الحلايقة يهدد سورية

تم نشره الأربعاء 22nd آب / أغسطس 2012 01:08 صباحاً
الحلايقة يهدد سورية
ناهض حتر

مَن خوّل النائب محمد الحلايقة بإطلاق عبارات التهديد ضد سورية؟ وبأية صفة يمنح لنفسه حق الحديث باسم القرار السيادي بـ" اتخاذ اجراءات" فيما لو تكرر إطلاق النار من الأراضي السورية؟
 الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية- كما اعترف الحلايقة نفسه - بأن قال إن الحادث عرضي وغير مقصود، لكن الحلايقة من الرؤوس التي دب فيها، فجأة، سعار الحرب.
 من حق الحلايقة، بصفته مواطنا ونائبا، أن يكون له رأي في الشأن السوري وفي العلاقات بين البلدين الشقيقين، لكن ليس له الحق، دستوريا وسياسيا وأخلاقيا، أن يطلق "تهديدات" باسم الدولة الأردنية والجيش العربي الأردني...أم أن مجرّد دعوته إلى منزل رئيس الوزراء مع رجال الدولة وبحضور الملك، ومنحه بضع دقائق للحديث، جعلته يتوهّم أنه في موقع القرار الأخير؟
 المشهد كاريكاتوري بامتياز. ويمكن للقارئ أن يبتسم بالطبع، لكننا نتحدث، بجد، عن هيبة الدولة والمؤسسات والسياسة الأردنية. وهي لا تتأثر، جميعا، بهتافات ساخنة في مظاهرة أو اعتصام، وإنما بالتصريحات غير المسؤولة التي يطلقها أشخاص محسوبون على المؤسسات ومسؤولون و"مصادر"، كل على ليلاه، خصوصا بما يتصل بالشأن السوري الحساس,
 الحلايقة من جبل الخليل الأشمّ. ولكنني لم أجده يوما من دعاة اتخاذ " اجراءات" ضد الاحتلال الإسرائيلي. ولم ألحظ أنه يتمتع برأس حام عندما يتعلق الأمر بالفظائع الاحتلالية، سواء في جبل الخليل أو في الضفة أو في غزة. آه.. أظنه نسي أن جنازير المحتلين تجثم على أنفاس أهله، وتهدد الأردن بفرض مشروع الوطن البديل.
 من اللافت للنظر أن أشرس دعاة الحرب على سورية ـ ـ هم دعاة السلام مع إسرائيل، ودعاة المحاصصة ومحامو " الحقوق المنقوصة" أي دعاة التوطين.
 دمشق، من حسن الحظ، مشغولة عن خربشاتنا وتصريحاتنا وتدخلاتنا وتهديداتنا، بمواجهة الأخطر من أعدائها، وربما أنها تستشعر فائض قوة يدفعها نحو إهمال كل ما يصدر من جهتنا من عنعنات، لكن الوطنيين الأردنيين هم مَن يقلق من مخاطر انزلاق البلد نحو الحريق السوري.
 هناك، أولا، القلق من تنامي ظاهرة الهجرة السورية، بما في ذلك هجرة اللاجئين الفلسطينيين، وآثارها السلبية على المعادلة الداخلية. وهناك، ثانيا، القلق من تسلل الفائض الإرهابي إلى ديارنا. وهو ما يحدث وسيحدث، سواء أسقط النظام السوري أم انتصر. وثالثا، القلق من تورّط عسكري أردني في الحريق السوري، مما يضعف قدرة الجيش العربي الأردني على مواجهة مؤامرة الوطن البديل حين تتحول من الضغوط السياسية إلى ضغوط عسكرية وإرهابية.
 الأردني قلق على لقمته وعمله وصحته وسكنه وتعليم ابنائه، وعلى كيانه وهويته ومستقبله. وعنده نقطة ارتكاز واحدة تمنحه الاطمئنان، تلك هي المؤسسة العسكرية. وهي المؤسسة الوحيدة التي ما تزال تحظى بإجماع الأردنيين. وظني أن كل أصحاب الأجندات المعادية للدولة الأردنية والشعب الأردني، ينتهزون المناسبة السورية ويضغطون، مدعين شعارات زائفة، نحو إغراق الأردن في معركة ليست له، تؤذيه ماديا ومعنويا، ومن ثم يجدون الميدان خاليا للاستفراد بالأردن.
 اليوم، لا يملك الأردنيون المفقرون المهمشون، شيئا من عناصر القوة، سوى الجيش. وما يريده دعاة الحرب على سورية هو أن يخسر شعبنا آخر قلاعه.
 

( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات