تصويت

مقابل 43 دولة (معارضة وامتناع) صوتت 133 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار سعودي يدعو إلى تحول ديمقراطي مدني ينهي احتكار السلطة وتوريثها في سورية، ولكم ان تتخيلوا حجم ووجه الغرائبية والفانتازيا في التصويت المذكور، اذا ما فتح احدكم على (النت) واستعرض أسماء وتاريخ وطبيعة الدول التي صوتت على القرار المذكور.
وحيث يعرف القارئ العربي ما يخصه من الحالة العربية وتاريخ الديمقراطية والمدنية والحداثة والمعاصرة فيها وظلال القرون الوسطى واحتكار السلطة والمال والنفوذ والطبيعة العشائرية والطائفية في دول معروفة صوتت على القرار، وحيث يعرف اللبنانيون مثلا السيطرة العائلية وتوارثها وتقاليدها الدموية في أحزاب هللت للقرار من الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة جنبلاط إلى المستقبل إلى جعجع.. الخ فلا بأس اذا ازعج القراء انفسهم وتعرفوا عن قرب على دول اخرى صوتت على القرار المذكور.
لا نقصد أمريكا التي ترفض الاعتذار حتى الآن لليابان عن إبادة مدن بكاملها بالقنابل الذرية والتي قتلت وشوهت مليون عراقي، ولا نقصد فرنسا التي تسببت في قتل مليون جزائري ولم تعتذر عن ذلك أيضا، ولا نقصد أيا من الإمبرياليات الإجرامية الكبرى، فهي معروفة بالصوت والصورة.
ما نقصده دولا تعتبر باعتراف منظمة العضو الدولية (مثالا صارخا) على انتهاكات حقوق الإنسان، ودولا تعتبر باعتراف المنظمات والهيئات العالمية لمكافحة الجريمة والمخدرات والقتل وغسيل العملة مثالا صارخا على مافيا الجريمة الدولية..
القائمة طويلة ورائحتها تزكم الأنوف، وما على المهتمين سوى فتح (النت) على آخر تقرير لمنظمة العضو الدولية، وعلى آخر تقرير لهيئة الشفافية الدولية وعلى آخر تقرير للانتربول الدولي، ومقارنة الأسماء فيها بأسماء الدول التي تدعو لتحول ديمقراطي في سورية يحتاج ابتداء لديمقراطيين حقيقيين يدعون له.
( العرب اليوم )