القهر والكبت

تم نشره الأربعاء 15 آب / أغسطس 2012 12:37 مساءً
القهر والكبت
يسار خصاونة

الشعب العربي يعيش منذ زمن ليس بالقصير حالات متناقضة، متداخلة ومتشابكة تكاد تفقده توازنه ، بعد أن خطفت منه القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة في نظامه السياسي، والاجتماعي، والعسكري أيضاً ، هذه الحالات هي حالة الوعي ، واللاوعي، واللا...مع ، واللا...ضد ، حالة الجهل والفهم، وحالة الأمان والخوف ، وإذا سألته في أي حالة أنت تعيش ؟ نظر إليك باستهجان ، وفكر طويلاً ومرر يده على لحيته وأجاب مبتسماً وكأنه قد فاز بالجواب الذي سيفحمك فيه ، ويرد على مثل هذا التساؤل الساذج ويقول بكبرياء : أنا عايش وبس ، ألا يكفي هذا ؟ وكم سيكون الحاكم العربي مرتاحاً من هذه الإجابة، وكم سيكون مسروراً من الحالات التي يعيشها شعبه مادامت سوف تبقيه على صراع مع الذات .
ضمن هذه الحالات ، لو أُتيح لنا وِقفة مع أنفسنا وسألنا بصوت عالٍ أي حال نعيشها نحنُ ؟ هل هي حالة القهر ، أم حالة الكبت ؟ فماذا ستكون الإجابة ؟وهنا أريد أن أوضح مفهوم الكبت، ومفهوم القهر من وجهة نظري، والتي قد تتطابق ، وتوافق وجهة نظر الكثيرين .
القهر هو أن يُسمح لك بالسير آمناً بالمسيرات، والمظاهرات التي تُجبر فيها على رفع شعارات تمدح فيها الحكومة ، وترفع صورة الحاكم عالية مرفرفة فوق الرؤوس ،حتى يُطلقوا على مسيرتك اسم مسيرة سلمية، ويُسمح لك بالهتاف بما لا يجرح مشاعر الحاكم والحكومة ، فالقهر أن يُسمح لك بالقول ، لكن ما يريدون ، لا ما تريده أنت ، وهذا الأمر تُمارسه كل الحكومات التي تُفكر جيداً كيف تُطيل عمرها مع شعب يُريد فقط الهتاف والصياح والخروج بالمظاهرات .
القهر هو أن يكون لديك مجلس نواب، أوهموك أنه منتخب ، وأنك أنت الذي انتخبته ، ومع ذلك فهو غير فاعل ، بل هو مأمور بتعليمات من وظفوه ، القهر أن يكون لديك مجلس وزراء ، لكنه لا يحل ولا يربط ، فهو مرهون أيضاً بالتعليمات ، القهر أن يكون لديك أحزاب ، ولكنها خالية الدسم – دايت .
أما الكبت فهو أن تمنعك الحكومة من الكلام بالمطلق ، وتُغلق عليك الأبواب ، وتحرمك من التنهيد ، حتى تكاد تنفجر غضباً بوجهها ، أرجو أن أكون قد أجبت في أي حالٍ نعيش هذه الأيام ، بل منذ قرون.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات