اضرابات تثقل كاهل الخزينة

تم نشره الثلاثاء 11 أيلول / سبتمبر 2012 12:57 صباحاً
اضرابات تثقل كاهل الخزينة
حسين الرواشدة

إذا كانت الخسارات السياسية التي ندفعها يوميا غير محسوبة بالارقام، وان كانت باهضة، فان الخسارات الاقتصادية التي نحصدها بسبب “الاضرابات” العمالية المطالبية” تبدو مذهلة، ففي أسبوع واحد فقط شهدنا نموذجين احدهما لعمال الموانىء والآخر لموظفي الاراضي والمساحة، الاول مضى عليه حتى الآن سبعة أيام وكبّد الخزينة نحو 30 مليون دولار، فيما دخل الاضراب الثاني يومه الثامن وقدّرت الخسائر المترتبة عليه نحو 10 ملايين دينار.

أربعون مليون دينار خسرناها في أسبوع واحد، واذا اضفنا لذلك ما ترتب على الاضرابين من اضرار بمصالح الناس نتيجة الامتناع عن تقديم الخدمة لهم، ومن ارباكات” في عمل المؤسسات وهدر الوقت واضطراب في مزاج العاملين والموظفين، في مقابل “صمت” رسمي وعدم القدرة على التدخل وطرح الحلول المناسبة فاننا امام “حالة” غير مفهومة ولا مقبولة، اخطر ما فيها انها تحولت الى “ظاهرة” قابلة للاستنساخ، ولا يتحمل مسؤولية هذه الاضرار العاملون والموظفون الذين يطالبون بانصافهم وانما “الادارات” التي عجزت عن التواصل مع هؤلاء وتسوية قضاياهم وتطمينهم على “معيشتهم” وحقوقهم.

ظاهرة الاضرابات موجودة في العالم لكنها في بلادنا تأخذ اشكالا اخرى، فهي احيانا تعبر عن حالة “انتقام” يمارسها العاملون ضد مؤسستهم، وتعبّر احيانا اخرى عن صورة من التحدي للحكومات والمسؤولين، وقد تنحدر الى سياقات من “التعبير” عن الخيبة في الدولة بسبب غياب موازين العدالة او اضطراب المعايير او “الخوف” من المستقبل.

لا يجوز -بالطبع- النظر الى هذه الاضرابات المطالبية بمعزل عن الحالة السياسية العامة، فمعظم ما نشهده في الشارع وفي المؤسسات التي يخرج عمالها “للاحتجاج” ليس إلا الوجه الآخر “لعملة” الصراع على الاصلاح التي تعرضت -وما تزال- لمحاولات من الشدّ والجذب.. والغش ايضا.

يفترض، لا بل يجب،ان نخرج من لعبة “المشاهدة، فقد اكتشفنا بعد نحو عامين اننا ندور في حلقة “فارغة” ونخسر يوميا بلغة الارقام المحسوسة وبحسابات السياسة، ونقف عاجزين عن ادارة ملفاتنا وعن رؤية اخر النفق، لا ادري بالطبع لماذا، مع ان استحقاقات الاصلاح على كافة المستويات مقدور عليها واقل كلفة مما يتصور البعض ومع ان مطالب الناس بشقيها السياسي والاقتصادي لا تحتاج لكل هذا “الضجيج” الذي تصنعه الازمات واصداؤها في الشارع.

ببساطة يمكن للمسؤولين في بلادنا ان يتوجهوا على الفور لمناقشة “المضربين” في الميناء وفي الاراضي، وان يتوصلوا معهم الى توافقات مرضية، كما يمكن للمسؤولين ان يذهبوا الى الشباب الذين يحتجون ويعتصمون للرد على اسئلتهم وتبديد مخاوفهم والتداول حول مطالبهم لكن هذا للاسف لم يحصل.. ترى لماذا وصلنا الى هذا المنعطف المسدود؟ لماذا اسقطنا من حساباتنا لغة الحوار والتفاهم؟ ولماذا انحزنا الى الرهان على احتمالات قد لا تتحقق؟ لماذا وضعنا اكفنا على عيوننا وانشغلنا باحصاء الخسائر، فيما الاولى ان ننشغل بتعظيم المكاسب.
( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات