الصين تجتاز أميركا خلال خمس سنوات

الثابت الوحيد في عالم اليوم هو التغيير ، ومن هنا تصعد الإمبراطوريات ثم تسقط. حدث ذلك لليونان والرومان والعرب والإنجليز والفرنسيين والسوفييت ، وسوف يحدث لأميركا، فما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع.
السر في ذبول وتراجع الإمبراطوريات هو التوسع ، حيث تأخذ على عاتقها مسؤوليات تفوق طاقتها الاقتصادية والبشرية. وذبول إحدى القوى المهيمنة يفتح الباب لصعود قوة جديدة تحل محلها.
ما يحصل الآن هو التراجع الحثيث لمركز أميركا العالمي ، فهي دولة تأخذ على عاتقها مسؤوليات حول العالم تفوق طاقتها ، وتمد رجليها إلى أبعد مما يسمح به فراشها ، وهي اليوم دولة مدينة ، تعاني من عجز في الموازنة ، والميزان التجاري ، وميزان المدفوعات ، وتواجه أزمة اقتصادية عنيدة.
الدولة الصاعدة ، المرشحة للمركز الأول عالمياً هي الصين التي تجاوز اقتصادها اقتصاد اليابان قبل عامين ليصبح ثاني أكبر اقتصاد قومي في العالم. ويقول المحللون للمستقبل أنه إذا استمرت معدلات النمو الراهنة ، فإن الاقتصاد الصيني سيصل إلى نقطة التعادل مع الاقتصاد الأميركي في عام 2017 ، ويصبح بعد ذلك الاقتصاد الأول.
القوة الاقتصادية تترجم نفسها إلى قوة عسكرية وقوة سياسية ، وبذلك تملك الصين جميع مقومات القطب العالمي الأول بعد خمس سنوات ، ما لم تحدث مفاجأة ليست بالحسبان ، مثل ربيع صيني على الطريقة العربية!.
كان النظام العالمي حتى مطلع التسعينات يعيش عصر القوتين العظميين ، معسكر غربي رأسمالي بزعامة أميركا ، ومعسكر شرقي اشتراكي بزعامة الاتحاد السوفييتي. لكن الأخير إنهار ذاتياً دون إطلاق رصاصة واحدة ، فانفردت أميركا بزعامة العالم واصبح النظام العالمي يقوم على أساس القطب الواحد.
لكن دوام الحال من المحال ، ولن تستطيع أميركا أن تظل تتربع على قمة النظام العالمي لأكثر من ربع قرن ، وقد بدأت بالفعل بوادر تعددية الأقطاب ، فهناك روسيا ، والاتحاد الأوروبي والصين. لكن هذه التعددية القطبية قد تكون مرحلة انتقالية تفصل بين زعامة الغرب للعالم وهي في طريق الأفول ، وزعامة الشرق للعالم بزعامة الصين وهي في طريق البزوغ.
تحسن الدول الصغيرة صنعأً إذا أخذت بالاعتبار أن العالم لن يظل طويلاً تحت الجناح الأميركي ، وأن هناك عملاقاً آخر في طريقه إلى القمة ويمكن المراهنة عليه.
( الراي )