سياسيون أردنيون يعلقون على ما ورد بمقابلة الملك مع " سي بي اس "
المدينة نيوز - اظهر الحديث الذي ادلى به جلالة الملك عبدالله الثاني لمحطة "بي. سي . اس ) عن رؤية ملكية تحليلية للأوضاع الدقيقة التي تمر بها المنطقة والمملكة، رؤية تميزت بقدرتها الاستشرافية ، تسلط الضوء على ما يمكن عمله وطنيا للخروج من الوضع الراهن نحو المستقبل بأمان والذي لا بد ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم لنتمكن من عبور الربيع العربي بسلام في هذه المرحلة الدقيقة .
ويرسم حديث جلالته بدقة ملامح طريق واضحة محكمة تحدد مستقبل الاردن من خلال العمل السياسي المنظم المبني على اسس الديمقراطية والعدالة بمشاركة الجميع ليكون محركا لمزيد من الدافعية نحو تكريس مرحلة مقبلة تتسم بالنزاهة والشفافية مطالبا ان تستند الحكومات والاحزاب السياسية الى نظرة استشرافيه للوصول الى أردن ديموقراطي يلبي طموحات الجميع.
واجمع عدد من الفعاليات السياسية والحزبية على ضرورة المشاركة في العملية السياسة والاصلاحية في المملكة من خلال انجاح الانتخابات النيابية القادمة تحقيقا للرؤية الاصلاحية بما يضمن المصالح العليا للدولة من خلال نظرة وطنية توافقيه وشمولية .
ودعا رئيس الوزراء الاسبق العين فيصل الفايز الحركة الاسلامية الى اعادة النظر بقرارها مقاطعة الانتخابات النيابية وقراءة الرسائل التي وجهها جلالة الملك الى الجميع بمن فيهم جماعة الاخوان المسلمين من اجل عبور المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة عموما .
وقال لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان تعديل مواد الدستور ( 34، 35 ،36) كما تشترط الحركة الاسلامية للمشاركة في الانتخابات هي مغامرة سياسية غير محسوبة في هذه المرحلة بالذات .
واضاف : اعتقد ان جلالة الملك لديه القناعة بان على جميع الأطياف السياسية بمن فيهم الحركة الاسلامية المشاركة في الانتخابات المقبلة وإجراء التغيير المطلوب من داخل سلطات الدولة وليس من خارجها .
وأعرب عن اعتقاده بأن الظروف الصعبة التي تواجهها المنطقة تحتم علينا جميعا ان يكون الأردن قويا وان يكون ملك الأردن قويا وان تتكاتف جميع مكونات المجتمع الأردني في مواجهة هذه الظروف وبعد ذلك وعندما تنضج الظروف السياسية ويتم انتخاب برلمان على أسس حزبية فأنني على قناعة ان جلالة الملك سيكون اول من يطالب بتعديل الدستور .
وقال الفايز أننا أمام انتخابات جديدة ستؤدي إلى حكومة برلمانية ورغم المآخذ على الحكومات البرلمانية في السابق الا أن علينا أن نجرب مرة أخرى وان نضمن اكبر مشاركة في دعم هذا التوجه حتى نصل في وقت قريب إلى برلمانات تعتمد على الأغلبية الحزبية ومن مبدأ تداول السلطة ما فيها الأحزاب .
وقال الناطق الإعلامي باسم الهيئة المستقلة للانتخاب حسين بني هاني بان الإصلاح كما قال جلالته يأتي عبر الأطر الدستورية وليس من خارج هذا الإطار وهنا تكمن ضرورة مشاركة الجميع بما فيهم الإسلاميين ليتمكنوا عبر البرلمان لتحقيق الاصطلاحات التي يطالبونها والمشاركة تعني حمل المسؤولية الوطنية في ظل الدستور والقوانين الأردنية الناظمة للعمل السياسي.
واكد على ادراك جلالته بان التغيير هو سنة لكل الشعوب وان ما يصلح اليوم لا يصلح غدا وان ناخذ من التاريخ العبر وان حاجات الشعوب ومصالحها تتغير من وقت لاخر وعلى الجميع ان يعي ان الاصلاح حلقات متراكمة تكمل بعضها بعضا ولا يمكن ان تتحقق الا عبر المشاركة السياسية وعلى الجميع ان يتحمل المسؤولية الوطنية في هذا الظرف الحساس .
واضاف بني هاني ان المطالبة بالملكية الدستورية لها اسس ومعايير، ولا تاتي الا من المشاركة من الجميع وقد سبق لجلالة الملك ان اوضح بان ما تحقق اليوم هو حلقة اولى من حلقات الاصلاح وان ذلك يعتمد على الشعب الذي يبج ان يشارك مشاركة فعلية في العمل السياسي والحزبي تمهيدا للوصول الى مراحلة متقدمة من الاصلاح ستكلل بالنهاية بما سيجمع عليه الشعب الاردني للوصول الى ما يطمح لها الشعب ويرضى به الجميع .
وعبر الوزير والنائب الاسبق الدكتور بسام العموش عن قناعته بان جلالة الملك ارسل من خلال المقابلة رسالة مهمة للغاية وقد تكون من الرسائل التي يبعث بها الملك للأحزاب السياسية وخاصة حزب الاخوان تحديداً وللشعب الأردني بصفة عامة .
واضاف ان جلالته تطرق الى قضايا هامة في الشأن الحزبي والمتعلق بموضوع الأحزاب البرامجية الذي يعتبر مطلبا لكل الأردنيين وبانهم بحاجة ماسة إلى من ينفعهم ويصلح من شان الأردن وانهم ليسوا بحاجة إلى تنظيرات لا تسمن ولا تغني من جوع .
واكد العموش على ان الظرف السياسي دقيق وخطير للغاية ويتطلب منا أن نبحث عن الحلول ، وان الدول التي تذرعت بالشعارات لاتجد خبزاً تُطعم به شعبها ، حيث سقط الاتحاد السوفييتي وذهب البعث في العراق ، موضحا ان الناس يبحثون عن الذي يستطيع ان يقدم لهم الحلول الاقتصادية والاجتماعية وهذا ما نادى به جلالة الملك .
واشار الى إن الأردن يعاني من مديونية عالية ، اضافة الى عجز واضح في الموازنة ومن بطالة مرتفعة وجيوب الفقر تتسع مما يعني أنها فرصة الأحزاب للتقدم بمشاريع تستقطب الناس للصناديق الانتخابية واستقطابهم للانخراط فيها، لتنتقل الأحزاب من مرحلة النخبوية إلى مرحلة الشعبية للوصول إلى برلمانات سياسية حزبية تؤدي الى حكومات برلمانية بعيداً عن الحكومات العائلية التي اكتوينا بها وتسببت لنا في الكثير من السلبيات .
وأكد على ان مضامين مقابلة جلالة الملك تبين مدى اهتمام جلالته بالإخوان المسلمين وان هناك فهم لهذه الفئة التي تعايشت مع نظام الحكم الملكي عبر ستين سنة ولايزال الملك راغباً بهم، داعياً لهم للمشاركة في الانتخابات وحريص على مطالبهم لا على سبيل التفصيل على المقاس بل لأن النزاهة تشمل الجميع ولا يقبل ان ياخذ الإخوان أكثر من حصتهم ول ايرد في منطق العدل أن يستحوذ أي حزب سياسي على المشهد وهو ما يقول به الإخوان أنفسهم.
وشدد على أن الانتخابات ستكون نزيهة شفافة تعكس ما يريده الناس وهي فرصة ثمينة للإخوان الذي يعتبر التنظيم الأكثر قدرة والاوسع انتشاراً ويستطيع الإخوان الحصول بسهولة على ثلث البرلمان حتى من خلال القانون الحالي فكيف إذا توصل الإخوان إلى اتفاق مع الملك على تجاوز الصوت الواحد .
وقال انم تطلع الملك لترسيخ الحياة الحزبية تطلع حضاري فالمشهد السياسي الحزبي عندنا يحتاج إلى إعادة ترتيب لنصل إلى اتجاهات حزبية فهناك من يرى الاولوية الوطنية ( الوسط) وهناك من يتحدث عن المجال الاقتصادي والفقراء ( اليسار ) والفريق الثالث الذي يرى الحل الإسلامي للمشكلات الوطنية فيدمج الوطنية والاقتصادية في بوتقة واحدة ( الإسلاميون ) .
وبين العموش اننا أمام اتجاهات ثلاثة فلم لا نختصر أنفسنا في الدكاكين الحزبية لنلم الشمل ومن ثم ندخل في العملية الديمقراطية بتداول السلطة حيث يشكل الحزب الأكبر وجوداً في البرلمان الحكومة ويبدأ بتطبيق برنامج منطقي لمصلحة الوطن والمواطن .
واعتبر ان الربيع الأردني فرصة تليق بشعب تقل فيه الأمية الكتابية إلى 7% وترتفع فيه الاهتمامات السياسية باعتبار أننا في صلب الأحداث وبؤرتها مبينا إن القوى السياسية وعلى رأسها الإخوان مدعوون لتقدير الظروف حولنا من الجهات الثلاث الشرق والغرب والشمال ، والمطلوب أن نتجاوز الظروف الصعبة ونحن متضامنون دون اقصاء ولا نكوص ولا نخر في هذا البلد الذي تعود على تجاوز الازمات وكي يبقى بلدنا العزيز كما كان رئة لكل من لا يجد الهواء النقي في بلده من المضطهدين من جلاوزة الحكم وطغاته
19/ واشاد امين عام حزب دعاء اسامة بنات ان دعوة جلالة الملك خلال المقابلة التي اجراها الاعلامي تشارلي روز للاحزاب في الاردن الى الابتعاد عن الخطابة ووضع برامج اقتصادية واجتماعية حتى يصوت الناس بناء عليها.
واضاف ان دعوته كانت شمولية وتتطلب ترسيخ مبدأ الديمقراطية لدى اطياف الشعب الاردني كافة كون الاحزاب تشكل العمود الفقري والرافعة الاساسية للديمقراطية، وان مضامين حديث جلالته عكست حرصه لتكون الاحزاب برامجية حقيقية وتسهم بخلق احزاب قوية قادرة على حمل امانة المسؤولية والنهوض الى مستويات عالية من خلال حث المواطن الاردني على الانخراط في الاحزاب التي لا بد ان تكون مقنعة في برامجها وعلى الصعد كافة.
وبين بنات ان جلالة الملك كشف نقطة الارتكاز للعملية الديمقراطية بما ينعكس على كافة محاور التقدم الاصلاحي حيث بدأ جلالته بما يتعلق بالاحزاب والتشجيع على الانخراط فيها من الغالبية العظمى من الشعب الاردني وذلك بناء على برامج تقدمها في المجالات كافة .
وركز على قاعدة الاحزاب الجماهيرية التي تستطيع ترسيخ مبادىء الديمقراطية وتسمح بتعزيز المشاركة الحقيقية في عملية البناء الديمقراطي الاصلاحي من القاعدة الجماهيرية وحتى المؤسسات الدستورية ممثلا بمجلس النواب الذي سيكون بالتاكيد حزبيا بامتياز، فيما لو قدمت الاحزاب رؤيتها بصورة مقنعة للشعب ومن خلال المجالس النيابية الحزبية تشكل حكومات برلمانية حزبية.
وتابع بنات انه وبذلك يكون جلالة الملك قد وجه الجميع باتجاه الممارسة الديمقراطية على اعلى مستوى وتحقيق الرؤيا الملكية التي تلتقي مع ارادة الشعب في وجود حكومات برلمانية حزبية تمثل اكبر قاعدة ممثلة من شرائح المجتمع المدني الاردني وبذلك نكون انجزنا محورا قويا نحو الديمقراطية وتداول السلطة.
واشار بنات الى عزوف الكثيرين عن الانخراط في الاحزاب معتبرا اياها غير قادرة على تداول السلطة لفقدانها البرامجية على كافة الصعد القابلة للتطبيق على ارض الواقع والمطلوب بالتالي ان تتناسب البرامج مع متطلبات الشارع الاردني وتكون قابلة للتطبيق وتحقق رغبات ابناء الوطن بما يخدم في نهاية المطاف المصلحة الوطنية العليا.
وحول رغبة جلالة الملك بمشاركة الاخوان المسلمون في الانتخابات القادمة والتاكيد بانهم لا يخدمون انفسهم بانسلاخهم عن العملية وانه لا يمكن تفصيل قانون انتخاب على مقاسهم وحدهم قال بنات ان هذا يدل على الحرص الملكي بضرورة مشاركة وانخراط كافة القوى الوطنية والسياسية والحزبية في العملية الاصلاحية برمتها حيث تشكل العملية الانتخابية تتويجا للعملية الاصلاحية التي مرت بعدة مراحل سابقا وتم انجازها دستوريا .
