جبل نبو المطل على الاراضي الفلسطينية

المدينة نيوز- جبل نبو الذي زاره البابا بنديكتوس السادس عشر السبت وحيث يعتقد بوجود قبر النبي موسى يقع الى الغرب من مدينة مادبا على بعد نحو 40 كلم جنوب غرب عمان وهو يشرف على مصب نهر الاردن وعلى مدينة اريحا.
ويطل الجبل الذي سبق ان زاره البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000 خلال رحلة الحج الى الاراضي المقدسة على الاراضي الفلسطينية ويستطيع المرء من اعلى قمته التي ترتفع بنحو 800 متر عن مستوى سطح البحر ان يرى قبة مسجد الصخرة وقبب الكنائس في مدينة القدس القديمة.
وقد سمي هذا الجبل ايضا ب"الصياغة" وهي كلمة سريانية لها اكثر من معنى، فهي تعني الحد والصومعة والدير، وربما اعطي هذا الاسم بمعنى الحد للدلالة على ان موسى النبي توفي هناك ولم يعبر ارض الميعاد فكانت حدا له وللدلالة على الاديرة الكثيرة التي كانت على الجبل وحول عيون موسى.
وقد ورد في سفر "تثنية الاشراع" الفصل 34، "صعد موسى النبي من صحراء موآب الى جبل نبو، الى قمة الفسحة بأتجاه اريحا:فأراه الرب جميع الارض وقال له:"الى هنا لاتعبر".فمات ودفن في الوادي في ارض موآب تجاه بيت فغور. ولم يعرف له قبر الى يومنا هذا.
وشيدت على قمة الجبل كنيسة انشأها رهبان الفرنسيسكان بين القرنين الرابع والسادس بعد الميلاد وما يميز هذه الكنيسة بقايا الفسيفساء التي تتضمن لوحة الصليب مجدول.
كما تبين رسوم الفسيفساء التي تم الاعتناء بها بشكل ممتاز في الكنيسة عملية صنع الخمور ومشاهد الصيد وعدد من الطيور والحيوانات.
وقد تعرض المقام والكنيسة والاديرة التي كانت موجودة فوق جبل نبو الى ما تعرضت له البلاد من حوادث سياسية وعسكرية وخصوصا من هزات ارضية عنيفة ، فالزلزال الكبير الذي وقع عام 551 دمر الكنيسة الكبيرة تدميرا ولكن اهل المنطقة اعادوا بناءها عام 597.
وقد دمرت الكنيسة والاديرة مرة اخرى بفعل الزلزالين اللذين وقعا عامي 1016 و1033.
وفي عام 1217 مر بتلك المنطقة سائح كان متجها الى الشوبك، فذكر ان عددا قليلا من المسيحيين يقيمون في جبل نبو وزار المكان عام 1564 راهب فرانسيسكاني فلم يجد الا خربة مهجورة.وفي تشرين الاول/اكتوبر 1932 اصبح جبل نبو ملكا للاباء الفرانسيسكان.
وبحسب علماء الاثار فقد كان هذا المكان المقدس في القرن الرابع الميلادي مكونا من ثلاث بنايات قبوية قائمة حيث المذبح الان، كما كان فيه دهليز مخفي كبير يضم عددا من القبور المزخرفة بالفسيفساء وعلى جانبيه كنيستان صغيرتان كان تقام فيهما صلوات دفن الموتى.
وفي طرفه الشمالي جرن المعمودية بينما ارضية الجزء الجنوبي منه يزينها صلب كبير.
وكان مكان المعمودية مغطى ايضا بالفسيفساء وقد قام بانجاز هذا العمل الفني الفنانون سيهل وقيام والياس في اب 531 .
اما الكنيسة ذات الصحون الثلاثة فقد بنيت عام 597 في عهد سرجيوس اسقف مادبا.
وقد اضيفت اليها عام 608 كنيسة صغيرة للعذراء مريم حيث عثر فيها على هذه الكتابة"ايها المسيح الهنا خالق كل الاشياء ومبدعها،لقد تم العمل في كنيسة والدة الله،بفضل سماح الاسقف القديس ليونسيوس وبجهود رئيس الدير مرتيوس وثيودورس".