«زعران » يوهمون مرضاهم أنهم أطباء ليسرقوهم في مستشفيات حكومية
المدينة نيوز - يوهمون مرضاهم بأنهم أطباء لكنهم في حقيقة الامر مجرد « زعران». نضير القواس(73 عاما ) توجه إلى مستشفى الامير حمزة قاصدا العلاج لكنه لم يتموع أن يكون ضحية عملية سرقة ابطالها هؤلاء الـ»زعران» المنتحلون لصفات أطباء.
القواس بدأت قصته عندما أدخل إلى المستشفى بعد حالة إغماء أصابته في رمضان الماضي، ليتعرض لـ»سطو ناعم»، حيث سرق هاتفه، وما يحمل من نقود، ثم خرج من المستشفى دون أن يعرف المرض الذي دخل لعلاجه.
تعترف إدارات مستشفيات حكومية أن بعضها صارت مكانا لعمليات السطو، والنهب، والترويع،من قبل أصحاب سوابق، أونشالين ممن يطلق عليهم بـ»الزعران» يطوفون أروقة تلك المستشفيات، وينتحلون صفات أطباء، ويصرفون الادوية للمرضى أحيانا، في ظل غياب كامل للرقابة الأمنية عليها في تلك المستشفيات التي لم تحرك ساكنا حتى وقت كتابة هذه السطور.
(الرأي الالكتروني) نقلت هذه القصة الغريبة التي عاشها المواطن القواس كما رواها، حيث يؤكد أنه رقد في المستشفى ثلاثة أيام، وبعد سلسلة من الفحوصات والصور والإجراءات الطبية، بدأت فجر اليوم الثالث مشاهد مأساة القواس مع (الزعران الأطباء).
يقول: «في الساعة الـ 12 من فجر اليوم الثالث جاءني شخص يرتدي «مريول» طبيب، وسألني: أنت فلان؟ قلت: نعم. قال: حضر نفسك لصورة طبقية في الصباح، لا تأكل ولا تشرب شيئا».
«وبعد ساعة طرق باب الغرفة التي ارقد فيها ثلاثة أشخاص، يحمل أحدهم كرتا أبيضا، وقالوا: لك صورة أشعة صباحا، فقلت لهم: جاء قبل ساعة شخص وابلغني بالصورة، فردوا بالإيجاب.
«وفي الرابعة فجرا جاءني شخص يرتدي لباس الطبيب، ويحمل كرتا ابيضا، وأمرني أن أتناول ثلاثة أنواع من الأدوية قال إنها لأجل الصورة، فقلت له: ابلغوني أن أبقى صائما، فكان جوابه «ما تخاف هذا العلاج لا يؤثر على إجراء الصورة».
هنا انتاب القواس حالة من الخوف والشك ، بعضهم يقول لا تأكل شيئا، والبعض الآخر يأمره بأخذ أدوية، وهو لا يملك إلا أن يطيع كل أمر يوجه إليه.
يضيف القواس: في السابعة صباحا جاءني شخص يحمل كرتا ابيضا، وقال لي أنا طبيب الأشعة، أين الصورة، قلت له لم تجر بعد، فرد حضر نفسك إذا، وادخل الحمام وحاول التخلص من كل ما في بطنك، لتكون جاهزا لها.
نفذت الأوامر، فدخلت الحمام، وعندما خرجت منه إذا به يقف أمامي قائلا: ابقى واقفا ووجهك إلى الحائط وارفع رجلك اليمنى، ولا تتحرك حتى أحضر مريضا آخر وأنزلكما معا إلى الأشعة.
غاب طبيب الأشعة قليلا ثم عاد وقال: ما زلت واقفا، تمدد على السرير، وارفع رجلك، واعطني ما بحوزتك لكي أضعه في الأمانات، فناولته هاتفي المحمول، و(275) دينارا، كنت أحملها لدفع تكاليف المستشفى، وقال سأضعها في الأمانات، واحضر المريض الآخر وآتي فورا.
لكن طبيب الأشعة خرج ولم يعد، وبقيت لوقت طويل ممددا على السرير، رافعا قدمي، بتعب ومعاناة لا يعلم بها إلا الله.
يضيف: نهضت عن السرير وذهبت إلى «الكاونتر» وسألتهم أين طبيب الأشعة؟ قالوا لم يحضر بعد. قلت أتاني شخص وقال لي أنا طبيب الأشعة، وأخذ هاتفي، وما أحمل من نقود ليضعها في الأمانات، فردوا لم نستلم شيئا، نحن من يحضر الأمانات وليس طبيب الأشعة.
قلت «إذاً من؟ قالوا هؤلاء زعران ونشالون، وقد تكررت هذه الحالة أكثر من مرة، فسألت: ماذا افعل ؟ قالوا انزل وبلّغ الشرطة، قلت أنا مريض ولا أعرف في أي طابق أنا الآن، فردوا «خالو ما النا علاقة».
الغريب أن رد إدارة المستشفى كان باردا، وكان جوابها للمواطن الذي استغاث بها، ان هذه القضية تتكرر كثيرا، وان إحدى النساء اللواتي دخلن المستشفى في رمضان سرق ذهبها، ونحن لا نستطيع ان نراقب كل داخل وخارج.
وذهب مدير المستشفى ابعد من ذلك عندما قال للمريض، أنا لا أستطيع أن أحمي الأطباء الذين تتعرض سياراتهم للسرقة باستمرار، مشيرا الى أن المستشفى بصدد وضع كاميرات مراقبة للحد من ذلك.
المواطن أقسم أن لا يعود للمستشفى مرة أخرى، فقد خسر صحته، ولا يعرف حتى اللحظة ما سبب حالة الإغماء التي تعرض لها، وخسر هاتفه وما يحمل من نقود، وتعرض لإهانة وترويع منظم، في صرح طبي يفترض ان يوفر أدنى أسباب الكرامة والأمن للمرضى.
بعد كل ذلك، ثمة أسئلة تطرحها أحداث القصة، كيف دخل هؤلاء الزعران إلى المستشفى في وقت متأخر؟، وأين أمن المستشفى الذي من المفترض ان يكون مراقبا لكل كبيرة وصغيرة ؟، وكيف حصلوا على زي الطبيب ؟، ومن اخبرهم ان لهذا المريض صورة أشعة ؟، وكيف حصلوا على الدواء الذي أعطوه للمريض ؟، ومن يتحمل المسؤولية في حال حدث للمريض شيء ؟، ولماذا لم تعلن إدارة المستشفى عن حالات السرقة والسطو التي تمارس داخل المستشفى لينتبه المرضى ؟.
في ظل هذا التردي، والسقوط الأمني الكبير، هل ستحظى المستشفيات الحكومية بحملة أمنية كبيرة تخلصها من «الزعران وزوار الفجر»، كتلك التي تنفذ في العاصمة، ومحافظات الأردن الأخرى؟.
( الرأي )