وتابع ان هذه الرغبة الملكية بمشاركة الاخوان اشعار بانه لن يكون هناك قانونا على مقاس اي حزب او قوى مهما كانت تملك من قوعد وبرامج وبما يؤكد ان جلالته ينظر الى الاردنيين على انهم سواسية وان جلالته يقف على مسافة واحدة من كافة القوى السياسية والوطنية.
وقال ان الدعوة الملكية تؤكد بان الاردن بحاجة لكافة ابنائه سواء كانوا من احزاب اليسار او اليمين او الوسط وهي دعوة ملكية للجميع بان يشاركوا بعملية البناء والتحديث والتطوير نحو دولة اردنية مدنية عصرية يحكمها القانون.
وتمنى بنات ان يكون هناك مراجعة لقرار جبهة العمل الاسلامي فيما يتعلق بموقفها من الانتخابات خصوصا وان الجبهة قد شاركت في انتخابات سابقة بقانون مؤقت والان العملية الاصلاحية في الاردن من نتائجها انها تجري على اساس قانون انتخاب دائم ومن هنا ترك جلالة الملك الباب مفتوحا لاستكمال عملية البناء والتطوير والتحديث ليس على قانون الانتخاب فحسب بل على كافة التشريعات الناظمة للحياة العامة في الدولة الاردنية وهذا يمثل ذروة الديمقراطية والانفتاح والذهنية المنفتحة المتطورة بما يخدم المصالح العليا للوطن.
وتابع ان عدد ثلاثة الى خمسة احزاب سياسية مناسب اذا ما نظرنا للواقع والمشهد السياسي الاردني وقد كانت الرؤيا الملكية بهذا العدد المثالي للاحزاب لتوحيد القواسم المشتركة بينها خاصة ذات اللون الواحد في حزب قوي قادر على التاثير والمشاركة بفاعلية نحو عملية التغيير وخلق احزاب قادرة على تداول السلطة في المستقبل وهذه دعوة للاحزاب لمد الجسور بينها وترتيب الحالية الحزبية بما يؤدي في المستقبل القريب لنشهد نوعا من الاندماج بين الاحزاب لتشكل احزابا قوية .
وحول تاكيدات جلالته على ان الهيئة المستقلة للانتخابات هي ضمان لنزاهة الانتخابات قال بنات ان من اهم الانجازات الاصلاحية التي تحققت هو انشاء الهيئة المستقلة للاشراف على الانتخابات بوجود قانون انتخاب دائم واي قانون مهما بلغ اذا تم تطبيقه بمنتهى الشفافية فهذا يعني افراز مجلس نيابي قوي يمثل ارادة حقيقة للشغب الاردني.
واشار الى انه ومن خلال متابعتنا لاعمال الهيئة المستقلة يبدو انها تعمل وفق معايير دولية وتحوي مجموعة من الاشخاص القادرين على القيام بواجباتهم بمنتهى الشفافية والنزاهة ،كما ان اليات عملها حتى الان تسير بالاتجاه الصحيح وقد قدمت ما يرضي كافة مكونات الشعب الاردني والمطلوب بالتالي تقديم كافة اشكال الدعم لها لتمكينها من القيام بواجباتها .
وقال رئيس قسم الصحافة والاعلام في جامعة البترا الدكتور تيسير ابو عرجة ان المقابلة عبارة عن خارطة طريق محكمة لمستقبل الاردن من خلال العمل السياسي المنظم الذي يقوم على تحسس مشكلات المجتمع واحتياجات الشعب ووضع اسس منظمة لعمل ميداني حقيقي بعيدا عما يسمى بالبرامج الحزبية التي لا تجد حظها من التطبيق.
واضاف ان بلورة احزاب رئيسية من الوسط واليسار واليمين ومسألة مراجعتها تعبر عن مكونات المجتمع والقاعدة الفكرية والسياسية فيه مما يتيح الفرصة والمجال للعمل السياسي الطبيعي والمنظم.
واشار ابو عرجة الى ان دعوة جلالة الملك لوضع برامج حزبية اقتصادية واجتماعية تعتبر اساسا في العمل السياسي الذي يجب ان لا يكون عشوائيا وانما يحدد ببرامج تتقدم بها الاحزاب للمجتمع والتي يتم على اساسها اختيار النواب والاحزاب بما يحقق منظومة العمل السياسي بعيدا عن الصراع.
وقال الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية المهندس مروان الفاعوري اننا اليوم امام مرحلة خطيرة يقف فيها الاردن على مفترق طرق، مشيرا الى تأكيدات جلالته على ضرورة ارتقاء مختلف اطراف الاصلاح سواء كانت في السلطة او المعارضة لمراعاة المصالح العليا للدولة ضمن رؤية وطنية توافقية بين كل الاطراف لتجنب الصراع الدامي.
واضاف ان المطالب التي تجري تحت ضغط الشارع والاستقواء على الدولة او التحايل على الاصلاح من قبل مراكز قوى معينة من شأنه ان يعيق عملية الاصلاح برمتها، مؤكدا ان جلالته حريص على مشاركة مختلف مكونات الشعب ضمن قانون توافقي يلبي طموحات الشعب.
وقال الفاعوري ان المتفحص لحديث جلالتة يقرأ في مضمونه ما يفيد بأن ثمة قوى لا زالت تعيق دعم الاحزاب السياسية ولا تريد لها ان تكون حاضرة، مؤكدا ان حديث جلالته يحمل رسالة اخرى لتلك القوى بضرورة دعم الاحزاب السياسية حتى تتمكن من الوصول الى اهدافها.
وقال رئيس مركز عدالة لدراسات حقوق الانسان عاصم ربابعة ان مضمون حديث جلالة الملك عبدالله الثاني يحمل ردا ضمنيا على النقاط الرئيسة المتعلقة بالإصلاحات السياسية وتحقيق الديموقراطية، وضرورة وجود احزاب سياسية قوية تتمكن من تشكيل حكومات برلمانية في الاردن.
واضاف ان حديث جلالته يشكل دفعة اضافية باتجاه التأكيد على الهيئة المستقلة للانتخابات ليعطيها مزيدا من الدافعية نحو تكريس النزاهة والشفافية في عملها، مؤكدا ان جلالته يتقدم على الحكومات والاحزاب السياسية باستشرافه للمستقبل نحو الوصول الى أردن ديموقراطي يلبي طموحات الجميع.
وقال ربابعة إن هناك اشارة هامة في حديث جلالته تفيد بأن قانون الانتخاب سيبقى ملكا للبرلمان المقبل، وهو الذي سيحدد ملامحه الاساسية اما بإقراره كما هو او بتعديلات تجرى عليه بحث يستجيب لرؤية جلالته في بتشكيل حكومات برلمانية في المستقبل.
واوضح النائب بسام حدادين بان مقابلة الملك عكست رؤية ملكية واضحة بالشأن المحلي والعربي والاقليمي حيث عكست في الشأن المحلي رؤية ملكية متماسكة لمحطات الاصلاح وآفاقها واكدت على ان ما تم من اصلاحات ليس نهاية المطاف وان الربيع الاردني ينطلق من صناديق الاقتراح.
وقال بان البرلمان القادم سيكون ميدانا للصراع السياسي من اجل التطوير والتحديث وسيكون للبرلمان الدور الرئيسي للارتقاء بالاداء الحكومي وتصنيع السياسات .
واعتبر ان الدعوة الملكية هي طلب موجه لكل الاردنيين للمشاركة في انجاح الانتخابات النيابية القادمة وهي دعوة تستحق ان تلبى وتستحق كل الدعم والمساندة .
وقال الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع في جامعتي البلقاء التطبيقية والاردنية ان الرسائل التي اطلقها جلالة الملك خلال مقابلته تضع النقاط فوق الحروف وتشكل رؤية منطقية واقعية للاحداث التي تجري على المستوى العالمي والعربي وقضايا الشأن الاردني والذي هو جزء من الخريطة العالمية.
وطالب الخزاعي الجميع التقاط رسائل جلالة الملك والاسراع في ايجاد الحلول الدولية والعربية لها سيما وان تأثيراتها ستكون مكلفة ومقلقة على مستقبل المنطقة العربية .
