، والحرص والانتظام الدراسي، والاهتمام المركّز لدى البنات هو ما يفضي لهذه النتيجة الكاسحة، ولكننا ما زلنا ننتظر دراسات معمقة تحلل هذه النتائج وتوضحها، وتشرح الخلل في نتائج الذكور.

أشكر الأهل، وأخص الأمهات اللواتي هن السبب الحقيقي لكل نجاح لنا، بنيناً وبنات، فلا أنسى معاناة أمي في تلك السنة التوجيعية (التوجيهي)، وكيف كانت تسهر لسهري، وتضجر لضجري، وتتعب لتعبي إذا ما (عصلجت) في يدي مسألة رياضيات بنت كلب، أو غصصت بسؤال فيزياء مجنون ابن مجنون. وأعرف أمهات كن يجلسن ولا ينزلن أنظارهن عن المدرسة التي يقدم فيها الأبناء امتحاناتهم، والدمعة عالقة في حرف في العين، والدعاء يرجرج الشفتين: فشكراً أيتها الأمهات الرائعات.

وأختم بسؤال: هل تفوّق البنات، اللواتي هن أغلبية في جامعاتنا، سينعكس على وجودهن الثري في سوق العمل مستقبلاً؟!. ولأن الجواب معروف سلفاً، أستهجن أن المرأة لدينا لا تشارك بأكثر من ربع القوى العاملة، رغم عددهن المؤهل وتفوقهن. فأين تضمحل هذه القدرات وكيف لا نستفيد منها. ولماذا لم تدخل في دولاب التنمية والنماء؟! ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات