عن الهيبة

تم نشره السبت 11 آب / أغسطس 2012 11:49 مساءً
عن الهيبة
خلدون محمد الرواشدة

 

ثمة تحول غريب جدا في المظهر العام لهيبة الدولة ، ولا أحد ينكر بأننا نمر بمنعطف خطر في فهم هيبة الدولة وضرورتها.
وبرأيي أن السبب مرتبط بتغيير مسلكياتنا في التعامل حتى مع أنفسنا :

مثلا :

1. زمان كنا ننظر إلى انفسنا فنجدها ذات دور مهم وبناء في المجتمع خاصة من منظار الحياة الاجتماعية والسياسية والارتباط الشخصي بالدولة ومؤسساتها ، أبو فلاح مثلا كانت كلمته لا تصبح ثنتين ، ويكفي أن تذهب إلى أي مسؤول أو أن تراجع أي دائرة وتقول لهم انك من طرف أبو فلاح لتفتح لك كل الابواب على مصراعيها .
للعلم المسالة لم تكن فسادا انما كانت احترام لهيبة أبو فلاح وهيبته جزء من هيبة الدولة أنذاك .
اليوم الوضع أصبح مختلفا ، فقد اصبحنا وأصبح أبو فلاح مجرد رقم ومكلف ضريبي "وعنز " الهدف منه " الحلب " قدر الامكان.

2. زمان كان لجملة " بتعرف مين أنا " أو جملة " إنت ما بتعرف مع مين بتحكي " ، أثرها في النفوس ومصدر خوف ورهبة لسامعها ممتزجة بنوع من الاحترام ، أما اليوم فربما قليلا ما تتردد هذه الجمل ، كون الجميع أصبح في الهوا سوا.
هذا برايي أن كان جيدا إلا أنه زاد كثيرا عن حده ، خاصة إذا كان الرد " إن شاء الله تكون رئيس الوزراء " أو مين كاين يعني " رئيس الوزراء ".

3. زمان كان مرور شرطي من الشارع كافيا " لصمده " ساعة كاملة كي ينظروا إليه الأطفال والكبار على السواء ويقوموا بالسلام عليه وتأمل مظهره وشكله وزيه ، وثمة أيمان كثيرة تصدر عن الرجال الموجودة من أجل أن يتناول معهم الشرطي كاسة شاي أو يشرف منزلهم بالدخول .

4. زمان كان أصحاب الدولة يرتدوا شمغا مهدبه وأحيانا ومن باب التغيير يقوم أحدهم بارتداء دشداشة ويتحزم بجناده للقيام بزيارة رسمية ما ، وقتها يمكن أن تجزم بأنه قادر على دق اللصمة كلما تأوه الأردن أو ون .
مع مرور الزمن نسلت الشمغ ، واستبدل " البرشوت " بسنسال كارتير .

جميعنا يتذكر أن هناك طعما غريبا كان في الحليب الذي أرضعته اياه أمه ، عندما كبرنا عرفنا بأن هذا الطعم هو طعم الأرض والوطن ، لذا نحن للأردن عاشقين وكما يخاف العاشق على عشيقته نخاف عليه . وكما يشتاق نشتاق .

لذا أنا مشتاق جدا للشمغ المهدبة بأنامل ما زالت آثار وخز الابر فيها ، مشتاق لابو فلاح وللشرطي " المصمود داخل القلب والعين " ، ومشتاق أكثر لأن أقول لأحدهم " انت بتعرف مين أنا ؟!


 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات