أم فلسطينية لأبناء أردنيين
تم نشره الثلاثاء 04 أيلول / سبتمبر 2012 06:14 مساءً
م.ناجية حلمي
ترددت كثيرا قبل كتابة هذه الكلمات لحساسية الموضوع، ولكني حسمت الامر وقررت الكتابة، كوني "غرب أردنية " -إن صح التعبير- وزوجي "شرق أردني" كغيري هن كثر - كما علق ابني عبدالفتاح خريسات " الشرق أردني" - أن شريحة من أبناء الشعب الأردني يجري في عروقها دم "غرب شرق أردني"، هذه العلاقة أتاحت لي التعرف عن كثب على نظرة كلا الطرفين لبعضهما البعض بإيجابياتها وسلبياتها، ورأيهما نحو مسيرة الإصلاح في الأردن، ولن أتطرق هنا لنظرة كل طرف للآخر، ولكني سأكتب عن رأيهما ونظرة كل طرف للإصلاح.
لنعد للوراء، فلنقل من "هبة نيسان 1989" ، طالما ما ارتبطت الحراكات الشعبية في الشارع الاردني والتي تقودها المعارضة وعلى رأسها الحركة الاسلامية -ارتبطت بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر واعتداءات على الأراضي والمقدسات والأرواح، وإذ تعتبر القضية الفلسطينية نبض كل مسلم وعربي وحر في العالم وليس الأردن فقط، تجاوزت أعداد المشاركين في بعض الفعاليات 30 ألفا، وأما مشاركة المخيمات الفلسطينية فقد كانت ملحوظة، كما كانت دائما هناك حراكات أردنية تدين ما تتعرض له الشعوب العربية كغزو العراق ولبنان، وبقي الشعب الأردني بشقية الشرقي والغربي متأثرا ومتفاعلا ومساندا لقضايا امته العربية والإسلامية.
ولكن في الأشهر الماضية الأخيرة ومع هبوب نسائم الربيع العربي - وان كانت مخضبة بدماء الأحرار والحرائر والأطفال - بدأ الحراك في الاردن يتوجه نحو الأردن وقضايا الأردن والمشاكل التي يتعرض لها المواطن الاردني من كبت الحريات والظرف الاقتصادي المنهار والبطالة والاستنزاف للمواطن وسوء الخدمات، وكانت باكورة الحراك اعتصام الداخلية، و إذا ما قمنا بمسح سريع للمشاركين في تلك الفعالية سنجد مشاركة ملحوظة من "غرب أردنيين" من "الشباب " من "ابناء الحركة الاسلامية"، وهذا مايبرر بعض المطالب والتي تدور حول القضية الفلسطينية، وبدأت ردود الفعل نحو ذلك الحراك بين مؤيد ومتهم، واللافت للنظر أن المشاركة ل"غرب الأردنيين" في حركة الإصلاح الأردني كانت منذ اللحظة الاولى وأيضا موضوع بعض المطالبات كان موجها للقضية الفلسطينية، وهنا مربط الفرس، ما المقصود ب"الإصلاح "؟ ، وما هو الهدف من "الإصلاح؟ كما يرتئيه المشاركون.
هل الإصلاح مرتبط بزيادة حصص المقاعد في مجلس النواب؟ أم إلغاء جريمة الصوت الواحد؟ أو فتح مكتب ل"حماس " في الأردن؟ او إلغاء جهاز المخابرات؟ هل المقصود الإصلاح السياسي والاقتصادي والخروج بآلية نظام للرقابة والمحاسبة لكل مؤسسات الوطن الحكومية والأهلية؟ أو الإصلاح لتأسيس جيش شعبي لتحرير الأقصى؟ هل الإصلاح طريق لتحرير فلسطين؟ أم الإصلاح للنهوض بالأردن وحماية مقدراته ووقف النهب لمؤسساته ومص دماء المواطنين؟
ونتساءل لماذا لم تصل نسبة المشاركة في الحراك من أجل الإصلاح في أي نشاط حتى الآن ما كانت تصل إليه في مسيرة تندد بمجزرة جنين مثلا؟
ربما يعود السبب أن فكر الحراك من "أجل الأردن" مستجد على الشعب الأردني، أو أن الأغلبية المشاركة سابقا في نشاطات المعارضة المؤيدة للقضية الفلسطينية لم تشارك، أو أن المعارضة الأردنية لم تقنع الشعب الأردني بعد بجدوى هذه الحراكات للإصلاح سواء أن أسلوبها لم ينضج لمخاطبة الشعب الاردني باحتياجاته كشعب اردني أو لأن قيادات المعارضة غير مقنعة كبديل عن قيادات مؤسسات النظام، أو ربما الخوف من الحل الامني بشقيه الناعم والخشن، في ظل انتشار بعض التسريبات بالتهديد والتخويف من انقسام وحرب أهلية وانعدام الأمن مقابل المطالبة في الإصلاح .
وأقول كفلسطينية وليس فقط كأم لأبناء أردنيين " أنا أيضا أريد محاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة والتوزيع العادل للثروات، أنا أريد أمنا سياسيا واقتصاديا ومائيا وغذائيا وكل اشكال الأمن لي ولأبنائي ولكل أبناء الأردن، أنا أريد مستقبلا مشرقا بالحرية لأبنائي ولأحفادي ولكل الأجيال القادمة يستحق مني التضحية من أجل الأردن بالغالي والنفيس، كما هن كل حرائر الأردن شرق أو غرب أردنيات، نحن ننتمي لهذا البلد ليس لأن أبناءنا شرق أردنيين ولكن لأننا ولدنا وتربينا وترعرعنا هنا على ثرى الأردن الطاهر ولا أقل من رد الجميل، وهذا لا يعني أننا نسينا فلسطين، فلا يتعارض تأدية واجب الانتماء للأردن مع التمسك بحق العودة لفلسطين، سنحمي الأردن نحن وأبناؤنا ولن أهرب بأبنائي خوفا فلن تكون هناك هجرة من الأردن ، ولن يشهر الأخ السلاح في وجه أخيه، بل سنقف صفا واحدا لحماية الأردن من الفاسدين العابثين بمقدراته وأمنه، وسيجمعنا جيش واحد وكل الأحرار محدد البوصلة لاجتثاث الكيان المسخ -الكيان الصهيوني- وسيبقى السلاح الأردني بشقيه الشرقي والغربي مشهرا نعم .. ولكن في وجه "العدو الصهيوني".
لنعد للوراء، فلنقل من "هبة نيسان 1989" ، طالما ما ارتبطت الحراكات الشعبية في الشارع الاردني والتي تقودها المعارضة وعلى رأسها الحركة الاسلامية -ارتبطت بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر واعتداءات على الأراضي والمقدسات والأرواح، وإذ تعتبر القضية الفلسطينية نبض كل مسلم وعربي وحر في العالم وليس الأردن فقط، تجاوزت أعداد المشاركين في بعض الفعاليات 30 ألفا، وأما مشاركة المخيمات الفلسطينية فقد كانت ملحوظة، كما كانت دائما هناك حراكات أردنية تدين ما تتعرض له الشعوب العربية كغزو العراق ولبنان، وبقي الشعب الأردني بشقية الشرقي والغربي متأثرا ومتفاعلا ومساندا لقضايا امته العربية والإسلامية.
ولكن في الأشهر الماضية الأخيرة ومع هبوب نسائم الربيع العربي - وان كانت مخضبة بدماء الأحرار والحرائر والأطفال - بدأ الحراك في الاردن يتوجه نحو الأردن وقضايا الأردن والمشاكل التي يتعرض لها المواطن الاردني من كبت الحريات والظرف الاقتصادي المنهار والبطالة والاستنزاف للمواطن وسوء الخدمات، وكانت باكورة الحراك اعتصام الداخلية، و إذا ما قمنا بمسح سريع للمشاركين في تلك الفعالية سنجد مشاركة ملحوظة من "غرب أردنيين" من "الشباب " من "ابناء الحركة الاسلامية"، وهذا مايبرر بعض المطالب والتي تدور حول القضية الفلسطينية، وبدأت ردود الفعل نحو ذلك الحراك بين مؤيد ومتهم، واللافت للنظر أن المشاركة ل"غرب الأردنيين" في حركة الإصلاح الأردني كانت منذ اللحظة الاولى وأيضا موضوع بعض المطالبات كان موجها للقضية الفلسطينية، وهنا مربط الفرس، ما المقصود ب"الإصلاح "؟ ، وما هو الهدف من "الإصلاح؟ كما يرتئيه المشاركون.
هل الإصلاح مرتبط بزيادة حصص المقاعد في مجلس النواب؟ أم إلغاء جريمة الصوت الواحد؟ أو فتح مكتب ل"حماس " في الأردن؟ او إلغاء جهاز المخابرات؟ هل المقصود الإصلاح السياسي والاقتصادي والخروج بآلية نظام للرقابة والمحاسبة لكل مؤسسات الوطن الحكومية والأهلية؟ أو الإصلاح لتأسيس جيش شعبي لتحرير الأقصى؟ هل الإصلاح طريق لتحرير فلسطين؟ أم الإصلاح للنهوض بالأردن وحماية مقدراته ووقف النهب لمؤسساته ومص دماء المواطنين؟
ونتساءل لماذا لم تصل نسبة المشاركة في الحراك من أجل الإصلاح في أي نشاط حتى الآن ما كانت تصل إليه في مسيرة تندد بمجزرة جنين مثلا؟
ربما يعود السبب أن فكر الحراك من "أجل الأردن" مستجد على الشعب الأردني، أو أن الأغلبية المشاركة سابقا في نشاطات المعارضة المؤيدة للقضية الفلسطينية لم تشارك، أو أن المعارضة الأردنية لم تقنع الشعب الأردني بعد بجدوى هذه الحراكات للإصلاح سواء أن أسلوبها لم ينضج لمخاطبة الشعب الاردني باحتياجاته كشعب اردني أو لأن قيادات المعارضة غير مقنعة كبديل عن قيادات مؤسسات النظام، أو ربما الخوف من الحل الامني بشقيه الناعم والخشن، في ظل انتشار بعض التسريبات بالتهديد والتخويف من انقسام وحرب أهلية وانعدام الأمن مقابل المطالبة في الإصلاح .
وأقول كفلسطينية وليس فقط كأم لأبناء أردنيين " أنا أيضا أريد محاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة والتوزيع العادل للثروات، أنا أريد أمنا سياسيا واقتصاديا ومائيا وغذائيا وكل اشكال الأمن لي ولأبنائي ولكل أبناء الأردن، أنا أريد مستقبلا مشرقا بالحرية لأبنائي ولأحفادي ولكل الأجيال القادمة يستحق مني التضحية من أجل الأردن بالغالي والنفيس، كما هن كل حرائر الأردن شرق أو غرب أردنيات، نحن ننتمي لهذا البلد ليس لأن أبناءنا شرق أردنيين ولكن لأننا ولدنا وتربينا وترعرعنا هنا على ثرى الأردن الطاهر ولا أقل من رد الجميل، وهذا لا يعني أننا نسينا فلسطين، فلا يتعارض تأدية واجب الانتماء للأردن مع التمسك بحق العودة لفلسطين، سنحمي الأردن نحن وأبناؤنا ولن أهرب بأبنائي خوفا فلن تكون هناك هجرة من الأردن ، ولن يشهر الأخ السلاح في وجه أخيه، بل سنقف صفا واحدا لحماية الأردن من الفاسدين العابثين بمقدراته وأمنه، وسيجمعنا جيش واحد وكل الأحرار محدد البوصلة لاجتثاث الكيان المسخ -الكيان الصهيوني- وسيبقى السلاح الأردني بشقيه الشرقي والغربي مشهرا نعم .. ولكن في وجه "العدو الصهيوني".