لماذا يحجم البعض عن التسجيل للانتخابات؟

تم نشره الأحد 26 آب / أغسطس 2012 12:52 صباحاً
لماذا يحجم البعض عن التسجيل للانتخابات؟
* حسين الرواشدة


 
لا يكفي ان نتابع عدّاد “التسجيل” للانتخابات البرلمانية، او ان نتساجل حول الاعداد اليومية بين من يرفع يديه بالدعاء لتصاعدها ومن “يتربص” لبقائها في”خانة” متواضعة. السؤال الذي يجب ان نطرحه ونجيب عنه بصراحة هو: لماذا يحجم بعض المواطنين عن الذهاب الى “دوائر الاحوال” لتسجيل اسمائهم والحصول على بطاقات تمنحهم فرصة “الانتخابات”؟.

هل وراء المشكلة اسباب ادارية ام شخصية ام سياسية؟ وهل نحن جادون فعلا في “حل” هذا اللغز ام ان الصمت على هذه “الحالة” مقصود لذاته.

اذا اجتهدنا في الاجابة، فان اهم اسباب العزوف -وهو بالمناسبة حالة عامة- يرجع الى ما طرأ على المزاج الشعبي العام من تغيرات وقناعات جديدة، افرزتها مواسم “يقظة” الوعي التي اجتاحت عالمنا العربي، وكان يفترض على “السياسي” ان ينتبه اليها لضمان بناء “افكار” وانطباعات تدفع الناس الى المشاركة والعمل، لا الى العزوف واللامبالاة او “الغضب” والاحتجاج، لكنم هذا لم يحصل، مما ولد حالة -انتكاسة ان شئت- لدى قطاعات كبيرة اختارت “الصمت” وانحازت الى “السلبية” كتعبير عن الاحتجاج.

السياسة، بالدرجة الاولى، كانت وراء احجام البعض عن المشاركة -سواء في التسجيل او غيره- ومعها ايضا كان ثمة تقصير اداري ولوجستي وكان ثمة “عجز” عن اعادة ثقة الناس بالانتخابات كاستحقاق وكتجربة وكمفتاح للتغيير، لكن المهم هنا هو ما يجب ان نفعله -اذا كنا حريصين فعلا على الاصلاح- لتجاوز هذه المشكلة، واعادة الاعتبار -بالتالي- للانتخاب كآلية للديمقراطية، وهنا لا بد ان نتصارح ونقول بان ما قدمناه لا يفي بالغرض، وبان النتيجة التي تدلنا عليها ارقام التسجيل المتواضعة تعبر عن حجم “رضى” الناس، لا عن الانتخابات وقانونها الاشكالي، وانما عن مجمل “مشروع” الاصلاح الذي يبدو انه تباطأ اكثر مما يجب.

يمكن -بالطبع- حل مشكلة تباطؤ المسجلين، لكن هل يعني ذلك اننا نجحنا في حل “المشكلة” التي ولدت هذا “العرض” او بمعنى اخر هل “العزوف” مجرد عرض يمكن علاجه ام “مرض” يحتاج الى تشخيص ودواء، وبالتالي الى اي “صيدلية” يمكن ان نذهب: الى “الهيئة المستقلة” التي انيطت بها المهمة الادارية ام الى “المطبخ” السياسي الذي تولى تصميم المشروع بالكامل.

الاجابة، بالطبع، ليست عندي، ولكنني استأذن في الاشارة فقط الى مشهد الاحتجاجات التي خرجت يوم الجمعة الماضي بعد “كمون” شهر رمضان، والى استعدادات بعض الناشطين للعودة الى دوار الداخلية.. واضيف الى ذلك حالة “الكوما” السياسية التي دخل اليها مجتمعنا.. واتساءل هنا: الا يدفعنا هذا الى اعادة التفكير بما فعلناه على مدى العامين الماضيين، الا تستطيع “مراكز” الرصد -وما اكثرها في بلادنا- استنتاج واستخلاص ما يجب ان نفهمه وتدلنا على الصواب.

لا ادري، ولكنني ادعو الله ان يدلنا على الصواب، ويبدو من داخلنا غبار الخوف والتردد والحيرة.. ويعيد لمجتمعنا عافيته. قولوا: آمين.(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات