مطالب أندية دوري المظاليم وواجب اتحاد الكرة

أتفقُ مع أندية دوري الدرجة الأولى لكرة القدم (دوري المظاليم) في معظم مطالبها التي تبدو شرعية وتصرّ على اتحاد الكرة لتنفيذها، لكنني لا أتفق مع أندية دوري المظاليم بلهجة التهديد التي استخدموها ولا مع وصول "الأزمة" إلى حدود مقاطعة مسابقة الدوري والانسحاب الجماعي منها.
معاناة أندية دوري المحترفين ليست جديدة، فهي حدث سنوي يتزامن منذ عقود مع انطلاق مسابقاتها.
موارد أندية دوري المظاليم تبدو شحيحة للغاية وتسويق منتوجها يبدو ضعيفاً، والحضور الجماهيري لمبارياتها يبدو خجولاً، والنقل التلفزيوني والفضائي لمبارياتها يبدو غائباً في طيلة السنوات الماضية، وكلها عوامل تعمّق معاناة أندية دوري المظاليم وتمنعها من الوفاء بالتزاماتها المالية المترتبة عليها للاعبين والمدربين.
اتحاد الكرة عليه واجب مراعاة ظروف هذه الأندية التي عليها أيضاً واجب التعاون وتقديم المزيد من التضحيات، وعليها واجب المساهمة في منظمة الموسم الكروي المحلي.
شخصياً لا أتفق مع مطالب أندية دوري المظاليم بصعود أربعة منها إلى دوري المحترفين مقابل هبوط أربعة من دوري المحترفين.
مؤسسات القطاع الخاص مدعوة للقيام بواجبها لدعم أندية (دوري) المظاليم.
كان الله في عون هذه الأندية، بل وكل أنديتنا، وفي مناسبات ومقالات سابقة أشرتُ بوضوح إلى أنّ عديداً من الأندية الأردنية قد تضطرّ لاحقاً لإغلاق أبوابها وإعلان إفلاسها وتسليم مفاتيحها للمجلس الأعلى للشباب ما لم تكن هناك إجراءات وترتيبات جديدة تضمن بقاء أبواب هذه الأندية مفتوحة، وتضمن لصناديق هذه الأندية ألاّ تكون "مفلسة".
أتمنّى أن يتوصّل اتحاد الكرة إلى حل وسط يلبّي الحد الأدنى من احتياجات ومطالب الطرفين، وأدعو إلى تضحيات مشتركة وتنازلات مشتركة حتى يمضي قطار دوري أندية المظاليم في موعده المحدد.
والله الموفق
( السبيل )