خطوط التنويم والإرهاب

تم نشره الأربعاء 12 أيلول / سبتمبر 2012 01:08 مساءً
خطوط التنويم والإرهاب
رمزي الغزوي

إذا أردت أن تنيم عصفوراً تنويماً مغناطيسياً، عليك أن تضعه في وضع غير معتاد، ومن المفضل، وضعه على دفة ظهر، ثم تثبته حتى تخمد حركته، وتنتهي مقاومته، وعليك إبقاؤه بهذه الوضعية بضع دقائق، ثم اتركه، فلن يتحرك، لدقائق أخرى، أو لساعات ربما، وبالإضافة لنومه العميق، فهو يفقد الكثير من إحساسه، ولا يستجيب للألم، حتى يمكنك ذبحه، دون أن يبدي حراكاً!.

وتنويم الدجاج أسهل من ذلك بكثير، فما عليك إلا أن تخط خطاً بالطبشورة على الأرض، تحت رأس دجاجة، ثم تومئ إليها، لترى الخط، فتسكن مكانها، ولا تتحرك، وتخمد خمود الميت!.

وهناك ما هو أسهل من هذا وذاك. فعندما سقطت بغداد، سقوطها الأول، على يد التتار 656هـ، وجد تتاري نفسه أمام مجموعة هاربة من الناس، فأوقفهم، ولم يتوقف رعاشهم خوفاً، وأراد قتلهم، وكان بلا سيف، فخطّ لهم دائرة بعصاه، ثم أمرهم، أن يبقوا داخل محيطها، ريثما يعود بسيفه، فظلت الأجساد الهامدة على حالها، حتى عاد وحصد الرؤوس!.

هتلر (الفوهر)، وتعني القائد بالألمانية، نوّم الألمان قبل الحرب العالمية الثانية، تنويماً مغناطيسياً، بخط الصليب المعقوف، الذي هو شعار النازية، وكذلك بسحر شخصيته (الكاريزما) الدكتاتورية الآسرة، فساق الألمان إلى الهاوية، ومعهم العالم.

كذلك فعل موسوليني (الدوتشي)، بالإيطاليين إذ نومهم بطريقة هتلر، وكذلك فعلت الشيوعية بجموعها الغفيرة، وصدام حسين، فبيافطاته العريضة وشعاراته الرنانة، وصوره الكبيرة وجدارياته، التي انغرست في كل شبر من أرض العراق، وبعدد فاق عدد أهل العراق!، وبطاؤوسيته وضربه على أوتار العاطفة العروبية، ودغدغة مشاعر الجموع المتعطشة، نومنا بخط وهمي، ما أسرع ما انمحى عن وجه الأرض!.

قبل أحد عشر عاماً، أي بعد إسقاط برجي التجارة العالميين مباشرة، نوّم جورج بوش الابن الأمريكيين، والعالم معهم، بخطين اثنين، بدل الخط الواحد، هما 11 سبتمبر، وسماهما خطي الإرهاب، فسفك دماء شعوب آمنة، بحجة القضاء على بؤر الإرهاب، واحتلال بلداناً ورتع في بطونها، ونعلم أن اللاهث وراء مكافحة الإرهاب، كان إرهابياً ابن إرهابي!.

وستلاحقنا هذه الخطوط، وستبقى حجة تسوغ أي شيء وكل شيء، فحتى الثورة السورية البطلة، ثورة الشعب والناس الطامحين للحرية والكرامة، يسميها نظام الطاغية الأسدي بالحركة الإرهابية، ويسفك الدماء بهذه الحجة الفجة.

وسيبقى العالم داخل محيط وبنديرية الإرهاب. وسيصل الأمر حد أن تسطو حكومات على ناسها بهذه الحجة المعلبة، وسيطول الوجع، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات