نعومة الأمن وخشونة الحياه

تم نشره السبت 01st أيلول / سبتمبر 2012 12:55 صباحاً
نعومة الأمن وخشونة الحياه
علي شهاب عضيبات


لابد في البدايه من توجيه التحيه لعطوفة مدير الأمن العام والشهاده له بأنه على مستوى عالي من المهنيه في ظروف صعبه تمر على البلد كما لابد من توجيه التحيه الى كافة منتسبي الاجهزه الأمنيه التي نفتخر بها ولكنني أحببت أن أعرج على بعض النقاط التي تمس موضوع ما يسمى بالأمن الناعم
ان التعامل مع الامور بالشكل المطلق هو أمر خاطئ وانما يجب التعامل مع كل قضيه على حده ولذلك انا أعتقد ان اطلاق تسمية الامن الناعم بالشكل المطلق هي خطأ من حيث المبدأ... فالمواطن الذي يحترم القانون ويطالب بالاصلاح بطريقه حضاريه ومن منطلق وطني يختلف تماما عن المواطن الذي يقطع الطريق او يقوم بالتخريب او التحريض ...وهذان نموذجان مختلفان تماما ...والتعامل مع هذين النموذجين من مبدأ واحد وهو الامن الناعم أدى الى تمييع الدوله وضياع هيبتها...فمن أين جاءت هذه التسميه ؟؟ورب العالمين يقول في كتابه الكريم: "ولا تزر وازرة وزر أخرى "صدق الله العظيم..كما يقول في اية كريمه اخرى:

{ إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
صدق الله العظيم
وهذا تشريع الهي واضح ولا لبس فيه ..ولا شك ان تاريخنا الاسلامي يزخر بالأمثله الكثيره حول موضوع الامن ...فقد كانوا يطبقون التعاليم السماويه السمحه التي تحض على التسامح ولكن لم يكن هناك تهاون في موضوع حقوق الناس ولم يكونوا ليسمحوا لأحد أن يستقوي على الدوله ولم يكن هناك أي تهاون في موضوع احداث الفتن والتحريض ...فمتى سنتعلم؟؟
ان الذي يتابع الشأن الداخلي في بلدنا الغالي ليجد العجب العجاب ...فمن استقواء عى الدوله الى اعتصامات لا تمت الى المنطق بصله ..الى اغلاق شوارع عامه على أيدي البعض..الى تناقضات المطالبه بالاصلاح والدفاع عن الفاسدين بنفس الوقت... الى ارتفاع معنويات المجرمين والبلطجيه ...الى اغلاق الارصفه بالبسطات وعدم تمكن الجهات المعنيه من ازالتها ...وكان اخرها قيام اللاجئين بالاحتجاجات واصابة أفراد الامن ...فأين الدوله عن كل ذلك؟؟؟وكيف يتم السماح بكل هذه التصرفات التي تحمل الاساءه للوطن والمواطنين؟؟؟وهل يندرج ذلك ضمن اطار حرية التعبير؟؟؟
الامن عنصر مهم للحياه كأهمية الماء والغذاء وقد أدرجه العالم ماسلو في هرمه الشهير ضمن الحاجات الاساسيه لحياة البشر ولن يكون هناك اي تطور في أي مجتمع ان لم يكن هناك استقرار أمني فما هي الحكمه وراء التراخي الأمني الموجود حاليا؟!!!!
ومجتمعنا الاردني فيه الكثير من العادات والتقاليد والقيم التي يجب الحفاظ عليها ولا شك ان هذا الامن الناعم سوف يفتح الباب على مصراعيه امام الانحلال الاخلاقي الذي يخشاه الناس ..فاذا كان هناك تراخي أمني سيقوم ضعاف النفوس والمجرمين والفاسدين بعمل ما يحلو لهم في الشارع العام وهذا سيزيد من معاناة الشرفاء الذين لا ذنب لهم الا انهم مواطنون صالحون يحافظون على قيم المجتمع
كم كنا نتمنى لو تم اطلاق مسميات أخرى على الامن كأن نقول الأمن الحازم او الأمن اللازم او الأمن العادل او غير ذلك من المسميات التي لا تقلل من شأن الأمن كما هو الحال في هذه التسميه التي لا أدري من أين جاءت والى ماذا تهدف؟؟
ان الاردن بلد جميل وهو أمانه في أعناق الجميع..والاردن هو الجوهره التي ليس لها مثيل...وان الانسان لا يعرف قيمة الشيء الا عندما يفقده ...ونطلب من الله العزيز القدير ان لا نفقد بلدنا الغالي او ان ينحدر الى الفوضى لا سمح الله
فيا عطوفة مدير الأمن العام...الى متى؟؟؟



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات