شباب .. لاتنسوا الانتخاب
مقال كتبناه في الانتخابات السابقة ولا نعرف هل هو من محاسن الصدف أم من مساوئها أننا في عام 2012 وما زلنا نقف على نفس الإشارة الضوئية في شارع الانتخابات النيابية ولا حركة للأمام , حزب العمل الإسلامي وغيره يقاطع الانتخابات مكرراً نفس الخطأ الماضي , بالطبع نحن هنا لا نتكلم من اجل أن نقلل من شأن احد فالكل أبناء البلد والجميع نحترم, والهدف هو المصلحة العليا للوطن التي لا يجب أن يتقدم عليها أي مصلحة أخرى بتاتاً, فعلى هذا الحال لن نتقدم, سيأتي مجلس النواب القادم وستطلب المعارضة والحراك بإسقاطه وتدخل البلد في متاهات لا يحمد عقباها .. إلى متى هذا التخبط من المعارضة وعدم القراءة الصحيحة لمتن الأحداث, وانه لا يجوز لبلد أي كان أن يدخل العمليات الديمقراطية الشعبية بسرعة, لا يجوز أن يقارن الأردن ببريطانيا أو فرنسا ديمقراطياً, التروي وعدم الاستعجال مطلوب, جس نبض الشارع وأهليته لهذه العملية ركيزة أساسية, وأنا مع هذا التوجه, ويجب الابتعاد عن المصالح الحزبية أو الشخصية مقابل مصلحة الوطن.
المقال:
سيمر بلدنا في قادم الأيام إن شاء الله في عملية مخاض ديمقراطي هي من ركائز وأعمدة الخيمة الديمقراطية ألا وهي الانتخابات النيابية , الآن ما هو المطلوب من الناخبين وخاصة الشريحة المجتمعية الأوسع والأكبر ألا وهم الشباب ,وما هو الدور الذي سيضطلعون به لإفراز مجلس نيابي شبابي قادر على استيعاب المرحلة وتطويع كافة الظروف لخدمة الوطن والمواطن , وهل يستطيع الشباب بعد حسن التوجيه والدعم لعب هذا الدور المناط بهم ( هذا هو المطلوب والمأمول منهم والذي نستشفه ونقرأه وغيرنا في رؤى جلالة الملك حفظه الله لدور الشباب القيادي في المستقبل القريب).
والشيء الذي لا يوارى ولا يجب أن نغفل عنه أن هناك صعوبات واحراجات قد تواجه القطاع الشبابي, منها دور العشيرة, المصالح الخاصة, الإغراءات المالية (المال السياسي أو الانتخابي) في عصر انتشرت فيه البطالات بأنواعها الاقتصادية, الأخلاقية.. فهنالك من يفضل أل 1000دينار وينتخب بعكس قناعاته, نقول نعم هذا موجود فهذا مجتمع فيه من فيه, من الكبير والصغير , صاحب الخلق من عدمه, المثقف والأمي.. وعلى كل الأحوال هذا متوفر في كل دول العالم مع اختلاف النسب, وأما الحلول لمثل هذه المنغصات للعملية الانتخابية فهي متنوعة وكثيرة, وتلعب النخب والشرائح الثقافية, ودور العبادة والإعلام الموجه, والدور الحكومي دوراً كبيراً في الحد منها.
بالإضافة إلى ذلك وبما أن غالبية القواعد الانتخابية هم من فئة الشباب فلا بد, ووجوباً عليهم أن يقوموا بدورهم من حيث دعمهم لبعضهم البعض , وأن لا يتركوا لغيرهم مساحة تؤثر في حكمهم واختيارهم للنائب الشاب الذي يمثلهم مستقبلاً تحت القبة ويجب أن يلعب القطاع الخاص دوراً بهذا المنوال من ناحية تبنيه لبعض الحملات الشبابية.
