بين طهران ودمشق والمنامة!

قال الرئيس المصري محمد مرسي، في كلمته أمام مؤتمر عدم الانحياز في طهران: “إن الشعبين الفلسطيني والسوري يناضلان من أجل الحرية والعدالة والكرامة” ولكن الايرانيين سمعوها على تليفزيون بلادهم الرسمي “إن شعبي فلسطين والبحرين يناضلان للحرية” ومع ذكره لتسلسل ثورات الربيع العربي بدءا بتونس مرورا بمصر وليبيا واليمن وانتهاء بسوريا، حرف المترجم سوريا إلى البحرين وشبّه الربيع العربي بالصحوة الإسلامية!.
الترجمة أمانة، والمترجِم عادة يكون مُحلّفاً، ولكنّ سذاجة النظام الإيراني تدفعه الى خيانة الامانة، فيمارس أهم آيات المنافق، وهي: إذا أئتمن خان، فنحن لا نتحدث هنا عن خطأ في الترجمة، وهذا يحدث يوميا، ولكن الامر يتعلق باختلاق كلمات تغير المعنى بشكل كامل، وشتّان ما بين كلمتي: سوريا والبحرين.
وشتّان، أيضاً، ما بين التجربتين السورية والبحرينية بالمعنى السياسي، وفي تصنيف الثورات أيضاً، ففي البحرين استيعاب للحراك والمطالبات الشيعية ولو بأسلوب خشن، أما في سوريا فمذابح تُرتكب يومياً، ومحاولات لتصدير الصراع المحلي إلى ساحات وشوارع الآخرين، ولم نسمع عن ان المنامة عبّأت سيارة نائب إيراني بالمتفجرات لتفعيلها في ساحات طهران، وقد عرفنا عن ميشال سماحة الذي لو نجح لعادت لبنان الى حروب الشوارع.
لا أحد يطالب طهران بتغيير تحالفاتها الاستراتيجية، ولكن المطالبة تقتصر على التقيّد بتعاليم الاسلام التي تقوم على الصدق والمصداقية، ومعايير الوطنية التي تعتمد على العدالة، وأسس الانسانية التي ترفض القتل المجاني الجماعي. ( الدستور )