خلط عجيب ومنفّر

تم نشره الإثنين 13 آب / أغسطس 2012 01:31 صباحاً
خلط عجيب ومنفّر
د. رحيّل غرايبة

المؤيدون لنظام بشار الأسد الذين يبذلون وسعهم ويستنفرون أقصى ما لديهم من طاقات كامنة لتبرير مجازر النظام، وتسويغ عملية التدمير البشعة للدولة ومؤسساتها من خلال استعمال المدفعية الثقيلة والقصف الجوي من الطائرات الحربية والمروحيات للأحياء والمدن دون تفريق بين مساجد وآثار ومبانٍ سكنية، ومدنيين وغير مدنيين، تتضح فيها روح الانتقام من الشعب السوري، ومحاولة تأديبه ولو بالموت والفناء، تحت شعار "وليمت الشعب كله من أجل بقاء الرئيس"، فيستخدم المؤيدون كل الأوصاف والنعوت على مخالفي النظام ومعارضيه ويؤدي ذلك إلى خلط عجيب بين المتناقضات، كمثل الذي يسكب "الشنينة" على "التمر الهندي" مع القشطة وعصير البرتقال والبيبسي مع قليل من الملح الانجليزي والمايونيز؛ لإنتاج شراب لذيذ يقدم للقارئ الأردني!!!.
ولذلك فإنّهم يقحمون في محاولة توصيف المعارضة: العصابات المسلحة، والمجموعات الإرهابية، والأتراك والعثمانيين والسلاجقة والخليجيين والتنظيمات السلفية والرجعية والظلامية وتنظيم القاعدة والإسلام الأمريكي والقطريين والإخوان المسلمين، وكل ما صنع الإعلام العربي والأمريكي والغربي عموماً من مصطلحات وتسميات ومسميات لا عدّ لها ولا حصر، وتمّ استثناء "الفُرْس" طبعاً، وذلك من باب رد الجميل للموقف الإيراني المؤيد للنظام السوري.
هل نفهم من هذا الخلط أنّ "أمريكا" وحلفاءها الذين شنّوا حرباً على القاعدة، وعلى ما يسمّى بالإرهاب لمدة تزيد على عشر سنوات، وما زالت الحرب قائمة ومستمرة في أفغانستان لمطاردة فلول القاعدة وحليفتها حركة طالبان، والتي انخرطت فيها الدول العربية كلها بما فيها سورية ودول الخليج. فهل المعركة في سورية الآن امتداد لهذه الحرب الضروس أم مناقضة لها، وهل أمريكا وكل من دخل في حلف مكافحة الإرهاب، يمارسون الآن دعم القاعدة وتمكينها في سورية؟!، وهل نفهم من هذا التحليل أنّ السعودية ودول الخليج تدعم القاعدة وتمدها بالمال في سورية؟!.
لقد كان الدور الإيراني أعظم دور في مساندة الغزو الأمريكي على العراق وعلى أفغانستان، ولقد قدمت إيران من التسهيلات ما لم تستطع أي دولة أن تقدمه من أجل تحطيم نظام صدام حسين البعثي القومي العروبي في العراق، ومن أجل تحطيم نظام طالبان الإسلامي في أفغانستان، وهذا ما تصرح به إيران ولا تستحي من تبنّي هذا الموقف، كما أنّ النظام السوري وعلى لسان قادته جميعاً ومنهم وزير الخارجية "المعلم" فقد قال بعظمة لسانه لقد كان الدور السوري عظيماً ومميزاً في مساندة أمريكا في حربها على الإرهاب، وقدمت خدمة جليلة لها في هذا المجال.
والآن النظام الإيراني، والنظام العراقي الذي صنعته أمريكا على أنقاض النظام البعثي هما أقوى وأعظم حليفين للنظام السوري، ولذلك يجب التوقف عن الأدلجة والمبدئية في تبرير مجازر النظام السوري، والحديث بلغة المصالح والحفاظ على الكرسي والكف عن استخدام لغة الممانعة والصمود والتصدي وكل صنوف الزيف والتضليل المقزز، كما يجب التوقف عن المخادعة والتضليل في لعبة المصالح الروسية والصينية التي لا تفترق عن لغة المصالح الأمريكية والغربية سواءً بسواء، والتدخل الأجنبي ينبغي أن يكون كلّه مرفوضاً على الجملة فلا يجوز الترحيب بجزء منه ورفض جزء منه، وليس معقولاً أنّ روسيا تؤيد سورية لسواد عيون القوميين الأحرار!!.(العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات