الروابده يروي قصته بعد مطالب باعتقاله مع نجله الوزير
- المدينه نيوز - : ينطوي الإنطباع السائد وسط النخبة السياسية والبيروقراطية الأردنية حول نهايات حادثة (منزل الروابده) على خطأ بصري واضح.
المسألة وإن أخرجت مخطط التشهير برموز الدولة من الخدمة فرضت ظلالها بقسوة على الواقع المحلي خلال يومين بعد الحادثة الأليمة التي شكلت عنوانا عريضا لحالة غياب مقلقة لمؤسسة القانون.
عمليا لا أحد يعرف بصورة محددة ما الذي حدث قبل وقوع الصدام بين أربعة نشطاء في الحراك وأنصار رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابده.
لكن الإنطباع الذي تبناه الإعلام في اليوم التالي يبدو واثقا بأن جهة ما في أوساط الدولة والقرار سمحت بولادة المشهد بل ورسمته عندما تغيب رجال الأمن والقانون عن مسرح الصدام.
والقصة لم تنتهي ببساطة خلافا للإيقاع الرسمي السائد فصور فيديو ما حصل للناشط حسام العبدللات في مقدمة الشارع الذي يؤدي لمنزل الروابده إنتشرت كالنار في الهشيم والجبهة الموحدة للمعارضة التي دعمت فكرة التشهير برموز الدولة أصلا تبدو متهيئة لإستئناف نشاطها ومتابعة القضية كما قال للقدس العربي المحامي موسى العبدللات.
صفحات فيس بوك المؤيدة للحراك تعج بالتعليقات والبيانات التي تطالب مؤسسات الدولة بالقبض على الشبان الذين ضربوا ناشطين سياسيين على مشارف منزل الروابده الرجل الثاني في مجلس الأعيان.
والمحامي العبدللات بإسم موكله الجريح يجدد المطالبة بتوقيف الروابده نفسه ونجله الوزير في الديوان الملكي عصام بتهمة التحريض على ضرب ناشطين سياسيين حضرا في إطار تعبير سلمي يسمح به القانون.
لا يبدو بالمقابل أن أي تحقيق من أي نوع لحق بهذا الصدام الذي إتخذ إتجاهات جهوية وعشائرية لكنه أساء تماما لصورة القانون وهيبته كما لاحظ الكاتب السياسي محمد أبو رمان.
والناشط الجريح حسام العبدللات رفض توقيع إفادته حول ما تعرض له عند الشرطة التي زارته في المستشفى للبحث عن الفاعل ..رغم ذلك لا يجد مشروع الرجل الخاص بالتشهير بالروابده أو غيره تأييدا حقيقيا حتى من اوساط الحراك والمعارضة وإن كان تصرف أنصار منفلتين للروابده قد أثار في الوقت نفسه عاصفة من الجدل.
حجم التركيزعلى مرجعية الروابده كأبرز ركن من أركان الدولة في مجال التشريع والقانون دفعه لإعلان تصريح عبر إحدى المحطات الفضائية يتحدث فيه عن وجهة نظره فيما حصل قبالة منزله وسط العاصمة عمان.
الروابده دافع عن زواره الذين تجمعوا بالمئات عنده قبل الحادثة قائلا أنهم شرفوه بالحضور والتضامن مشيرا لإنه لم يقدم الدعوة لأي شخص شارحا الأمر ببساطة على النحو التالي : الذي حدث أن شخصا اعلن أنه سيأتي امام منزلي ليرفع يافطات، واجتمع بعض احبائي الذين لم أدعوا واحدا منهم للحضور، لكنهم شرفوني بالحضور، وكانوا على بعد كيلو ونصف من بيتي، وجرى بينهم وبين القادمين صدام لا اعرف نتائجه.
طبعا الروابده السياسي المحنك يعرف نتائج ما حصل فقد إتهم فورا بتأسيس ميليشيات وطعن أنصار له رجلين وتم تصويرالناشط حسام العبدللات وهو يجرد من ملابسه ويضرب في حفلة إذلال واضحة على بوابة رئيس الوزراء الأسبق.
لكن كثيرون لا يستطيعون رغم إستيائهم من إنفلات بعض أنصار الروابده إلا تفهم خلفيات ما حصل فالتشهير خلافا للقانون وللتعبير السلمي ولأخلاقيات الأردنيين بأي رجل بدون أدلة وفي الشارع العام وأمام منزله سلوك لا يمكن قبوله على حد وصف النائب البرلماني خليل عطية.
مقابل ذلك يرى المحامي العبدللات ومعه الناشط مشعل المجالي أن الإستقبال الذي حصل على بوابة منزل الروابده مخالف تماما لأعراف وتقاليد الشعب الأردني.
الروابده قدر لمن تضامنوا معه وقوفهم إلى جانب شخص يعتقدون انه تعرض للظلم والكيدية, وحسام العبدللات أعلن بأن ضربه والإعتداء الوحشي عليه لن يثنيه عن العودة لبرنامجه المعلن في التصدي مجددا لشبكة الفساد والفاسدين.
.. الجميع في الأردن وبعد يومين من الجدل والإثارة بعنوان حادثة منزل الروابده مهووس بالسؤال التالي: من الذي يمكن أن يلام تجاه المشهد المأساوي الذي إلتقطته عدة فضائيات لمئات الأشخاص وهم يضربون ناشطا واحدا أمام الكاميرات على عتبة شخصية من أبرز الشخصيات السياسية والقانونية الأردنية؟.
بالنسبة لأوساط الروابده لم يكن من الممكن إحتواء أو رشدنة مشاعر الناس التي إستفزت بعد الإصرار على التشهير بالرجل أمام منزله وأغلب التقدير أن الروابده وهو احد الزعماء الوطنيين بدون شكوك ضغط من أجل تجاوز المشهد أمنيا على مستوى الدولة قبل حصوله لكن السلطات لم تتصرف مع قضية التشهير بالرموز وتركت الأمر يتواصل.
وبالنسبة للناشط حسام العبدللات ورفاقة مثل مشعل المجالي ما حصل يثبت عمليا صلابة الحماية التي تساند مؤسسة الفساد.
لكن هذا المنطق لا يجيب على الملاحظات الحيوية حول الإتهامات الجزافية بالفساد في الشارع وبدون أدلة أو براهين.
الخاسر الأبرز من موقعة منزل ا لروابده هو الأردن وسمعة القانون وهيبته والجميع يلح على طرح السؤال السر: لماذا غابت المؤسسة الأمنية عن المشهد أصلا وبالتالي سمحت به؟
القدس العربي.