واشارح الى خطورة التطورات السلبية في الملف السوري وعدم اخذ الموقف على محمل الجد سيؤدي الى تصعيد خطير في العنف الطائفي وربما يقود الى حرب اهلية شامله تمتد اثارها الى سنوات مقبلة ، وهذا يذكرنا بتحذيرات الملك قبل ( 6 ) سنوات من بروز الهلال الشيعي وتمدده في المنطقة العربية ، وهذه التحذيرات الملكية بدأت تطفو على السطح وتظهر للعيان وخاصة ان الثورة السورية تحولت الى حرب شرسة يقودها جيش نظامي مدجج في السلاح يغذى بافكار طائفية مقابل ثوار لا يملكون الا اسلحة متواضعة ، وهذا يمهد في حال فشل النظام السوري للمحافظة على بقائه في السلطة قيامه بتكوين دولة علوية داخل الدولة السورية وهذا سيناريو متوقع في ظل تشبت الرئيس السوري في السلطة وهذا السيناريو الاسوأ الذي سيترك اثارا كبيرة على الدول المجاورة لسورية بالاضافة الى التقسيم والشرذمه العربية ومعاناة الشعب السوري من الانقسام والتمييز والتشرد والعنف وحرب أهلية شاملة مطلقة لا مخرج منها إلا بعد سنين.
واكد الدكتور الخزاعي ان جلالة الملك كان كعادته شفافا وصريحا وواضحا عندما بين أن تعديل الدستور لا يعني نهاية التغيير، بل بدايته. وهذا يتطلب من الجميع المشاركة الهادفة البناءة في كافة عمليات الاصلاح والتطوير من خلال القنوات الرسمية والمؤسسية بعيدا عن اساليب الخطابة والبيانات التي تدغدغ العواطف واللقاءات الاعلامية عبر بعض الفضائيات التي تهدف للتشويش والارباك والتحريض على الوطن وانجازاته ، وهذا من شانه ترسيخ مفهوم المصلحة العامة وليس المصلحة الفئوية والحزبية والخاصة.
واشار الى ان جلالته يؤكد ضرورة ان تتبنى الاحزاب برامج سياسية واقتصادية واجتماعية قابلة للتطبيق والتنفيذ . وبين الخزاعي ان الملك جدد خلال اللقاء التأكيد على أن الاخوان المسلمين هم جزء من النسيج الاجتماعي الاردني ، ومشاركتهم في الانتخابات المقبلة هي خدمة للوطن وان المقاطعة وعدم المشاركة في الانتخابات ستزيدهم بعدا واقصاء عن المجتمع وعن المؤسسات الرسمية التي تتبنى قضايا وهموم الناس واقتراح حلولها امام اصحاب القرار ، وخاصة ان اقرار القوانين وتعديلها تمر عبر مؤسسات وقنوات رسمية اهمها مجلس النواب واكد الملك على ان الانتخابات سيحكم الجميع غدا على نزاهتها وشفافيتها وحياديتها وفي هذا الصدد ابدى الملك رغبته في مشاركة الجميع في الانتخابات القادمة والتي ستكون خارطة طريق لمستقبل الاردن ومشاركة كافة افراد المجتمع واحزابه في تطوير قوانين الانتخاب او الاحزاب او تعديلات دستورية او تطوير قوانين في مجالات الصحة والعمل والتنمية الاجتماعية والاقتصادية . فمن خلال رسالة الملك نلتقط اشارات مهمه جدا تتعلق بحسم موضوع قانون الانتخاب وإجراء الانتخابات النيابية وعدم القيام باسترضاء أي جهات كانت ، بل أن في تصريحاته الكثير من النقد الصحيح والهادف والبناء لمواقف تيارات المعارضة، بخاصة تلك التي تريد تفصيل قانون انتخابات على مقاسها.
ودعا الى التقاط الرسائل الملكية والعمل على المشاركة الفعالة في خدمة الوطن وعدم التقوقع والتعصب على رأي او فكر خاص بعيدا عن مصلحة الوطن والمجتمع بكافة اطيافه ، فالاحزاب التي لا تخدم المجتمع تفشل في استمرار وجودها وتفقد شعبيتها ومصداقيتها .(بترا)