قد يقول قائل: ما هي صفات الشاب /الشابة النائب الذي نريد؟
هل نريد النائب الشاب عمراً.؟
أم هل نريد النائب الشاب فكراً وإبداعاً.؟
نرد بصحة وجود مثل هذه الأمور مع ندرتها, فهناك من الشباب من عمره شبابي بحساب السنوات, ولكن فكره ما زال معلقاً أو تسيطر عليه أفكار عقود الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي, أفكار بالية ومستهلكة لا تصلح للعصر الذي نعيش! ومن زاوية المقابلة في العمر, وحتى لا نظلم الكبار في السن وبيوت الخبرة الذي نحترم ونجل, فمنهم من تجاوز عمره الستين وربما السبعين ويملك أفكار شابة مبدعة بلا أدنى شك.
لكن في محصلة الجواب على مثل هذه المطروحات نقول: الشاب / الشابة النائب الذي نريده, والذي القادر على دفع عجلة التقدم للإمام يمثل الشريحة الأعظم بالوطن بالبرلمان القادم هو بكل تأكيد الشاب /الشابة عمراً و فكراً, هذا الذي يجب أن يساند ويدعم من قبل الجميع, أولاً من كبار السن وبيوت الخبرة, ومن القطاعات الشبابية بالضرورة والحتمية ثانياً, لأن مصلحة الوطن العامة والحكمة في هذا الاتجاه تتطلب أن يكون هناك قيادات شبابية في الصف الثاني والثالث ,مؤهلة لخدمة البلد, ويجب أن تعطى هذه الفئة الفرصة للممارسة العملية لتحقيق هذا الهدف ,أما احتكار الكرسي النيابي والوزاري حتى أرذل العمر, وانه لا غيري, فهو الفشل , بل هو عينه , ولا أعرف صدقاً أذا لم نبدأ الآن بهذه الخطوة للأمام فمتى سنبدأ.
أما قاعدة أكون أو لا أكون من بعض الأحزاب , إما أن اخذ الأبيض أو اختار الأسود ,إما كل ما أريد أو لا شيء فهذا مما يضحك الثكلى ويبكي العروس لأنه ليس من منطق الحصافة السياسية في شيء لتتعامل به النخب الحزبية مع الحكومات فالذكاء السياسي يتطلب أن نقبل اللون الرمادي, أو البنفسجي أو.. وذلك لإتمام نشر الفكر بين قواعد الشعب, للوصول للأهداف المنشودة, فالمرونة مطلب رئيس كل الطلب في هذه الأحوال.
أخي القارئ: إننا كشباب إذا لم نفعل ما علينا من انتخاب مجلساً شبابياً, فعال, مثقف, يعرف مصلحة
الوطن أين, ومتى يحجم ومتى يقدم, فسنعود لمجلس نيابي تقليدي , يبحث النائب فيه عن خط باص, أو توظيف عدد من أقاربه, أو يصوت على قرارات مصيرية برفع يده وهو نائم, نائب لا يفرق بين النفقة الراسمألية والجارية....وكل ذلك من نتاج أيدينا , عندما نقاطع المشاركة أو نتقاعس عنها.
أخي الشاب/ الشابة:
ملك البلاد وعميد أل البيت حفظه الله من فئة الشباب, مهد وذلل كل الصعوبات تماماً لهم, يبقى أن لأعذر بتاتاً لنا, وان كنت قد قلت لكم في عنوان المقال شباب... لا تنسوا الانتخاب, فها أنا أقول لكم في أخره .. الرجاء الحار شباب.. لا تنسوا أبدا الانتخاب, لأنكم انتم عماد هذا الوطن وانتم من تسهرون على أمنه انتم من ينظر إليهم البلد عند الشدائد في حين تركه الآخرون يلهثون وراء مصالحهم الضيقة , اعملوا ما تستطيعون من حملات توعية كلا من مكانه لتشجيع عملية الانتخاب لأننا نريد لبلدنا أن يتقدم ولا نريد لأحد أن يفرض رأيه على الدولة وهيبتها.
حفظ الله بلدنا وقائد مسيرتنا للأمام,هذا وبالله التوفيق والى اللقاء.