غياب مفردات الوحده
من أنت ؟؟؟
ما لغتك ؟؟؟ دينك ؟؟؟ منهجك "" ما آمالك طموحك ؟؟؟ ماذا عن غدك ؟؟؟؟
كنا صغارا إذ تغلق المحال يوم يتوجه الزعيم جمال عبد الناصر ليخاطب الأمة فيخرج المذياع - الراديو - الى السطوح ويترقب الناس ما سيقول
وفي اليوم التالي تكون لنا تسلية حيث نحزر بعضنا متى صفق الجمهور له وماذا قال حينها ... وهنا لابد من السجال بين مناهضي - الريس - وبين المتحمسين له ... لكن وبكل الأحوال كانت هنالك درجة من الوعي تراجعت الأن وتراجعت معها مفردات الوحدة والحريه وآمال الأمة والحلم العربي والأسلامي - بغد أفضل - تراجع بإتجاه الاندحار والانحدار ... فلا الحالمون - الاسلامويون جاءوا بمشروعهم وتأسيسهم ولا القوميون ....
ورغم ما شهدناه من الخصومة بين القوميين والاسلامويين إلا أن تحقق أحد المشروعيين كان أجدى إذ أن غيابهما كارثي وتراجع القوى الوحدويه ، على صعيد الفكر والوطن ، ولم تتضح بدائلهما بعد ، فأصبحنا نشهد ظواهر صوتيه ، فقاعات غير منتظمه ، راكبي أمواج كل يغني على ليلاه لا بل يدعو لأطر ضيقه وهزيله من القطرية والأقليميه ، وأكثر من ذلك - تبعية - لإملاءات الاطلسي ومن يحرك الأطلسي ....!!!!
فالوحدة الاسلاميه ودعاتها ، تمت مواجهتهم منذ الانقلاب على الخلافه وتحويلها الى - ملك عضود - يتوارثه الابناء ويتنازعونه ، فبعدت فكرة الاسلام - إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، وصارت الأرض حينها خصبة ، للعصبويات ، وهكذا تتالت التشكيلات القائمه على المصالح السياسيه والمكائد وتغليبها على فكرة الاسلام النقي ... ولسان حال المسلمين غير العرب ، أننا اتينا الى الاسلام لا للتعصب والسبايا والجوار .... فبدأت الدولة بالتحلل ، رغم محاولة _ إلباس السياسي ثوب الديني !!!! فرفضت سرا وخفاءا ... وانتهاءا بدولة الخلافة العثمانيه وضعف سلاطينها .... وبكل الأحوال تراجع مفردات الوحدة الاسلاميه واضمحلالها .***************************************************************
اما المد القومي ومشروعه الناهض والذي استولدته الحاجة للهوية العربيه والحرية للشعوب العربية ضمن حدود الأمة العربيه في استجابة واعية في وجه الاستعمار والته الفكريه كان لهذا المشروع أن يحدد مفهوماته وطروحاته وآماله في قيام دولة الوحدة القوية العزيزة والتي لها رسالة انسانيه في مواجهة الرسالة العصبويه وتفوق الاوروبي والعنصريه اللادينيه بالاضافة لمشروع إقتصادي عنوانه ثروات العرب للعرب ولمواجهة محاولات السيطره على شريان النفط وزرع الكيان الصهيوني العنصري - كمخفر متقدم للقارة العجوز وسرطانها - وكحل يواجه المسألة الصهيونيه التي انشئتها دوائر المال وبالتالي قيام دولة التميز الصهيونيه _ فكان لابد للعرب من النهوض والوحدة ودعوى التحر ر الانساني والتضامن مع الشعوب المقهورة المستغلة من الاوروبي الذي سلم الدفة للامريكي ....
نعم تراجعت كل المفاهيم الطموحة التي حملتها الأفئدة تراجعت ولم تواكب الألة الاعلامية التدميريه والمسيطرة على العقول ووسائل الاعلام والتي تحاول حلول أفكارها وقيمها - الأفعوانيه - محل القيم الناهضة الاسلامية والعربيه واستلابها وتغيير عناونيها ولبها وتسميم العقول ....
ولا يخفى أننا كمسلمين وكعرب نواجه الغزو المفاهيمي ولما نطور وسائل دفاعنا فلا زلنا نعتقد بالمنجنيق ، في مواجهة القاذفات الاستراتيجية ... فغياب المفهوم والمصطلح والية التنفيذ وبرنامجه المرحلي والاستراتيجي وتغييب العقول وعبادة الاصنام - الجمود - كلها اسهمت في اندحار المشروع النهضوي وعدم البناء عليه وتطويره لا بل واجتثات المشروع من جذوره حتى لا يعرف العربي كيف يهتدي فيمارس السبات تلو السبات .