انحسار التسريبات وهدوء حذر على الحدود الأردنية
المدينة نيوز - هدأت نسبيا خلال اليومين الماضيين الجبهة الإعلامية والصحفية الأردنية التي تتحدث عن توترات الحدود مع سوريا فيما إستمر دوي القصف والقذائف وإطلاق الرصاص مسموعا بصورة ملموسة في سبع قرى أردنية على الأقل على الشريط الحدودي بين البلدين.
وفي الوقت الذي أعلن فيه وزير الإتصال الأردني سميح المعايطة السبت بأن بلاده لا تتعرض لضغوط من أي طرف لها علاقة بالملف السوري إختفت تماما التقارير الإخبارية التي تظهر في صحف ومواقع إلكترونية محلية مقربة من السلطات وتتحدث عن إشتباكات بالنار على الحدود أو توترات ذات طبيعة عسكرية.
ولم يعرف بعد ما إذا كان إنحسار التسريبات والأنباء من هذا الصنف محصلة لتدخل ما من قبل السلطات الرسمية يحاول ضبط الأنباء المتسربة حول ما يجري على الحدود كما قدرت مصادر سياسية خبيرة تحدثت للقدس العربي أم محصلة لفترة هدوء فعلية خلال ال 48 ساعة الماضية.
وبرز الهدوء الإعلامي على الأقل بعد إعلان الأردن عمليا نيته تسليم طائرة عسكرية مقاتلة هربت إلى الأراضي الأردنية الشهر الماضي مع قائدها الذي حصل على اللجوء السياسي حيث صرح المعايطة بأن قائد الطائرة المتهم بالخيانة في دمشق لن يسلم مشيرا لإن موضوع تسليم الطائرة نفسها وهي من طراز ميج 21 يعود للقوات المسلحة الأردنية ومشيرا لإن الحكومة السورية تبدو منشغلة عن قضية تسليم الطائرة.
ويبدو أن دمشق لا تريد إستلام الطائرة وحدها حسب مصدر مقرب من السفير السوري في عمان الجنرال بهجت سليمان فيما تتذرع السلطات الأردنية بعدم وجود طريقة لنقل الطائرة برا بآمان مع رفض تسليمها لطيارين سوريين يتم إيفادهم.
ولا زالت الطائرة السورية رابضة في قاعدة عسكرية أردنية شرقي البلاد لكن ظهور الجدل حولها في وسائل الإعلام يؤشر على ضعف تسرب المعلومات والمعطيات عن الوضع الحدودي شمالي الأردن خلال اليومين الماضيين وسط غموض في طبيعة الوضع لوجستيا.
ويستمع أهالي منطقة شمال الأردن بصورة دورية لأصوات الإنفجارات والقصف والرصاص في الجانب السوري فيما يتواصل تدفق اللاجئين لكن بصورة أقل فيما يبدو مع إستمرار عمليات تأمين اللاجئين لوجستيا بالتعاون ما بين القوات الأردنية ومجموعات الجيش السوري الحر.
لكن لا يوازي ذلك بيانات معتادة تصدر عن مركز الإعلام التابع للجيش السوري الحر وتوقف في أخبار الإنشقاقات المحتملة ولا تقارير إعلامية تستعرض عمليات الجيش الحر أو تتحدث عن إشتباكات عسكرية إضافية بين البلدين برزت بقوة الأسبوع الماضي.
ويؤشر هذا الإنحسار المفاجيء المستمر ليومين للأخبار المثير عن الوضع المتوتر حدوديا بين البلدين بما في ذلك غياب أنباء المنشقين على مطلب أردني سابق من الجيش الحر بتخفيف حدة التسريبات والتصريحات المتعلقة بالحدود حتى لا تساهم في تشويش الرأي العام الأردني أو تدفع عمان لكلف سياسية في غير وقتها مع السعي بالمقابل لإحتواء التوتر قدر الإمكان وإبقاء ما يجري على الحدود بعيدا عن كاميرات الصحافة تجنبا لإستفزاز النظام السوري الجريح.
وأمكن للمراقبين ببساطة خلال اليومين الماضيين تلمس خفوت مستويات الإثارة الإعلامية تحديدا على الحدود الأردنية السورية لأغراض تتعلق بترقب جميع الأطراف للخطوة التالية سواء داخل سوريا أو على صعيد القوى الدولية في الوقت الذي تتصاعد فيه (لغة التشنج) وتبادل الإتهام بين مؤيدي الثورة السورية ومؤيدي نظام الرئيس بشار الأسد في الأوساط الثقافية والإعلامية والسياسية الأردنية.
( القدس العربي )