البرايسة يكتب : الأذكياء فقط يطفئون نارهم بماء الحكمة

تم نشره الأحد 09 أيلول / سبتمبر 2012 07:15 مساءً
البرايسة يكتب : الأذكياء فقط يطفئون نارهم بماء الحكمة

المدينة نيوز - خاص - كتب  النائب محمد راشد البرايسه - :

نراقب الأحداث التي فرضت نفسها على أجندة الجميع، ورغم محاولاتنا أن لا تتوه الخطى بسبب عدم امتلاك بوصلة الاتجاه الصحيح.. إلا أن الواقع فرض نفسه.. حيث أن التنبؤ بحد ذاته لم يعد محض تفاؤل وحُسن نوايا، وأصبح مجازفة لا يستطيع المرء التسليم بها عند إمعان النظر في عمق الأزمة.. حقيقة يجب الإعتراف بها: لم نعد نقوى على تحديد الجهات الأربع، القابعون في مراكز السلطة والقرار وكذلك المعارضون.. حتى الشعب نفسه لا يدري بأي إتجاه يسير.. كلُ ذَهبَ مع الريح... البوصلة مُصابة بالدوار.. والأفق لا يسند بصرنا.
وهنا لا بد من إطلاق التحذير.. حيث أنه وعند إندلاع الحرائق، فإن النار تُفصح عن شهوة لا نهائية للافتراس والتدمير، ويكشف اللهب عن جوعه فيبدأ بإلتهام كل شيء. يهب الجميع لإطفائها، ويصبح الصراع بين الماء والنار لعبة حياة أو موت، لا تنتهي إلا بفناء أحد الطرفين مخلفاً وراءه خسائر عنيدة ومفضوحة. وفي حموة الصراع، تصبح العَجَلة هي ديدن الطرفين، فإن لم تجد النار ما تأكله، فإنها تأكل نفسها حتى تفنى فيها. وفي غمرة تَعَجل الماء لإنهاء الصراع لصالحه، فإنه قد يغفل عن جمرة صغيرة توارت بسؤ نية مبيت بإنتظار الفرصة، وفي لحظة غفلة، تُعيد تلك الجمرة نفخ روحها الخبيثة وتعاود الاشتعال في محاولة لإشباع جوعها الملعون.
هكذا هو حالنا.. نشعل الحرائق بايدينا ونعجز في السيطرة عليها، ولا يكون أمامنا سوى خيارين. إما أن نتركها تقضي على الأخضر واليابس وتحيلنا إلى بقايا مدمرة وحطام أسود لا يصلح لشيء، أو نحاول إخمادها على عَجَل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتلافياً للخسائر. دون أن ننتبه لتلك الجمرة الصغيرة المتوارية بخبث تحت الأنقاض.
الأذكياء فقط، هُم مَن يطفئون نارهم بتؤدة، ويعاملونها بما يليق بها مِن حرص حتى يأمنوا غدرها. فكل مرحلة يجب أن يُطفأ لهيبها بماء الحكمة الذي يحارب لهب التسرع والغباء، ويُخمد نار الغضب والكراهية، فلنتأكد من إطفاء جذوة كل مرحلة بما يليق بها، والانتباه لتلك الجمرة الصغيرة المتوارية التي تتحين أي لحظة غفلة لإشعال نار الفتنة بين الواقع والأمنيات.
جملة القول وفصله وختامه ومعناه.. إن الأوضاع الراهنة بكل متغيراتها العميقة تحتاج منّا إلى نظرة مختلفة ورؤية جديدة بقدر ما استجد مِن معطيات باتت تُحتم حُسن قراءة الواقع واستخلاص النتائج.. وليعلم الجميع أن هدير الناس الغاضبة ليست هدفاً في حد ذاته، وإنما هو مجرد وسيلة اضطرارية لكسر حالة الجمود والترهل التي أصابت الحكومات المتعاقبة.. وكذلك لحالة الشطط في نهج بعض المعارضين الذين تحولوا الى "بنادق إغتيال ".. لذا فإنه لا بد أن نبدأ، ومن الآن، وأن تكون بداية جادة وصحيحة لتحديد الملامح الأساسية في استراتيجية محددة الخطوات وواضحة الاتجاهات وصوب الأهداف التي يتوخاها ويقصد تحقيقها الجميع.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات