هجوم رفح .. هل حقق المراد؟؟

تم نشره الإثنين 27 آب / أغسطس 2012 04:45 مساءً
هجوم رفح .. هل حقق المراد؟؟
محمد ابو صقري

 

سبق لحبيب العادلي، وزير داخلية العهد البائد، أن اتهم فلسطينيين زوراً وبهتاناً بتفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، وكانت الغاية من وراء هذه التهمة معروفة للقاصي والداني، وهي إثارة الشعب المصري ضد الفلسطينيين بشكل عام، وحكومة حماس في غزة، بشكل خاص، الأمر الذي يتيح للحكومة المصرية المقبورة تشديد الحصار على قطاع غزة بموافقة شعبية مصرية، وبالتوافق طبعاً مع حكومة العدو الصهيوني، لكن الله سبحانه وتعالى شاء أن يرد كيدهم إلى نحورهم، وهاهم الآن بفعل الثورة المصرية المباركة يقبعون في السجون، مذمومين مدحورين.

ها نحن الآن أمام سيناريو مشابه تماماً لذلك السيناريو اللعين، وها هي التهمة تُلصق مرة أخرى "بمتشددين تسللوا من قطاع غزة عبر الأنفاق " بحسب مسؤول أمني مصري، وأن "المهاجمين كانوا يتحدثوا بلهجة فلسطينية واضحة ". وعلى ضوء ذلك، فقد صدرت الأوامر بإغلاق معبر رفح الحدودي إلى أجل غير مسمى، وهذا هو المبتغى.

يقول المثل الشعبي "مجنون يحكي وعاقل يسمع ". ما مصلحة الفلسطينيين في الهجوم على جنود يرتبطون معهم بروابط الدم والدين والقومية؟ ألا يعرف الفلسطينيون أن عملاً كهذا سيلحق الأذى بالفلسطينيين في كل مكان، وسيكون مبرراً لكلٍ من الحكومة المصرية والصهيونية على حد سواء لإغلاق كل المعابر وخنق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يعاني أصلا من الاختناق نتيجة للحصار الجائر الذي طال أمده دون أن يرف رمش للحكومات الغربية والهيئات والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان؟

إذاً، من هو المستفيد الحقيقي من مثل هذه العملية المشبوهة؟ لقد أصدر الكيان الصهيوني تعليماته لمواطنيه المتواجدين في سيناء بمغادرتها على الفور منذ عدة أيام. ألا يكفي هذا ليكون دليلاً على أن من يقف وراء هذا الهجوم هو العدو الصهيوني، حتى ولو تمَّ تنفيذه بأيد غير صهيونية، وربما بأيد فلسطينية مرتبطة بالموساد الإسرائيلي؟ أما كان يمكن للمتشددين الفلسطينيين أن يهاجموا الصهاينة المتواجدين على أرض سيناء بدلاً من مهاجمة إخوتهم من الجنود المصريين، الذين ثبت بالدليل القاطع أنهم يمدون الفلسطينيين، وإن سراً، بالعون والمساعدة؟

ألا يمكن أن يكون من خطط لهذه العملية ونفذها جهات خارجية وداخلية تهدف من خلالها إلى إجهاض الثورة المصرية التي كان من شعاراتها رفع الحصار عن قطاع غزة وقطع العلاقات الدبلوماسية مع العدو الصهيوني، بالإضافة إلى إضعاف الرئيس المصري وإفشال حكومته التي من المتوقع أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومساعدته لاستعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة؟ من يُتابع تصاعد الأحداث في مصر الحبيبة، يدرك دونما عناء بأن هنالك مؤامرة تُحاك خيوطها في الخفاء للعودة بمصر إلى سابق عهدها، حين كان الصهاينة يطلقون من قلب القاهرة تهديداتهم بتدمير غزة على رؤؤس أطفالها ونسائها.

نحن على يقين بأن هذه المؤامرة الدنيئة لن تنطلي على الحكومة المصرية والشعب المصري، وستتكشف بعون الله خيوطها كما تكشفت خيوط المؤامرة التي أراد حبيب العادلي، لا بارك الله فيه ولا في حكومته البائدة، أن يُلصقها بالشعب الفلسطيني، وسينقلب السحر على الساحر، والله على كل شيء قدير.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات