غابة الدولة أم دولة الغابة

تم نشره الأحد 02nd أيلول / سبتمبر 2012 01:47 صباحاً
غابة الدولة أم دولة الغابة
يسار خصاونة

 


الغابة جزيرة خضراء وسط أرض يابسة ، تعيش منذ ملايين السنين ، بحيواناتها المختلفة، والمتنوعة بألوانها ، وأحجامها، وقوتها ، كاملة العدد والنوع ، محكومة بقانون وضعته الطبيعة لها ، والتي هي أكثر وعياً منا ، هذه الطبيعة قد سنـّت قانوناً يحفظ للجميع العيش ، والإستمرار بالحياة، والتناسل ، وحرية الحركة، وحرية التعبير عن مكنون النفس باستخدام صوتها متى أرادت ، وأعطت لمن يستحق ما يستحق ، وفتحت للكل أبواب الحياة جنباً إلى جنب بغض النظر عن السطوة ، والقوة ،فالنملة تملك قوت يومها ، في الوقت الذي يملك الأسد، والنمر، والفيل قوت يومهم ، والأرنب يحصل على ما يريد ،كما يحصل الطاووس، والنسر ، والعصفور، والكلب كل على مبتغاه ، دون احتكار، ودون حرب معلنة ضد الموارد الطبيعية ، فلا أحد يزاحم أحداً على قوت يومه،ومع مرور ملايين السنين ما زلنا نجد الغابة كاملة متكاملة بأنواعها ، وفصائلها المتنوعة ، لم ينقص من أنواعها أي نوع إلا من وصلته يد الإنسان ، حتى إن قوانيننا الوضعية انتبهت إلى شراستنا ، فكانت جمعيات الرفق بالحيوان التي منعت من السعي البشري في انقراض نوع من أنواع الحيوانات ، أما هم فقد التزموا بقانون الطبيعة وبذلك حافظوا على استمراريتهم، وتواجدهم .
لو افترضنا ضمن مناخات أسطورية عاشها الإنسان منذ قديم الزمان ، وما زال يعيشها ببدائية محزنة ، أن الحيوانات أرادت أن تُـقلد ما نقوم به من مظاهر ديمقراطية كاذبة ، واستوردت فكرة الانتخابات النيابية، والرئاسية فماذا سوف يحصل ؟!
أتوقع أن تكون الحصص موزعة على الجميع ، لأنها تدرك تماماً ما تعلمته من الطبيعة ، أن سر استمرارها نابع من هذا التآلف العجيب بين الجميع ، وأنه عليها أن تبقى بوجودها متكاملة بأنواعها ، وإلا فقدت استمرارها الأزلي ، والذي ما زالت تفاخرنا به .
لا أظن أننا نعيش في غابة، ولا أظن أن الحيوانات سوف ترضى أن تعيش بمفهوم الدولة عندنا ، إننا كلنا كدول عربية مطالبون بإعادة النظر بفكرة الانتخابات ، وآلية تطبيقها ، مطالبون بإعادة النظر بفكرة الكوتة ، وآلية تنفيذها ، وأخيراً أقول لماذا لا يكون لكل فئة عندنا كوتة ، الفلاحون، والمهندسون، والمعلمون، والفنانون، والأطباء، والمهنيون، والكّتـاب ،والعُـمال ،وعن كل فئة يكون التنافس بالمشاركة بين الرجل والمرأة ، فهذه أنواعنا ، وأصنافنا فلنحافظ عليها و حتى لا يبقى النواب من فئة واحدة أصحاب الجيوب المنتفخة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات