انهال على والدته ضربا فعزمت الفرار الى دار للمسنين بعمّان
المدينة نيوز - رغم انها لازالت في منتصف العقد الرابع من عمرها غير انها قررت اخيرا الفرار الى احد دور المسنين في العاصمة عمان عقب انفجاعها بابنيها الوحيدين .
تقول الارملة فاطمة وهو الاسم المستعارالذي فضلت ان نلقبها به انها تعرضت في وقت سابق وقبل نحو ثلاث سنوات للضرب المبرح من قبل ابنها الذي لم يتجاوز عمره ال17عاما انذاك فغادر المنزل ولم يَعُدها قط منذ ذلك الحين .
واليوم يقدم ابنها الثاني "ابراهيم وهوالاسم المستعارله _ 14عاما_ على ذات الفعل قبل نحو اسبوعين ، اذ رفع العصا على والدته مهددا اياها بالضرب ان لم تعطه المال ليشتري السجائر و من ثم الخروج في نزهة ب"البك اب" مع اصحابه .
تؤكد الارملة فاطمة ل"السبيل":" ان ابراهيم كان حنونا عليا، ويخاف عليّ بل ويبكي ان اصابني المرض ، لكن التفافه على اصحاب السوء جعل قلبه قاسيا ولايفكر الافي نفسه رغم علمه بفقرنا وحاجتنا للمال".
ولفتت الى انها في طريقها ل"خسرانه" لعدم وجود من يعينها على تربيته وتوجيهه وتحديدا حينما ترك المدرسة من الصف الثالث كي يعمل .
ويبدو ان انفضاض الفقر والسقم على حلمها في حياة مستقرة في ظل اسرة "سوية" تنشد فيها الامن والامان جعل ضم ابنها الى جناحها امرا محالا ، رغم تقديم المساعدات "المحدودة" لها من قبل اهل الخير، مشيرة الى تزايد طلباته التي ما عادت تطيقها في الاونة االاخيرة.
الارملة فاطمة مصابة بمرض "السكري" والضغط والكلى وسرطان الدم ، التي باتت تفقدها القدرة على الاتزان، وتقلل من قدرتها على احتمال تصرفات ابراهيم التي تصفها ب"الرعناء" .
وتروي السيدة فاطمة فصول معاناتها قائلة انها خرجت من اسرة فقيرة،وعانى والدها اصناف مختلفة من الاسقام التي جعلته هزيلا لايقوى على العمل ، ولم تُجَد والدتها اية مهنة سوى الطهي فراحت تساعد جاراتها في بعض اعمال الطبخ مقابل مبالغ زهيدة لاعالة اطفالها السبعة ، غير ان المرض نال ايضا من والدتها .
وتجد فاطمة نفسها المسؤولة عن اعالة اسرة من تسعة افراد وهي لم تتجاوز بعد ال15عاما فهي بكرهذه العائلة ، وراحت تستجدي الاخرين للحصول على عمل الى ان عثرت على وظيفة في مشغل للخياطة ، تتركز مهمتها في تركيب "الازرار"فقط مقابل مبلغ لا يتجاوز ال80دينارا.
وحينما اتمت العشرين من عمرها وتقدم لخطبتهامزارع ستيني من الاغوارالشمالية كان يملك ارضا ومالا وافقت والدتها على تزويجها فورا، املا بان تنشلهم فاطمة من حياة الفقرالتي يغرقون فيها.
وتضيف فاطمة ان "اسعد ايام حياتها عاشتها مع ذلك الرجل الذي سبق له الزواج من اخرى لازالت على ذمته ولديه ابناء منها "، استمرت سعادة فاطمة عاما واحدا فقط عقبها توعكت حالته الصحية واضظر الى بيع ما يملك كي يعيل العائلتين ، الى ان اصيب بالسرطان وتخلت عنه اسرته الاولى لتقف هي الى جانبه في سقمه الى ان توفاه الله عن عمر يناهز الثمانين عاما .
وحصلت فاطمة على فرض اتسديد ديون زوجها المتوفى "كي يرتاح في قبره"كما تقول .
وراحت تبحث عن عمل لتربية ابنيها، غير ان االامور بدات تسوء وتخلى عنها ابنها البكر عقب رقضها اعطائه المال المخصص لتسديد ديون والده فابرحها ضربا ، وبقيت على امل ان يكبر ابراهيم ويعيلها غير انها بدات تتفاجا بتصرفاته وسلوكياته اتجاه نفسه واتجاهها لتقرر اخيرا الهروب باسقامها وفقرها الى احد دور المسنين عقب عجزها عن احتواء ابنائها لها وعجزها كذلك عن احتوائهما، لكن لازال هناك ما يقلق الارملة فاطمة في حال دخولها احد دور المسنين المصير المجهول الذي سيلقاه ابراهيم !!!..(السبيل)