في الهزيع الأخير!

تم نشره الأربعاء 12 أيلول / سبتمبر 2012 01:04 مساءً
في الهزيع الأخير!
طارق مصاروة

الأزمة السورية خرجت، منذ أول رصاصة أطلقتها المعارضة، من يد السوريين وتمَّ تدويلها واقلمتها. وما جرى من المبادرات العربية، ثم مبادرات مبعوث الأمم المتحدة أنان، ثم تكليف الدبلوماسي العربي اللامع الأخضر الإبراهيمي، حتى وصلنا إلى الرباعية التي اقترحها الرئيس المصري.. والأحداث تبرهن أن السوريين بقوا خارج هذه التوليفات!!.
الآن انتهى الاجتماع التحضيري للجنة الرباعية في القاهرة بالدعوة إلى اجتماع وزراء الخارجية في العاصمة المصرية (وزراء مصر والسعودية وتركيا وإيران)..وفي الوقت ذاته يطير وكيل الخارجية الروسية بوغدانوف إلى باريس، حاملاً معه رسالة تثير الضحك وهي وعد من بشار الأسد بالتنحي «إذا اختار السوريون بديلاً آخر في الانتخابات» لكن بوغدانوف يحمل رسالة جدية في جيبه الآخر، تنسجم مع التحرك الإقليمي في القاهرة. والذي يعرف العقلية الروسية يجب أن يتأكد أن ما يقوله الدبلوماسي للإعلام غير ما يقوله في «الكي دورسيه» فلا أحد يراهن على شخص فقد شرعيته عملياً بإطلاق الجيش على الاحتجاج الشعبي السلمي!!.
هناك الآن طبختان:
- واحدة في المنطقة تضم تركيا وإيران وهما ضد ومع بشار الأسد، ومصر والسعودية وهما يعلنان هدفهما باسقاط نظامه.
- وواحدة في باريس بين الغرب وروسيا.. مع حليف الأسد وأعدائه!.
والحقيقة ان الذين يطبخون ازاحوا عقدة بقاء الرئيس السوري. فالمهم عندهم ما بعد بشار الأسد، فهناك تحسب إيراني وغربي وروسي - وهم هنا يلتقون كليا - من أن يكون انهيار نظام الأسد اشبه بانهيار نظام صدام حسين في العراق، فلا تعود السلطة المركزية الجديدة قادرة على السيطرة وتحكم بدلها .. الفوضى!! وإذا كان جبروت أميركا وحلفائها العسكري لم يضمن انفلات الأمور، فان من المؤكد أن الجيش السوري الذي فشل في تأمين النظام الذي صنعه كتيبة كتيبة ولواء لواء، وفرقة فرقة لن يكون قادرا على ضبط الفوضى المسلحة التي سترث الأرض وما عليها!.
السؤال الآن: كيف تتم المرحلة الانتقالية بين مغادرة الأسد، وإقامة حكومة انتقالية تضع دستوراً جديداً, وتجري انتخابات رئاسية ونيابية, وتشكل حكومة مستقرة, وتعيد الجيش إلى ثكناته.. وتعيد تأهيله. فالجيش السوري فقد قدرته القتالية؟!
- هذا السؤال يطرحه الروس والفرنسيون في زيارة بوغدانوف لباريس. وسيطرحه وزراء خارجية الدول الرئيسية الأربع في القاهرة. وسيكون الأخضر الإبراهيمي هو الذي يمسك بالخيوط ويتحرك بين القاهرة وباريس وقد يزور دمشق زيارة مجاملة.. ريثما ينتهي المجتمعون على موقف موحد. والضامن هذه المرة أن السعودية ومصر وتركيا قبلوا الجلوس مع الإيرانيين على طاولة واحدة لحل المشكل السوري, مثلما أن الضامن هو استعداد موسكو للعب دور آخر غير دورها في مجلس الأمن. وقد تكون وثيقة جنيف التي تطالب بها الآن هي المدخل لتقديم تنازلاتها. وهي قطعاً مستقبل تحويل الوثيقة إلى مجلس الأمن لتكون قراراً حسب المادة السابعة. أي بقرار وعقوبة. ولعل هذا ما يجعل الأسد يدخل القفص طوعاً. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات