قبل أن تقع الفأس بالرأس
هذه رسالة عاجلة ... من مواطن يخشى ما يخشاه على مستقبل هذا الوطن .. إلى صاحب القرار.. جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين
سيدي صاحب الجلالة.. لا أظن أن ما تعرفه عما يجري من حولك في هذا الوطن يقل عما يعرفه بعضنا.. ولأننا يندى جبيننا لما نسمعه كل يوم عن هؤلاء الذين أخذوا على عاتقهم أن يطيحوا بهيبة الدولة وكيانها فإنني وغيري الكثيرين يندى جبيننا أكثر وتحمر وجوهنا من الغضب لما نراه من هذا التراخي وتلك الهدأة التي لا أدري أهدوء يسبق الإعصار أم سكوت عن ضعف وقلة حيلة ..
هؤلاء يا سيدي ليسوا بعيدين عن ناظريك .. أنت تعرفهم ,, ونحن نعرفهم ,, ونعرف أنك تعرفهم ,.. باعوا وخانوا وتكبروا وتجبروا وتمردوا, حتى بدأنا نشك بأنهم والله غدوا خارج السيطرة والنفوذ .. لهم كلمة لا ترد , وزلات لا تعد .. ثم نسكت عنهم لانهم من هذه العشيرة أو من تلك ,, أو لأننا تربطنا بهم هذه العلاقة أو تلك .. وهذه البلاد يا سيدي مثل البيت لرجل حديث العهد بالزواج, لا يعقل أن يكون في بيته رجلين ولا امرأتين.. فإن كان الأمر سيؤول إلى هؤلاء فلنعلم هذا من الآن حتى نتدبر أمرنا ,, فإما أن ندافع عن هيبتنا ونأخذ حقنا بأيدينا ,, وإما أن نحزم أمتعتنا ونشد الرحيل إلى من نجد عنده راحتنا وكرامتنا .. أما وأن نشعر بالظلم لمجرد أن الأمر ليس بأيدينا, فهذا أكثر ما يزعجنا ويؤذينا , وإن كان الصبر أكثر ما يحملنا على أن نكون كما عهدتنا , فإننا نخشى أن ينفذ صبرنا .. فإن حدود الصبر مهما اتسعت تبقى حدودا ,, لا بد أن يأتي يوم وتنتهي .. وعندها لا ينفع الندم , ولا تجدى نفعا أجدى الحلول وأنفعها , فالمثل قال وقد صدق " لا ينفع العليق يوم الغارة " ..والناس من حولنا قد تحركوا منذ فترة ليست بالبعيدة , فغيروا حكاما كان أحدهم يعتقد أنه سيعمر في حكمه الف سنة , وبلغ من الغرور مبلغا لم يخيل له أنه سيخرج من بلاده مذموما مدحورا .. وأشدهم غرورا ذلك الذي لم يسمح له القدر أن يخرج من بلاده أصلا .. ولأننا هنا في الأردن أعتدنا على تجاهل المحيط من الأمور ,, وصورنا لهذا الشعب البسيط أن ما يجري عند غيرنا محرم علينا ,, فأنفلونزا الخنازير وجنون البقر وانفلونزا الطيور والأزمة الاقتصادية العالمية وأمور أخرى ضربت غيرنا في أعماقه في وقت قد أقنعناهذا الشعب بأنها بعيدة كل البعد عنا ,, وكان الشعب يصفق لأنه اعتاد على التصفيق منذ القدم ,, واليوم سقط الحكم في تونس وفي ليبيا وفي مصر وفي اليمن وهو على وشك أن يسقط في سوريا ونحن نتفرج من بعيد .. ويتصور المغرور منا أن كل شيء عندنا على ما يرام ,, ولذلك .. ولأن العاقل من اتعظ بغيره ,وقبل أن تقع الفأس في الرأس .. فنندم !! الحلال بين والحرام بين ! وأصعبما يمكن أن نحتمل أن يرمى بالشعب وإرادته في عرض الحائط , فتفتح الطريق معبدة الى من يرمون إلى التفريق ليسودوا .. ومن يدسون السم في الدسم ليسموا ,, منهم من كان من بين ظهرانينا ومنهم من يحيك خيوط الايقاع بنا من الخارج .. من في الداخل قد برعوا في استمالة المشاعر وكسب التأييد ,, فخرجوا الى الشارع في ظاهر الأمر رغبة منهم بالإصلاح , والباطن لمعظمهم لم يكن إلا رغبة في اشعال فتنة لا تختلف كثيرا عن فتنة عثمان , فالفتنة لها وجه واحد .. تمثل من يواليها ,, وتلحن لمن يغنيها , وابتكروا لذلك كل الوسائل والاساليب ,, منهم من اكتشفناه ومنهم من فاق حدود تفكيرنا ,, ومن في الخارج وما يأتي من الخارج أدهى وأمر ..
يتساءل الشعب يا سيدي ومن حقه أن يتساءل عن سبب السكوت عن من باع ممتلكات هذا الوطن النفيسة بأبخس الأثمان .. شركات تكون مفلسة أو على وشك الافلاس وعندما تباع تدر ارباحا خيالية على اصحابها ؟؟
يتساءل الشعب يا سيدي ومن حقه أن يتساءل عن سبب السكوت عن من سرق قوتنا وقوت أبناءنا حتى أصبح الكثير منا عالة على المجتمع لا حول له ولا قوة .. البعض يلتقط لقمة عيشه من سلال المهملات,, والآخر ينفق على كلبه بالمئات ..
يتساءل الشعب ومن حقه أن يتساءل عن من كان وزيرا فلم يعط الوطن ما كان ينبغي عليه أن يعطيه , لماذا يعود إلى منصبه ؟ وعن دولة رئيس الوزراء الذي يسرق ويختلس لماذا يسمح له أن يسرق مرة أخرى ويختلس ؟ هل فرغت البلاد إلا من أمثال هؤلاء ..
يتساءل الشعب ومن حقه أن يتساءل ,لماذا يبقى ابن الوزير وزيرا ويبقى ابن الحراث حراثا , وتوزع المناصب على ابناء الذوات ويتم تهميش الكفاءات الكثيرة التي تتوزع في كافة أرجاء البلاد ..!!
كثيرة هي التساؤلات.. التي اضعفت موقفنا أمام من يوجه هذه الأسئلة لنا .. نحن معك وسنبقى معك طالما بقيت معنا . وأن تكون معنا يحتم عليك أن تسمعنا.. وإن كنت تسمعنا فاخرج لنا بالجديد واضرب هؤلاء بيد من حديد , وسنكون لحظتها سيفك وبندقيتك ورصاصتك .. فالصمت على ما نراه يجعلنا نشك بأن هناك من يمسك الدولة والنظام من اليد التي تؤلمها !!