قلبي سنبلة ماء مِن ذهب
ثمة مَن يتلو ابتهالات روحانية.. أبجديات مُشرّعة صوبَ الاتجاهات والمسافات.. قمرٌ هناك.. في البعيد.. يناجي نجمة الصباح الضجرة.. أسئلةٌ مِن نور.. وأخرى غارقة في عتمتها.. تُفضي صوبَ المجهول الأكثر وجعاً.. "يزن " يستقيظ ليخبرني عن موعدِ وصول العصافير.. دعوتُ نفسي لاجتماعٍ عاجل.. لأبحثَ معها شؤون الحب.. حاورتها فلم نتفق.. جادلتها حتى الأرق.. وعندما فاض الرهق.. دثرتها بثياب صمتي.. ودثرتني بالقلق.
حكايتي في العشقِ حكاية.. أكتبها في كل ليلةٍ من البداية.. أعيد تنضيد الحروف مِن جديد علّها تكتمل الرواية.. أستمطر الغواية.. ثم تضيع بعدها البداية.. وأنتهي بلا حكاية.
أكتبُ هدوء الفجر بلا نجوم أو قمر.. وكأني أبحث عن بريقِ عينيه في مسافاتي.. فليسمح "هو " لي بأن أخرج عن منطق الحب التقليدي.. وعن قُبلة الشفاه الكلاسيكية.. ولأخرجَ عن النصّ لأحاور ثقافة الشامات في عنقه.. وباقي اللمسات.. فعذوبة همسته تثير القوافي في الهمسات.. وفي حروف إسمه أغرقتُ كل الذي كان.
له طقوس وعادات جميلة.. تداهمني كخيط ضوء متسرب على أخاديد الترقب.. يدخل خلسة في ثوب المساء الموشح بأطياف فرح.. يباغتني برقيق صوته القطني في عذوبته المسحوبة على حنجرة ناي أثيري.. يقطر قطرة قطرة على امتداد رعشي المتلظي عطشاً.. يهزّ مهجتي.. يبعثر صحوي.. يشاغب خيالي.. كجمرات سِحر تمسّ فؤادي.. فتتجمد خفقاتي.. وتشد حروفها على أوتاري.. فيسري الهوى بكأسي.. وتَسكر شفاهي من لذاتي.
في بحر عينيه أجوب ببصري تحت الأهداب.. حيث يتهادى الليل في كل الأرجاء.. ويتدافع موج الحضارات بين السواد.. لستُ أدري أهو الليل في بحر عينيه.. أم فوق سمائي كلمات؟!!.. سؤالٌ يراودني ودماء قلبي على أصابعه.. تشهد بأني لست بالجانية.. ولكن.. ماذا أقول لرجلٍ تسبب بجنوني وهلوساتي؟!.. عاشقةٌ أنا تشرئبُ النظر اليه في تتبع يغشاه ذهول من فوقه ذهول.. وقلبي مازال له وسيبقى سنبلة ماء مِن ذهب.