للوطن بمناسبة العيد

حب الوطن من الإيمان فالإنسان بطبيعته إذا ولد في مكان أو عاش فيه تأقلم معه أحبه وأصبح جزءاً من كيانه ، والفرد عندما يرتبط بوطن يصبح هو عشقه الأول حتى وإن عاش بعيدا عنه، فيظل يحن إليه مع كل شروق شمس ومع كل طلعة قمر ومع كل نسمة هواء ويظل في نفسه بارقة أمل بالعوة إليه، والوطن هو الأمان، الذي لايقوم بدونه أي تقدم أو إنجاز، إذ لايمكن أن يعمل الإنسان وهو خائف مترقب، والأمن إذا فقد في مجتمع كان ذلك نذيراً بانتشار الفوضى والشغب والتدمير، إن ما يعيشه بلدنا بفضل من الله نعم كثيرة تستلزم منا الشكر والثناء له، وتستلزم منا هذه النعم التقدير والمحافظة عليها، فإثارة الفتن في الوطن، وزعزعة أمنه واستقراره وإشاعة الرعب والخوف في نفوس أهله ومواطنيه، تعد من كفر النعمة كما وأنها ستقضي على كل معني للأمن والأمان، وتقوض كل جوانب البناء والتنمية، لا بل سوف تحرق الأخضر واليابس والأمثلة كثيرة من حولنا وواضحة للعيان، فالأردن يعتبر، أنموذجاً في التفاعل مع كل القضايا الداخلية والخارجية، قدره دائما أن يكون الأقرب لنجدة الإخوة العرب في نصرة قضاياهم ومساندتهم، لهذا فهو بحاجة إلى هبة وطنية من أبنائه لدفع عجلة الإقتصاد والحفاظ على ما تحقق من إنجازات، على كافة الصعد في وقت قياسي، يقاس في نظر الأمم الأخرى بالسنوات، إن وطننا الغالي بقيادته العربية الهاشمية وشعبه العربي الأصيل يعد جوهرة نفيسة، ولؤلؤة غالية،
ولكننا في هذا الوطن الغالي لسنا مجتمعاً ملائكياً أو مثالياً يخلو من الأخطاء إننا مجتمع بشري يعتورنا ما يعتور البشرية من نقص لأن الكمال صفة اختص بها رب العالمين نفسه ومع ذلك فإيجابيات مجتمعنا ووطننا كثيرة جداً إذا ما قورنت ببعض السلبيات المتواضعة ومن هنا فإن المرحلة حاسمة والمتغيرات الإقليمية والعالمية في تسارع والأحداث المتوالية تفرض على كل مواطن عاقل سوى يفكر بعقل مستنير، أن يكون مواطناً صالحاً بكل ما يعنيه ذلك المفهوم
وفي تصوري فإن السمات التي ينبغي أن تتوافر في المواطن الصالح كما يلي: هو من يدرك ادراكاً تاماً مكانة وطنه تاريخياً وجغرافيا واقتصادياً وسياسياً على كافة المستويات والأصعدة المختلفة، هو من يحرص على المشاركة الجادة بداية من أسرته ومدرسته، هو من يحرص على المشاركة الفاعلة في مجتمعه ، مدركاً لكل ما يقوم به من مشاركات مجتمعية بحس وطني فاعل حريصاً على تعزيز وحدة المجتمع وصيانته بكل ما أوتي من قوة، هو الإنتماء والولاء الصادق للوطن وقيادته، هو من يحرص على اشاعة الأمن والسلام بين أفراد مجتمعه ، هو من لديه القدرة على الانفتاح على ثقافات المجتمعات الأخرى مع الحرص على الالتزام بقيمه ومبادئه وثوابته، هو من يملك نظرة تقدير وإحترام للكرامة الإنسانية وقيم الحرية المنضبطة، هو من يملك القدرة على التعبير عن وجهة نظره بصورة علمية ومنطقية ويحترم وجهات نظر الآخرين، هو من يحرص على الحد من الاشاعات والفتن ومنع الصراعات، هو من يملك شعوراً قوياً بأن كل شبر على خارطة الوطن يمسه ويهمه أمره ولهذا فيجب المحافظة عليه ، هو من يحافظ على المرافق والممتلكات العامة ويشعر بأنها ملك له ولكل الأجيال، هو من يملك فكراً وسطياً نيراً وتكون لديه القدرة على التمييز بين الغث والسمين وبين الحقيقة والأسطورة أو الإشاعة، هومن يستطيع الإسهام في تعزيز حب الوطن في نفوس الناشئة وتأكيد الانتماء الوطني وحسن التعامل مع الآخرين، كما وأن للأسرة والمدرسة دور كبير وأساسي في غرس حب الوطن في نفوس الأبناء وتعويد الناشئة على الأهتمام بالوطن بدءاً من تحية العَلمْ والنشيد الوطني في الطابور الصباحي*الحرص على نظافة الطرقات وحمل النفايات ووضعها في أماكنها المخصصة له* المشاركة في الأعمال التطوعية في المجتمع مثل الجمعيات الخيرية (الهلال الأحمر*المشاركة في حملات التبرعات مثل (حملة التبرع بالدم والأعضاء، ورعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة)* الحرص على إقامة العلاقات مع الأقارب والجيران تحقيقاً لمبدأ التكافل والترابط بين أفراد المجتمع الواحد* تعريفهم بكيفية التعامل الجيد مع كل الفئات التي تعيش بيننا من غير المواطنين* تعويدهم على أساليب الحوار الهادف والنقاش الموضوعي مع الآخرين* تعويدهم على تقبل النقد بصدر رحب وعدم التعصب لرأيهم* تعويدهم على تقبل وجهات نظر الآخرين حتى ولو اختلفوا معه* محاولة تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لدى الطلاب* إبراز الدور الريادي والقيادي الذي يقوم به الأردن على الصعيدين الداخلي والخارجي* تشجيعهم على كتابة المقالات والموضوعات القصيرة والقصص عن حب الوطن والانتماء له* تشجيع الطلاب ممن يملك المواهب والقدرات على التعبير عن حبهم للوطن وعلى إبراز جوانب التنمية والتطور من خلال الفن التشكيلي والتصوير،،، إلخ* إعداد مشاهد تمثيلية ومسرحية تلقى الضوء على تاريخ الوطن ومكانته وجوانب النهضة فيه* اكسابهم قيم التسامح والعفو والتيسير في علاقاتهم بأسرهم ومجتمعهم* فتح مزيد من قنوات التوجيه والحوار والتثقيف مع الناشئة من خلال العلماء والمفكرين والأكاديميين* زيادة مجالات المشاركة في الأنشطة الطلابية التي تمكنهم من اكتساب الكثير من المهارات المتنوعة والقيم الفاضلة والاتجاهات الإيجابية السليمة* الإستفادة من برامج الأنشطة الرياضية في تحقيق بناء العقل السليم في الجسم السليم لا سيما وأن الشباب يميلون كثيراً إلى مثل هذا النوع من النشاط* إتاحة الفرصة للطلاب للإلتقاء مع بعض كبار السن ورجالات المجتمع ممن عاصروا الزمن الماضي لتعرف كيف كانت الحياة في ذلك الزمن مثلاً كيف بدأت المملكة الأردنية وكيف أصبحت في زمن قياسي بفضل من الله عز وجل وحكمة قيادته الهاشمية* تعريفهم بأن حب الوطن يتجلى في الدفاع عنه والذود عن حياضه والمحافظة على مكتسباته قولاً وعملاً، وعدم إتاحة الفرصة للحاقدين والحساد للنيل منه مهما كان الثمن، وأخيرا هو من يحقق أمر رب العالمين بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم طاعة أولي الأمر لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم،،، الآية .