عنصرية المرشح الجمهوري

كعادة المرشحين للرئاسة الأميركية ، قام المرشح الجمهوري ميت رومني بجولة على عواصم عدد من الدول التي تحتفـظ أميركا معها بعلاقات خاصة ومنها بريطانيا وإسرائيل وبولندا ، واستغرقت الجولة ستة ايام ، وصفها المراقبون بأنها كانت كارثيـة. وبدلاً من تسجيل نقاط لصالحه حدث العكس تمامأً ، فلم يحسـّن رومني صورته كزعيم عالمي مهم بل أثبت أنه ليس من معـدن الرؤساء الذين يستحقون احتلال أهم وأقـوى موقع سياسي مؤثر في العالم.
ما يهمنا من أمر المرشح الرئاسي الأميركي رومني أنه في مجال التملق لإسرائيل سعياً لأصوات اليهود الأميركيين لم يكتف ِ بوضع القلنسوة اليهودية على رأسه والتمتمة على حائط المبكى ، بل ارتأى أيضاً أن يوجه إهانة للفلسطينيين ويصفهم بالتخلف ، فقد فسر الفرق بين البحبوحة والتقدم الإسرائيلي من جهة والفقـر والتخلف الفلسطيني من جهة أخرى بأنه يعود لأسباب ثقافية ، مما يعتبر ملاحظة عنصرية قبيحة رد عليها الفلسطينيون بغضب ، لأن الحالة الفلسطينية البائسة تعود للاحتلال الإسرائيلي الغاشـم.
في كل بلد زاره رومني ارتكب خطأ فاحشاً وأثار الغضب. في بريطانيا مثلاً عبـّر عن شكوكه بكفاءة واسـتعداد بريطانيا لاستضافة الألعاب الأولمبية ، مما دعا الصحافة البريطانية للرد عليه بقوة ، كما وبخه رئيس الوزراء البريطاني.
وفي إسرائيل تعهد رومني بتقديم الدعم المطلق لرئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو ، مما أغضب نصف الإسرائيليين ولم يخدم عملية السلام. كما أنه أطلق تهديدات فارغة ضد إيران على أمل أن يصفق له الإسرائيليون.
كان من الطبيعي أن تنقسم الصحافة الأميركية في تعليقاتها على سلوك رومني ، فالديمقراطيون رأوا أن هذا السلوك المشين سيساعدهم في الحصول على أصوات الناخبين الأميركيين الذين ما زالوا مترددين بين المرشحين. والجمهوريون حاولوا لفلفة الموضوع ، واختلاق الأعذار ، وإعادة تفسير الملاحظات العدائية بشكل يظهر حسن النية.
أما كاتب العمود الشهير توماس فريدمان ، فقد كتب في صحيفة نيويورك تايمز أن سلوك رومني في إسرائيل أكد الوجه الخاطئ في العلاقات الأميركية الإسرائيلية ، فقد فعل مثل باقي الجمهوريين إذ قام بتحريض إسرائيل ضمنأً على الاستمرار في التعنت ، مع أنه لو كان صديقاً حقيقياً لإسرائيل لضغط عليها من أجل إنجاح عملية السلام على أساس مشروع الدولتين ، كي لا تبقي إسرائيل دولة مارقة ، خارجة على القانون الدولي ، تمارس سياسة الفصل العنصري وينبذها العالم المتحضر
( الراي )