اللاجئون السوريون وآداب الضيافة

تم نشره الخميس 30 آب / أغسطس 2012 02:11 مساءً
اللاجئون السوريون وآداب الضيافة
نبيل غيشان

  لا نقبل أن يتحول بعض اللاجئين إلى طابور خامس يقلقون راحة الأمن .
 إذا صحّت هتافات نفر من اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري أثناء احتجاجاتهم أمس الاول بشعارهم الاستفزازي "نارك يا بشار ولا جنتك يا أردن" فإننا نكون قد وقعنا بالمثل الشعبي الذي يشبه صاحب تلك الحالة "خبز الشعير، مأكول مذموم".
 لقد فُرضت على الأردن خلال العقود الخمسة الماضية بحكم موقعه الجغرافي الكثير من المعطيات الديموغرافية التي تعامل معها بكل شرف و أخوّة، رغم شح الإمكانيات المادية من مال وأرض وخدمات، ويكفي كمثال ما استقبله الأردن من اللاجئين الذين زادوا على مليوني شخص عام 1990، لكنه بقي أقل دول المنطقة أخذاً للتعويضات.
 إن القانون الدولي يضع مسؤولية التعامل مع أي لاجئ يعبر الحدود بين الدول على الجهات الدولية ذات العلاقة ، وفي مقدمتها المفوضية السامية لحقوق اللاجئين، لكن تبقى هناك قرارات للدول في استيعاب موجات اللاجئين، وقد سمعنا عن عجز تركيا استيعاب اكثر من 60 ألف لاجئ.
 والآن ماذا يعمل الأردن بكل هذه الأرقام المهولة من الأخوة المتدفقين إلى حدوده طلبا للأمن والأمان، هل يغلقها ويرتاح ؟ هل باستطاعته أن يوفر خدمات خمس نجوم؟
 الاحتجاجات المذكورة شارك فيها نحو ألف وخمسمئة لاجئ بدأوا احتجاجاتهم من حديقة الملعب البلدي في الرمثا ، وانتقلت أخيرا إلى مخيم الزعتري، وتضمنت المطالبة بتحسين خدمات الأكل، والشكوى من الغبار والتراب والنوم في الخيام وقلة الماء ، وبعضهم يطالب بمكيفات ومراوح.
 ألا يعلم هؤلاء أن بعض الآلاف من الأردنيين يتمنون أن تقدم لهم تلك الخدمات في بلدهم؟ ألا يعلمون أن طبيعة المنطقة تفرض وجود الغبار والتراب والحَرِّ؟
 إن الأردن دائم الترحاب بالأشقاء في كل أزماتهم، لكنه بحاجة الى إنصاف وتفهم لظروفه، وليس لهتافات لا تعرف اللياقة الأدبية وحدود الضيافة وواجبات الضيف على المضيف، وهتافات لا تجلب إلا الفوضى وتثير غضب الأردنيين، ألم يكد أهالي المفرق و الرمثا أن يصطدموا مع المحتجين بعد إصابة 26 من أبنائهم في الأمن العام ؟
 مَن يقبل أن يتحول اللاجئ إلى تاجر ويمارس كل أنواع التجارة في الشارع العام حتى في مواد الإغاثة والأدوات التي توزعها عليه مفوضية اللاجئين والجمعيات ذات الاختصاص؟ مَن يقبل أن يتحول بعض اللاجئين إلى طابور خامس، يقلقون راحة الأمن وهم يتصلون كل يوم بالفضائيات لتقديم بلاغات كاذبة عن وفيات وحوادث لم تقع؟
 نعرف أن كل ما ذكر لا ينطبق إلا على نفر قليل جدا من الأشقاء السوريين، لكن لا بد من التعامل بحزم مع كل لاجئ ـ مهما كانت جنسيته ـ لا يحترم مضيفه ويصر على مخالفة القانون، والدولة لن تعجز عن وضع حد لمثل تلك التجاوزات، بل يجب استيعابها بكل حزم وكل من لا يعجبه وضعه كلاجئ عليه أن يعود إلى بلده أو يحترم البلد الذي يستضيفه، وألا يسيء للاجئين من أبناء شعبه، إلا إذا كان صاحب أجندة جاء لتنفيذها !
 وهنا يأتي واجب اللاجئين المحترمين والملتزمين بآداب الضيافة ليتصدوا لمثل تلك الممارسات وعزل أصحابها ومنعهم من المتاجرة بقضيتهم

العرب اليوم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات