سلطة أوسلو أمام.. ساعة الحقيقة!

تم نشره الإثنين 10 أيلول / سبتمبر 2012 01:17 مساءً
سلطة أوسلو أمام.. ساعة الحقيقة!
محمد خروب

باقتراب الذكرى رقم (19) للتوقيع على اتفاق اوسلو الذي كانت «السلطة» أحد ابرز إفرازاته، يمكن القول إن الأزمة «المركبة» التي تعيشها سلطة رام الله هي - في القراءة غير المتسرعة - غير مسبوقة وتضع أركانها أمام ساعة الحقيقة لأول مرة، بعد أن استطاعت تسويق اتفاقها المشؤوم هذا بطرق عديدة اعتمدت في معظمها على التضليل والتدليس وقلب الحقائق ودائما في إطلاق الوعود ومخاطبة غرائز وعواطف الشعب الفلسطيني واستغلال توقه إلى الحرية والانعتاق والاستقلال وتقرير مصيره بنفسه بعيدا عن الوصاية والهيمنة وكل ما تعرض، ويتعرض له، على ارض وطنه وفي الشتات من عسف واضطهاد وتمييز وعنصرية ومسّ بالكرامة ومطاردات لا تنتهي...
 
سلطة اوسلو إذاً لم يعد لديها ما تخفي به عريها، وبعد ان غدا رصيدها صفراً على مستوى السياسة كما الاقتصاد وتقريباً في كل ملف له علاقة بالتحرير أو إقامة الدولة (دعك من حكاية الدولة غير العضو في الأمم المتحدة التي باتت لعبة استمرأتها السلطة وأرادت إلهاء شعبها عن عمق وضخامة المشكلات التي تواجهه) أو حتى بتحسين ظروفه المعيشية التي روج لها كثيراً رئيس الحكومة «المزمن» سلام فياض والذي باتت «ورقته» هو الآخر محروقة بعد أن انفجرت «فقاعة» النمو الذي صدعوا رؤوسنا بالنسب المرتفعة التي حققها وما بات عليه فلسطينيو الضفة من «رخاء» وتراجع البطالة وظهور «طبقة» من المستثمِرين ورجال الأعمال الذين ملأوا فنادق رام الله ومقاهيها بالرواد ومن ظهرت عليهم نعمة نظرية خرّيج صندوق النقد الدولي الذي يرأس حكومة السلطة وممنوع على أحد أن يبعده عن وزارة المالية التي جاء إليها في عهد عرفات (رغماً عن عرفات بالطبع) وتحت رئاسة محمود عباس الذي فرض هو الآخر على «الختيار» بعد أن ضَعف وحًُوصر وأُجبر على دفع الفاتورة الذي ورّط نفسه فيها، سواء عبر التوقيع على اوسلو، ظناً منه انه أكثر ذكاء ودهاء من أحفاد موسى وعبدة العجل الذهبي أم من احاطة نفسه بمجموعة من المستشارين والمناضلين الذين انقلبوا عليه بل كانوا عيون إسرائيل في ديوانه...
 
هل قلنا فيّاض؟
 
نعم، فالرجل الذي كال له المسؤولون الأوروبيون والأميركيون وخبراء الصندوق الدولي المديح وأضفى عليه «خبراء» إسرائيل «الأمنيّون» حالة من الأهمية, بل قال احدهم إن ما ينفذه سلام فياض يكاد يكون استنساخاً لتجربة بن غوريون، ما دفع لوصفه بأنه «بن غوريون فلسطين», اذا ما تذكرنا بالطبع أن الرجل اخترع لنفسه نظرية تقول: إن الدولة الفلسطينية تُبنى من تحت وإن عليه واجب بناء مؤسسات هذه الدولة من أسفل, في إدارة ظهر واضحة لأبسط قواعد إدارة الصراع ضد احتلال استيطاني إحلالي استعماري يستهدف الأرض والأرض الخالية من السكان أولاً ودائماً..
 
واصل فياض الترويج للشعار الذي اخترعه لنفسه (اقرأ للشعب الفلسطيني ولسلطة اوسلو) وراحت وسائل الإعلام وخصوصاً الإسرائيلية والأوروبية والأميركية, تخترع إنجازات وأرقاماً ونسباً وهمية، وقع الفلسطينيون ضحية سذاجتهم, ولم يكن شيء صادق في كل هذه البروباغندا سوى التنسيق الأمني الذي لم ينقطع للحظة, حتى بعد أن أنهى الجنرال الاميركي دايتون مهمته وجاء جنرال آخر (اسود البشرة أيضاً كما دايتون) ليكمل المشوار.
 
الآن وقد حانت ساعة الحقيقة، اكتشف الفلسطينيون الغلابا والفقراء وبقايا الجزء الأدنى من الطبقة الوسطى, حيث لا استثمارات ولا مشروعات ولا دورة إنتاج حقيقية (بالمفهوم الاقتصادي والتنموي) انهم كانوا يعيشون في فقاعة, وها هي انفجرت الآن، فخرجوا على السلطة شاهرين حناجرهم ويافطاتهم وغضبهم وطالبوا باقالة «مهندس بناء الدولة من تحت» فماذا كان رد سلام فياض؟
 
خرج الدكتور عبر الفيس بوك ليقول لهم «انه ليس بحاجة إلى نصائح بالرحيل فأنا (والقول له) في مهمة وليس في وظيفة» ولسنا في حاجة إلى اكمال ما كتبه على صفحته الالكترونية, ولكن، ومن اجل التحليل، نقتبس فقرة أخرى «... انا لست متمسكاً بمنصبي غير اني متمسك بتقديم الخدمة لأبناء (شعبي) حتى آخر لحظة له... كمسؤول»!!..
 
دعونا نتساءل هنا: مَنْ الذي انتدبه لهذه المهمة؟ بل قبل كل شيء، ليقول لنا طبيعة هذه المهمة, ثم أليس لهذه المهمة من وقت تنتهي فيه و... أليس هناك مَنْ يملك الصلاحية ليقول له: انتهت مهمتك؟ وأسئلة أخرى عديدة - رغم التناقض الذي وقع فيه عندما قال انه متمسك بتقديم الخدمة.. مسوؤل؟ - مسؤول أم صاحب مهمة؟ وهل هي مهمة اقتصادية أم سياسية أم انتداب الهي ممنوع السؤال عنه؟..
 
ودائماً... أليس الذين خرجوا إلى الشارع يطالبون باستقالتك, يعفونك من هذه المسؤولية ويقولون لك علناً إنك فشلت في وظيفتك اسف... اقصد مهمتك؟
 
ثمة ما هو خفي لا نعلمه نحن وربما غيرنا, وإلا كيف يقول رئيس السلطة إنه متمسك به وانه – فياض – جزء لا يتجزأ من السلطة؟ ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات