حسان والمعايطه : 160 مليون دولار كلفة ايواء اللاجئين السوريين حتى الان
المدينه نيوز - قال وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور جعفر حسان ان على المجتمع الدولي تقديم المساعدات للأردن من اجل تمكينه من الاستمرار في دعم اللاجئين السوريين.
واضاف حسان خلال مؤتمر صحافي مشترك اليوم السبت مع وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة وأمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية أيمن المفلح والناطق الإعلامي لشؤون مخيم الزعتري للاجئين السوريين انمار الحمود وممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين اندرو هاربر في المركز الثقافي الملكي ان أهمية الإعلان عن نداء الإغاثة المشترك للاجئين السوريين الموجودين على الاراضي الاردنية يأتي في ضوء الازدياد المطرد في اعدادهم.
وبين حسان ان تلك الزيادة تترتب عليها متطلبات لا بد من توفيرها في حال استمرار الأردن في تقديم الخدمات واستيعاب الاعداد الوافدة من اللاجئين.
واشار حسان الى تضاعف عدد السوريين القادمين خلال الستة أشهر الماضية عما كان عليه في العام الذي سبق، مبينا أن الأسابيع الأخيرة شهدت أعلى نسب دخول يومية حيث وصل عدد السوريين الذين دخلوا الاردن حتى اليوم وبقوا فيه حوالي177 ألف سوري منهم ما لا يقل عن140 الفا يقيمون في المدن والقرى الأردنية مع المجتمعات المحلية، مقدما الشكر للعائلات والأفراد من أبناء هذا الوطن الذين استضافوا وكفلوا العديد من إخوانهم السوريين وشاركوهم في سكنهم وفي قوتهم.
واشار الى طاقة الأردن الاستيعابية حيث تم تجاوزها بعد أن وصلت كلفة إقامة140 ألف سوري في المجتمعات المحلية حدودا لا يمكن للحكومة الاستمرار في تحمل كلفتها حيث تقدر الكلفة على الحكومة بحوالي160مليون دولار لهذا العام وستترتب كلف إضافية من حيث التوسع في البنية التحتية الخدماتية في مجالات التعليم والصحة والمياه والطاقة وغيرها تتجاوز200 مليون دولار العام المقبل مع بقاء وجود هذه الاعداد في المملكة لتتجاوز الكلف الاجمالية 360 مليون دولار.
واعتبر حسان انه وفقا لتلك الارقام فإنه لا يمكن للدولة ان تتحمل في ظل الظروف الاقتصادية والمالية الحالية وبرنامج التقشف الذي بدأته وعدم وجود دعم مباشر كاف من الجهات المانحة لتعويض مثل هذه النفقات المباشرة وغير المباشرة في قطاعات الطاقة والمياه والتعليم والصحة وغيرها، بالإضافة إلى الآثار الامنية والاجتماعية الناتجة عن وجود هذه الأعداد الكبيرة من السوريين في المجتمعات المحلية التي تعاني من بنية تحتية وخدماتية محدودة وأوضاع اقتصادية صعبة.
واشار حسان الى انه من منطلق ايمان الاردن بواجبه الانساني في استقبال اشقائنا السوريين وتوفير الخدمات الإنسانية لهم فقد قامت الحكومة بافتتاح مخيم الزعتري قبل اسابيع لاستيعاب العدد المتزايد من الاشقاء وتوفير الخدمات الأساسية المطلوبة لهم حسب المعايير الدولية بالتعاون الوثيق مع هيئات الأمم المتحدة ودعم الجهات المانحة المختلفة.
وبين ان عدد السوريين في مخيم الزعتري زاد على26 ألف منذ افتتاحه قبل أقل من خمسة اسابيع في حين بلغ عدد المسجلين أو المقدرين للتسجيل في مفوضية اللاجئين أكثر من60 ألف لاجئ او حوالي30 بالمائة من مجمل السوريين الموجودين في الاردن.
