توزيع الجحيم
تم نشره السبت 11 آب / أغسطس 2012 11:48 مساءً
جرير خلف
بدأت فضائح النظام السورية بالتراكم وبالتناثر واصبح من الصعب على النظام ورفاقه التستر خلف حاجز المقاومة والممانعة، فقبل فترة قام النظام السوري بتسليم جزء من الشمال السوري لحزب العمال الكردستاني المعادي لتركيا وقامت المخابرات السورية بتسليمه صواريخ مضادة للطائرات واسلحة متطورة لمهاجمة المراكز العسكرية التركية حيث قامت عناصر الحزب بفتح معارك شرسة في منطقة شمدينلي وتشوكوروجا انطلاقا من الاراضي السورية وباسلحة مقدمة من النظام السوري.
وفي الأمس تم اعتقال وزير الاعلام اللبناني السابق ميشال سماحة (عراب بشار الاسد وحامل منشفته) بتهمة التأّمر على السلم الأهلي ومحاولة زعزعزة الأمن وتهريب متفجرات متطورة من النظام السوري الى الساحة اللبنانية، وقبلها بأسبوع تم قام مجموعة من الارهابيون بقتل مجموعة من الجنود المصريين في سيناء بعملية اقل ما يقال عنها انها بلهاء أدارها خبثاء عن بعد لأكثر من سبب احداها توريط حماس عقابا لهربها من استحقاق (الرضاعة) الطبيعية من صدر النظام السوري سابقا.
ولا عجب من الموقف الأردني الذي يدرك مدى (اللئم) الرسمي السوري.. فالصمت وكظم الغيظ هو الرد الوحيد على ممارسات الجيش النظامي السوري المستفزة على الحدود الاردنية المشتركة، وبالمقابل تدرك الحكومة الأردنية بان ذلك لم ولن يتركه بعيدا عن الاستهداف الذي تم ويتم.. حيث أخفت الحكومة الأردنية الكثير من الحوادث والاختراقات السورية على الساحة الاردنية، فالكثير من ملفات الفوضى والخراب المكتوم يقف وراءه تيارات مرتبطة بالنظام السوري وتتلقى التعليمات منه لغاية هذا اليوم.
علينا ان نتوقع من هذا النظام المزيد من العطايا الشيطانية وعلى كل بقاع الوطن العربي، وعلينا ان ننظر بعين الريبة لمحاولات النظام الأيراني وخلايا حزب الله لأختراق التوافق العربي والأسلامي خلف ثورة الشعب السوري، حيث يتوقع الاّن انسحابا تدريجيا ظاهريا لفريق (المقاومة والممانعة) من الدعم المباشر لهذا النظام والانطلاق نحو (التقّية) في التعامل مع الملف السوري.
هذا الأنتقال بدأت معالمه بالظهور حيث بدأت مجاميع من أنصار المعسكر (المقاوم) بالانفصال الظاهري عن الرؤيا المعلنة لهم والأقتراب من الرؤيا المتفق عليها عربيا وأسلاميا وبحيث يتيح لهم هذا التغيير الانتقال بكل سلاسة من الضد للضد مع الاحتفاظ بنفس الهدف باطنيا والمتمثل بالهيمنة الكاملة للمعسكر على الوطن العربي ربما بالبحث عن حصان طراودة اّخر غير النظام السوري الساقط حتما..
ذلك يؤكد ان العمل جاري على تحقيق ضربات موجعة في كل مناطق الوطن العربي التي تتوفر فيها أرضية خصبة لتشكيل تناقض ثانوي لتضخيمه الى رئيسي بفعل هذه المنظومة، حيث يتم العمل بالعادة بمفاتيح التشغيل والتوجيه لألغام بشرية تتوزع على نوعين الأول هو مكون من خلايا عقائدية مدربة وتعرف (عدوها) تماما يتم استخدامهم للعمليات المعقدة من امثال ( حزب الله والحرس الثوري).. والنوع الثاني منظمات وفصائل (منزوعة المخ) تم استقطابها واستغلالها وشراؤها احيانا ( بالعفش) وهي مزروعة في جنبات البلاد العربية تحت مسميات مثل ( القاعدة وفتح الأسلام وجلجلت والمردة والقيادة العامة.. الخ)..
ختاما:
(لأن الطريق الى الحرية وفلسطين والاحواز العربية يمر من خلال تحريرنا من الخوف والدونية والذل.. سأبقى أدق ناقوس الخطر من هذا القرف فمن يعرف ماذا يحصل في أٌقبية النظام السوري في دمشق وحلب وأقبية النظام الأيراني في الأحواز العربية وأقبية المالكي في بغداد... يعرف أن كل ماء العالم لا يمكن أن يطهر من يفقأ عين طفل لكي يعاقب أبوه.. ويعرف ان عدونا يملك جناحين احداهما صهيوني والاّخر مجوسي).