سهرات إصلاحية بطعم القطايف

سهرة إصلاحية بعد صلاة التراويح دعت إليها الحركة الإسلامية مساء غد الجمعة في مجمع النقابات المهنية، لمناقشة قضايا الإصلاح المتعثر في البلاد، وسوف تتخلل السهرة وجبة دسمة من القطايف توزع على الحضور ليشتد عودهم في دعم الإصلاح.
وكانت الحركة الإسلامية أقامت سهرة إصلاحية أخرى في ساحة النخيل الأسبوع الماضي على وقع رذاذ نوافير الأمانة، ونسمات الهواء العليل، تبتعها بجمعة "دعم الإعلام"، الجمعة الماضي، وحسب وصف أحد الأصدقاء (تفحيج سياسي على ظهر الإعلام) بعد أن استراحت أسبوعين من المسيرة الأسبوعية (السعي بين المسجد الحسيني وساحة النخيل)، وذلك احتراما لخصوصية رمضان مثلما جاء في بياناتهم.
ليس الاسلاميون فقط من يتعاملون مع الحراك ببذخ الوقت، فالجبهة الوطنية للإصلاح التي يترأسها أحمد عبيدات وتضم في عضويتها أحزاب المعارضة وشخصيات مستقلة والنقابات المهنية ولجنة تنفيذية تضم 25 شخصا، قررت بالاجماع في الاجتماع الأخير إقامة ملتقى وطني يوم السبت المقبل لمناقشة الأوضاع العامة في البلاد وقضية الانتخابات، وبعد يوم من الاجتماع وصلت رسالة قصيرة من أمين سر اللجنة إلى الأعضاء كافة تقول: (تقرر تأجيل إقامة الملتقى الوطني إلى ما بعد عيد الفطر نظراً لتعذر حضور "دولة الرئيس" أعمال الملتقى) ، طبعا دولة الرئيس حتى لا يذهب الذهن بعيداً إلى رئيس الوزراء الحالي الدكتور فايز الطراونة، هو رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات.
حراك أحرار الطفيلة دخل على خط السهرات الإصلاحية أيضا، حيث قرر تنظيم "أمسية شعرية إصلاحية" اليوم الخميس، وحسب بيان الحراك فإن الفعالية تأتي من "أجل الإصلاح وبسبب استمرار مسلسل الفساد ونهب الوطن" بمشاركة شاعرين وفرقة للزجل الشعبي.
لست من الذين يتصيدون للحراك الشعبي، بل من الداعمين لأفكاره ومطالباته، وقلت في أكثر من مرة إن الارتياح الزائد عن اللزوم الذي تظهره الحكومة وأجهزتها في تقويمهم للحراك الشعبي غير مطمئن، ويشي بعقلية غير مرنة واهمة مثلما كان غيرها واهماً بأن ما يحدث في بلدان أخرى لا يمكن أن يحدث عندنا، كما لا يجوز اختلاق التقويم لحجم وقوة الحراك الشعبي ومن يقف وراءه، بحيث ينعكس ذلك كردة فعل باردة ومتجاوزة لدرجات الاطمئنان التي ترى أن الحراك الشعبي دائماً تحت السيطرة، ولن يتجاوز المعايير الموضوعة للوصفة الأردنية لأي اعتصام أو مسيرة أو تجمّع.
لكن السلوك العام للحراك والقائمين عليه بَهَت كثيرا في الأسابيع الأخيرة، وتحول فعلا إلى حراك سياحي، يخرج في الجمع التي يكون فيها الطقس لطيفاً، ويُعطَّل في جمع الأعياد والمناسبات الوطنية، وتَحّول في شهر رمضان إلى سهرات إصلاحية !! .
( العرب اليوم )