واضاف ان الاردن اليوم في سباق مع الزمن لتوسعة المخيم وتوفير الخدمات المطلوبة ضمن المعايير الدولية لتصل طاقته الاستيعابية إلى80 ألفا حيث من المقدر أن تبلغ كلف انشاء مخيم بهذا الحجم حوالي150 مليون دولار إضافة الى كلف تشغيل تقدر بـ16 مليون دولار شهريا.
واوضح حسان انه إذا استمرت نسب اللجوء الحالية وهي بمعدل1500 لاجئ يوميا للأسبوع الماضي مقارنة مع 600 لاجئ للأسابيع السابقة فإننا سنصل الى الطاقة الاستيعابية القصوى لمخيم الزعتري خلال حوالي شهر وعندها سنضطر إلى افتتاح مخيم جديد.
وقدم حسان شكر الاردن للجهات المانحة على ما قدمته من الدعم الضروري والعاجل ضمن الأولويات المحددة في هذا النداء المشترك حتى نتمكن من التعامل بشكل كفؤ لضمان كرامة الأسر السورية وتوفير المستوى الانساني اللائق من الخدمات وتمكين الأردن من الاستمرار في استضافة الاخوة السوريين ضمن هذه الظروف الصعبة والامكانات المحدودة خاصة مع التزايد الكبير في اعداد القادمين والاحتمالات باستمرار ذلك على المدى القريب وحجم الكلف التي تصل الى700 مليون دولار او هي اجمالي الكلف الواردة اعلاه لاستضافة اكثر من240 الف مقيم ولاجئ في مخيم الزعتري وخارجه.
واشار الى ان من الصعب توقع المستجدات والمتغيرات اليومية ولكن الاردن مستعد لكل الاحتمالات في ضوء الواقع الحالي كما هو في نهاية شهر آب.
واكد وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة ان الدولة الاردنية هي التي تدير انعكاسات الأزمة السورية على الاردن من خلال مؤسسات الدولة ولا يرتبط ذلك بحكومة بعينها.
وقال المعايطة خلال المؤتمر الصحفي ان مؤسسات عدة تضطلع بواجبات كبيرة وفاعلة من ضمنها القوات المسلحة التي تقوم بدور غير منظور انسانيا وامنيا بحكم وجودها على الحدود.
واوضح المعايطة ردا على اسئلة انه لا يجوز الاختلاف على حرمة الدم الاردني او الاعتداء على رجال الامن من مختلف الاجهزة، مؤكدا أن رجال الامن ونتيجة لانضباطهم وعملهم بواجب الضيافة تحملوا الاصابات ولم يبادروا الى الدفاع عن انفسهم، مشيرا الى انهم لو قاموا بذلك لحدثت اصابات كثيرة بين اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري اثر احداث الفوضى الاخيرة.
واشار الى ان الاجهزة الامنية في الاردن طبقت القانون على السوري كما تطبقه على الاردني بشكل متساو، لافتا الى ان الأمن سيطبق القانون على جميع من يخالفونه او يخلون بالأمن.
وبين ان الدولة الاردنية حازمة بمواقفها تجاه الازمة السورية وستمضي قدما بتقديم الدعم للأشقاء السوريين اللاجئين، معتبرا انها تقدم افضل ما لديها في ظل امكانات شحيحة، مستشهدا بأنها تولي اللاجئين اولوية قصوى بتوفير مستلزماتهم ومنها ادخال حوالي600 الف لتر ماء يوميا الى مخيم الزعتري في وقت تشكو فيه غالبية الاردنيين من شح المياه في مناطقهم.
وقال المعايطة إن مخيم الزعتري اقيم في مناطق يقطنها اردنيون يعانون ما يعانيه اللاجئ السوري، داعيا الى عدم تحميل الامر اكثر من حقيقته من حيث الظروف البيئية المناسبة لوجود المخيم.
واضاف ان الدولة الاردنية واضحة بمواقفها، وتؤكد بأن السوريين اشقاء وستستمر بتقديم الدعم اللازم لهم رغم قلة الامكانات.
ودعا المعايطة دول العالم والمنظمات الدولية والاقليمية الوقوف الى جانب الاردن لتمكينه من الاستمرار بتقديم الدعم اللازم للاجئين السوريين.
وجدد تأكيده أن الاردن غير معني بالشأن الداخلي السوري، ولن يتدخل فيه بأي طريقة، مشددا على ان المصالح العليا للدولة هي التي تفرض نفسها على صاحب القرار.
واعتبر ان الحديث عن إمكانات الاردن والكلف اليومية التي يتحملها امام الرأي العام العالمي هي بمثابة رسالة للعالم لتقديم الدعم ومساندة الاردن في ايواء وتقديم الخدمة اللازمة للاجئين.
يشار الى ان عدد اللاجئين السوريين في الاردن وفقا للأرقام التي اعلنت خلال المؤتمر بلغ177 الفا اكثر من70 الفا منهم مسجلون كلاجئين فيما بلغ عدد الاطفال ممن هم في سن المدرسة بحدود خمسة آلاف.
وقال امين عام الهيئة الخيرية الهاشمية أيمن المفلح خلال المؤتمر الصحافي ان اموال الهيئة الخيرية الهاشمية هي اموال وقف حيث تقوم باستلام المساعدات العينية والمالية للاجئين السوريين من الدول والهيئات والمنظمات والأشخاص ليصار الى توزيعها لهم حيث يتم تخصيص جزء من التبرعات للعائلات الاردنية الفقيرة بناء على رغبة المتبرع نفسه وتقديرا للجهود الاردنية الضخمة المبذولة في هذا المجال.
وقال ان المخيم الذي انشئ بقرار مجلس الوزراء بتاريخ10 تموز الماضي وتم افتتاحه بتاريخ29 من الشهر ذاته يضم الآن ما يزيد على25 ألف لاجئ سوري حيث تقوم الهيئة وبالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي بتقديم50 الف وجبة يوميا بالاضافة الى1200 وجبة يومية مخصصة لحالات الدخول المفاجئ حيث بلغ معدل ما تم تقديمه من وجبات منذ افتتاحه اكثر من370 ألف وجبة تراعى فيها المعايير الصحية اللازمة.
واضاف ان الهيئة بصدد بناء مطابخ جماعية مجهزة بالوسائل اللازمة ويقوم عليها اشخاص من اللاجئين انفسهم ليقوموا بإعداد الطعام اعتبارا من مطلع الاسبوع المقبل، مشيرا الى انه يتم توزيع600 ألف لتر ماء يوميا في المخيم يتم شراؤها من السوق المحلي وبالتعاون مع الشركات المتخصصة ويشرف عليها برنامج اليونسيف التابع للأمم المتحدة حيث يوجد16 صهريج ماء سعة كل واحد10آلاف لتر وبالتنسيق مع وزارة الصحة للإشراف والتأكد من جودتها.
وبين ان الهيئة مستمرة بالتنسيق مع وزارة الصحة حيث تم تقديم120 ألف مطعوم ضد الشلل للاجئين السوريين كافة في مختلف المناطق بالإضافة الى240 ألف حبة فيتامين (أ) كما يوجد421 مرفقا صحيا في المخيم يشمل دورات مياه بالإضافة الى110حاوية قمامة و120عامل نظافة محليين، مشيرا الى ان كمية النفايات التي تخرج يوميا تبلغ 125طنا.
واكد المفلح انه يوجد بالمخيم ثلاث مستشفيات ميدانية تبرعت بها المغرب، وايطاليا، وفرنسا بالاضافة الى عيادة طبية متكاملة للعون الطبي من السعودية تقدم الرعاية الطبية اللازمة للاجئين والجرحى القادمين من الحدود كما تم تخصيص مكانين مجهزين لألعاب الاطفال و10 أماكن ترفيهية اخرى.
وفيما يتعلق بمشكلة العواصف الرملية قال المفلح انه سيتم بالفترة القريبة انشاء كرفانات مقدمة من قطر وعمان والامارات والسعودية تتسع لأكثر من 7 الاف شخص على شكل تجمعات صغيرة داخل المخيم ستساهم في التقليل من تأثيرات هذه العواصف.