جهاديون أردنيون يفندون رواية الأمن السوري
المدينة نيوز - توالت ردود الأفعال على شريط الفيديو الذي قام ببثه التلفزيون السوري مؤخرا واحتوى على اعترافات لأشخاص أردنيين "عبد الرحمن الطيطي ومحمد حسن" حول كيفية دخولهم إلى الاراضي السورية لإيصال أسلحة وذخائر للجيش الحر السوري، وذلك كما جاء في التسجيل.
"السبيل" بدورها تابعت الموضوع مع الاشخاص الاردنيين الذين وردت أسماءهم في الفيديو للوقوف على صحة المعلومات التي ذكرت في الشريط على لساني "الطيطي وحسن".
أبو بندر وعدنان نايفة وأسامة مصاروة أسماء وردت في الشريط ضمن مجموعة أردنية عملت على مساعدة المعتقلين "الطيطي وحسن" في الوصول إلى سوريا وتزويدهم بالأسلحة وفق قول المعتقلين.
أسامة النعيمي الذي يكنى بـ"أبو بندر" أحد الاشخاص الذين ورد أسمه على لساني المعتقلين، حيث كان مهمته توصيل وتعريف المعتقلين على المهرب الذي من المفروض إيصالهم إلى سوريا، كما جاء في حديث "الطيطي وحسن".
يقول أبو بندر الذي يعمل موزعا للأجبان في مدينة الزرقاء لـ"السبيل" إنه تفاجأ من المعلومات التي وردت في الشريط، نافيا في الوقت ذاته الاتهامات التي قام بفبركتها جهاز المخابرات السوري، حسب وصفه، منوها إلى انه تم اعتقاله من قبل النظام السوري في العام 2007 لمدة سنتين في جهاز امن الدولة فرع الشام، مفسرا بذلك ورود اسمه ضمن المتهمين وذلك بناء على معرفة المخابرات السورية به سابقا.
ولفت أبو بندر إلى أن ما ادعاه جهاز المخابرات السوري على لسان المعتقلين "شرف عظيم لا أدعيه"، متمنيا بذلك زوال النظام "الطاغية" بشار، مشيرا إلى أن هذه الاعترافات جاءت تحت الضرب والتعذيب من قبل النظام السوري كما هو المعلوم عن كيفية انتزاع الاعترافات في مثل هذه الحالات.
أما عدنان نايفة الذي قيل في الشريط إن مهمته كانت التحريض والدعوة إلى اسقاط النظام السوري بالجهاد ضده، فقد أبدى سخريته من الاعترافات الكاذبة كما وصفها نافيا في الوقت نفسه أي علاقة له بالشخصين المعتقلين، مؤكدا انه لم يلتقهم من قبل في زمان او مكان.
نايفة الذي يسكن في حي النزهة بالزرقاء يؤكد أن المعتقلين أجبروا على قول مثل هذه الاعترافات الكاذبة، مبينا أنه لم يتم استدعاءه من قبل جهاز المخابرات للتحقيق معه فيما ورد على لسان المعتقلين.
من جهته اعتبر أسامة مصاروة الذي وصف من قبل "الطيطي وحسن"
بأنه حلقة الوصل بين المعتقلين وأبي بندر إضافة إلى مهمته اللوجستية في تأمين بيوت آمنة للذين يرغبون في الذهاب الى سوريا، أن ما ذكر في حقه من اتهامات لا تستحق الرد لضعف حجتها ودلالتها، مشددا على ان كل ما ورد انما يعتبر فبركة وادعاءات مخابراتية من قبل النظام السوري لا اكثر.
وفي توضيح منه حول ما جاء في الشريط بأن الباص الذي يملكه وكان يعمل عليه المعتقل "حسن" موزعا، قد اوقفته دورية امن ووجدت فيه أسلحة رشاشة بعد تفتيشه، أكد انه في تلك الفترة كان معتقلا لدى جهاز المخابرات الاردنية على خلفية احداث الزرقاء لمدة 11 شهر نافيا أي علاقة له بهذه القضية.
بدوره نفى القيادي في التيار السلفي الجهادي أبو محمد الطحاوي أي دور في مساعدة هؤلاء الاشخاص للذهاب إلى سوريا، مشيرا إلى أنها حالات فردية تعمل على الوصول إلى هناك من اجل نجدة إخوانهم المظلومين، لافتا إلى أن كل صاحب ضمير وعاقل يؤيد ويدعو إلى مساعدة ونصرة السوريين لردع هذا النظام المجرم.
ورفض أي آثار أو نتائج سلبية تمس وتنعكس على التيار السلفي في الاردن نتيجة هذه الاتهامات المفبركة من قبل النظام السوري، منوها إلى أن الاسد وشبيحته استباحوا الاعراض والاموال ولا بد من أشخاص يردعونهم ويمنعونهم من ذلك، موضحا أنه لا يجوز منعهم او مضايقتهم أو الوقوف ضدهم.
ونوه إلى أن توقيت بث الشريط جاء متزامنا مع انشقاق رئيس وزراء سوريا رياض حجاب، معتبرا ذلك رسالة من النظام السوري لتخويق وتهديد النظام الاردني بعدم إيواء المعارضين والمنشقين من السوريين وإلا فهو شريك فعال في الازمة السورية القائمة.
ودعا الطحاوي كل من يدعم الاسد من التيار اليساري في الاردن إلى إعادة النظر في موقفه، موجها حديثه له متسائلا أين كانت صواريخ وقذائف الاسد التي تقصف الاحياء والمدن عندما حلقت الطائرات الصهيونية في سماء دمشق وقصفت المفاعل النووي المفترض أنذاك، منوها إلى اننا لم نر هذه المظاهر العسكرية منذ احتلال الجولان والحرب التحريكية في العام 1973، معلقا على ذلك بسخرية "أسد علي وفي الحروب نعامة". ( السبيل )