اطفال يعملون في شهر الصوم ليشتروا ملابس العيد
المدينة نيوز - لم يثنه الجوع و العطش ولهيب الشمس الحارقة في شهر الصوم الفضيل عن المضي قدما لتحقيق هدفه ومساعدة اهله.
موسى الفتى ابن الاربعة عشر ربيعا يعمل يوميا ما يزيد على خمس ساعات تارة في تنظيف السيارات وطورا في تنظيف الحدائق من اجل أن يدخر مبلغا من المال لشراء ملابس العيد ومستلزمات المدرسة،مدركين ان الصوم وقراءة القرآن عبادة ، وكذلك العمل الذي يقومون بهاعبادة. ومثل موسى الذي دفعه وضع والده المادي السيئ لذلك هناك صديقه محمد الذي يعمل في تنظيف الحدائق وري المزروعات عند عوائل ميسورة.
موسى ومحمد يقولان :''نحن وامثالنا من الأطفال نعمل لشراء ملابس العيد وهو مطلب برايهم مشروع، لان اباءنا لم يستطعوا توفيرها، علينا مساعدتهم في ذلك''.
موسى يضيف: ان لملابس العيد هذا العام قيمة كبرى عندي لأنني سأشتريها من كدي وتعبي"، ويضيف بألم وحرقة "ان والده لا يستطيع شراء ملابس الا لاخيه الصغير بين اسرة تتألف من سبعة اطفال، لذا اصر على المشاركة بتحمل المسؤولية مع والده ".
ولا يختلف الوضع عند محمد الذي يقول:" رغم حرارة الجو فإني مصمم على ان اعمل حتى اشتري بنطالا وحذاء جديدين وليس من المستعمل(البالة) كما يحدث كل عام.
في اسواق الخضار في اربد تجد كثيرا من الاطفال وجدوا في الشهر الفضيل فرصة من اجل الكسب والعمل ولكنهم جميعهم يؤكدون أنهم لم يجبروا على ممارسة هذا العمل الذي وصفوه بأنه ليس شاقا، ويكسبون منه مبلغا يسهم في شراء بعض متطلباتهم ومساعدة اسرهم.
الطفل عمر سعيد يشير إلى أن عمله ليس شاقا، ولا يتطلب جهدا بدنيا كبيرا اذ يدفع أمامه عربة صغيرة يتجول بها داخل السوق لتحميل البضائع المتسوقين ونقلها لسيارات الزبائن نظير مبلغ من المال.
طفل آخر بقربه اسمه احمد سالم قال انه وجد في هذا العمل فرصة لتوفير لقمة العيش لوالدته المطلقة وأشقائه، مضيفا ان ما يكسبه خلال ثلاث ساعات في اليوم هي فترة عمله تكفيه لتوفير مستلزمات المدرسة وتوفير بعض مستلزمات الأسرة كشراء الخبز، وبعض المواد التموينية اليومية، مؤكدا أنه يشغل وقت فراغه فيما يفيد ويكسب الخبرة في التجارة، ويحصل على مال تستفيد منه أسرته.
ويقول عدد من المتسوقين التقتهم إنهم يشفقون لحال هؤلاء الأطفال، عندما يعلمون انهم يعملون في رمضان فقط من اجل شراء ملابس العيد.
وتزداد مظاهر ومجالات عمل الأطفال صيفا تزامنا مع العطلة المدرسية رغبة منهم في تحصيل بعض المال كمصروف جيب حينا ولمساعدة الاهل احيانا أخرى وكذلك بتشجيع ومباركة من العائلة التي تجد في عمل الأطفال مساعدة ولو بسيطة في المصاريف المدرسية من جهة ولتعويد الطفل على تحمل المسؤولية والمثابرة من اجل لقمة العيش من جهة اخرى. وتقول المواطنة نائلة بدر انها تعرف كثيرا من العائلات يعمل ابناؤها لتوفير مصاريف رمضان والعيد والمدرسة، وتشير الى أن ابن جيرانهم سعيد ( 15 عاما) لم تجد والدته (الارملة) من سبيل الا تشغيل ابنها لمواجهة لهيب الأسعار في رمضان، فيما يجاهد الطفل (احمد) عربته الملأى بعبوات العصير الرمضاني ولا يغادرها الا عندما تنفد بضاعته ويعود بثمنها لإعالة أسرته المكونة من سبعة أشخاص بلا أب.
اطفال كثر التقيناهم يعملون ويكدون لشراء ملابس العيد والمدرسة، ورغم ان الشمس احرقتهم بلهيبها فهم صابرون متحملون للعطش والجوع لمساعدة اهلهم.
وفي العيد يفرح موسى وعمر واحمد وامثالهم بملابس العيد التي يشترونها بكدهم، كما يفرح الاطفال الميسورون لكن كل يفرح بطريقته.(بترا)