نتنياهو ، مرسي، وإيران!

حتى ما قبل يومين، كان نتنياهو مشغولا بإيران، والنووي، والحرب التي سيشنها عليها، ولا أدل على ذلك من:
أولا: الإعلان عن تعيين «افي ديختر» رئيس الشاباك السابق وزيرا للجبهة الداخلية وقد جاء هذا التعيين بسبب خلفيته الأمنية و اهمية الدور الذي ستلعبه الجبهة الداخلية في اسرائيل ، سيما ان التقديرات تشير الى انه في حال هجوم اسرائيلي على ايران سيسقط على العمق الاسرائيلي حوالي خمسين الف صاروخ، اي عشرة اضعاف عدد الصواريخ التي اطلقها حزب الله في حرب 2006.
ثانيا: في جلسة مجلس الوزراء الاسرائيلي يوم الاحد الماضي تم اقرار ما طلبه نتنياهو من توسيع صلاحياته في كل ما يتعلق بآليات اتخاذ القرارات، بما في ذلك اتخاذ قرار الحرب، والمقصود هنا إيران..
ثالثا: تم فرض ضرائب على الكثير من السلع الاساسية بما فيها المحروقات و الخبز و زيادة ضريبة الدخل، وكذلك تم تقليص مليارات من الشواقل من موازنات الوزارات المختلفة، و في نفس الوقت سيتم دعم وزراة الدفاع بمزيد من المليارت لتغطية الاحتياجات الطارئة.
رابعا: نشرت اسرائيل بطاريات مضادة للصواريخ على الحدود اللبنانية وقبل ذلك في منطقة الوسط اضافة الى تعزيز ما هو موجود في الجنوب.
في نفس الوقت هناك سباق مع الزمن في اعداد الملاجئ و التأكد من اهليتها لاستقبال المواطنين، وكذلك استكمال توزيع الكمامات وتحديثها.
كل ذلك توقف كما يبدو، ولو مؤقتا، بعد أن اتخذ مرسي قراراته الثورية، ونقلت الأخبار عن نتنياهو قوله إن إقالة طنطاوي كارثة حقيقة أسوأ من خلع مبارك وقيل انه أمر بوقف نقاشات إيران وهو متفرغ الآن لدراسة قرارات مرسي ويطالب الاستخبارات بتوصيات عاجلة، وفي الأثناء، تنقل عنه المصادر العبرية جملة من التصريحات التي تعكس مدى الأثر الذي أحدثته قرارات مرسي، ومنها: نتنياهو عبر عن يأسه من مرسي ويعتبر أردوغان مجرد نكتة مقارنة به! ويقر بأن مصر في عهده لن تتوقف عن تصدير المفاجآت الخطيرة!
ومن هذا أيضا.. ما قالته صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية من أن إسرائيل شعرت بالضياع والفزع بسبب إقالة المشير حسين طنطاوي، مشيرة إلى أن حدثاً كهذا بالنسبة لإسرائيل أهم من التهديد النووي الإيراني وارتفاع أسعار الشقق والوقود.
ودللت الصحيفة على ذلك بأن إعلان الرئيس مرسي عن إقالة طنطاوي احتل المانشيتات الرئيسة في الصحف العبرية التي تساءلت مع من سنتحدث؟ من سيقاتل من أجلنا في سيناء؟ مع من سندير السياسات اعتباراً من الآن؟!.
أما محلل الشؤون العربية بالصحيفة «تسفي برئيل» فقال إن هذا هو نفس الشعور الذي ساد في إسرائيل بعد قيام رئيس حكومة تركيا، رجب طيب أردوغان، باستبعاد القيادات العسكرية وإبعادها عن السياسة وأوقف الجنرالات الذين كانوا حافظي أسرار إسرائيل. ويقول إن إسرائيل تجد صعوبة في قبول حقيقة أن تركيا ومصر انتقلتا من نظام حكم عسكري أو شبه عسكري إلى نظام حكم مدني، لأنها ظنت أن السياسة التي لطالما انتهجتها مع قيادات الجيشين المصري والتركي كانت أبدية، وأن نظام الجنرالات في حاجة إليها، سواء بسبب علاقاتها مع الولايات المتحدة أو المصالح الأمنية المشتركة.
ويؤكد الكاتب أن مجتمعاً عسكرياً مثل إسرائيل سيجد صعوبة كبيرة في التحدث مع مجتمعات مدنية، فإسرائيل تفضل المجتمعات العسكرية التي لا تشعر بانفعال حيال انتهاك حقوق الإنسان(!) وتستغل مصطلح الإرهاب، وتسخر من السذج الذين يظنون غير ذلك!!
أخيرا، أما زلتم تذكرون تصريح ليبرمان، حينما قال بعد فوز مرسي، إن مصر أصبحت أخطر من إيران؟ .
( الدستور )