الناشط.. والرمز

تم نشره الخميس 13 أيلول / سبتمبر 2012 07:08 مساءً
الناشط.. والرمز
محمد اكرم خصاونه


عشنا شهر رمضان المبارك الذي كان من المفترض منا جميعا ان نكون في عبادة وطاعة وتقرب لله واستغفار ودعاء وقراءة قرآن ، اضافة الى الإخلاص في العمل الموكل لكل شخص كل حسب عمله . لكن مما اثار الدهشة والإستغراب والتعجب بل الإندهاش مما نحن فيه ونعايشه من هذه المشاجرات وهذا العنف البغيض المقيت الذي يبعث في النفس أسى ولوعة على ما وصل بنا الأمر من استهتار بل إنفلات أخلافي وانعدام الوازع الديني ، إضافة لنسيان القانون والبعد عن الناحية الأمنية لأميال كثيرة وكاننا نعيش في غابات لا يحكما قانون رادع . ومارسنا استهتارا غير لائق ، فإذا ما تم قطع الماء اغلقت الشوارع وأحرقت الأطارات ، واذاما ساء فهم شخص لآخر حدثت مشاجرات ، واذا ما نشب خلاف بين إثنين اومجموعة اطفال وقعت صدامات ، وإذا ما اغلق أصحاب البسطات الطريق وقعت معارك وظهرت بطولات .

وقد يتسائل الكثير منا عن سبب هذا العنف الذي عشناه في رمضان الحالي والذي ودعنا حزينا متألما كئيبا على سؤ اعمالنا ، ممن لم يراع حرمة هذا الشهر وعاث فيه فسادا.

هل قلة المال من بعض الناس تدعوهم لمثل هذه التصرفات الهوجاء الرعناء؟ هل صوم رمضان في ظل ارتفاع درجة الحرارة يؤدي بالبعض لمثل هذا الطيش والتهور ؟ هل ضيق الصدر وعدم التحمل يجعل المرء يخرج بتصرفات غير مقبولة ؟

هل ما يجري من حولنا له دور في ما شهدنا من عنف ومشاجرات ؟ هل تهاون الأجهزة الأمنية في عدم تطبيق العقاب الصارم هو السبب ؟ هل الأمن الناعم جعل الأمور تزداد ميوعة من فئة متربصة من الزعران لتظهر عنفها وعدوانيتها على البلاد والعباد وومتلكات الناس ؟ هل العشائرية التي يتبجح بها ممن لا يعرف اسم العشيرة والقبيلة إلإ في مثل هذا الموقف له دور ؟ ولي سؤال هل العشيرة ترضى بتصرفات طائشة وتصرفات لا مسؤولة وغير منضبطة ممن يقوم بها من احد أبنائها؟

هل الأحكام الصادرة لا تفي بالغرض وغير رادعة بحق هؤلاء الخارجين عن القانون ؟

وقبل يومين شهدنا وشاهدنا نوعا جديدا من العنف إعتداء مجموعة من الشباب على ناشط أمام بيت ممن يوصف بأنه رمز من رموز الوطن والصور التى بثت والفيديو الذي رأيناه لا ينبئ بخير عن الوضع القادم إذا ما إستمر الحال على ما هوعليه ،وإذا ما استمرئ الرمز الوطني ما يحلو له بإحضار ثلة ممن يؤيدونه ويدعمونه ، وكأن الوطن عزبة له وملك يمينه ، للدفاع والهجوم على من يقترب من منزله .

أين الإتزان والتروي والحكمة الذي كان يجب عليك التحلي به والتصرف وفقه ؟

أين العقل ؟ اين المسؤولية؟ أين الإنتماء للوطن ؟ أين الإنضباط والألتزام بقواعد الشرف والعرف والدين والتقليد والأخلاق ؟

قد يكون الناشط اخطاء فهل يصل الجرم لمحاولة قتله وطعنه بهذه الصورة ؟ وبهذا العنف غير المبرر الذي شاهدناه ورأيناه ؟

ماذا سيقول لنا العالم إذا كان من يقال بأنه ابو الدهاء والحكمة وصاحب الطرفة ، يتصرف بهذه التصرفات غير المسؤولة؟

وهل وصل الأمر بمسؤولي الوطن أن يكون لديه من يأخذ الحق بيده ضاربا بقوانين البلد عرض الحائط ؟ وغير مهتم وعابئ لوجود جيش وامن وشرطة ونظام ودولة وقانون ؟

لك الله ياوطنا كم ستتحمل العقوق من ابنائك ، وأهلك وشعبك الذي لايهتم بك ولايحملك فوق أهداب العيون ، ولا يضعك تاجا فوق الراس ، لتبقى مهابا ، عزيزا ، أبيا .

وماذا سنقول للأخرين الخارجين عن لقانون إذا ما تصرفوا بغير حكمة وتصرفوا برعونة وطيش ، إذا ماشاهدو ورأوا رموز الوطن من يقوم بمثل ما يقومون به ؟؟

نتمنى أن يكون لرجال الأمن الدور الفاعل وإستعمال القسوة والبعد عن النعومة في التعامل ، إذا ما جد الجد ' '؟

وللشعب الطيب الكريم في وطني العزيزأقول لنتراحم ، لنعيش بمحبة ، لنتصافى ، لنحس بهم ووجع بعضنا بعضا ، وليكن الوطن هاجسنا الأول والأعظم في زمن يحسدنا الاخرون عليه مما نحن فيه من خيروطمأنينة ، وليكن الأمن شعارنا عملا و تطبيقا ،وإلتزاما وسلوكا وتصرفا ، وليكن عمل الواحد للجميع والجميع يعمل للوطن ولننهض بالوطن بعيدا عن الطيش والنزق والتهور والعصبية والعنصرية.

وحمى الله الأردن من عبث العابثين ، وحمى الله الأردن من طيش الطائشين ، وحمى الله الأردن من مكر الماكرين ،وغدر الغادرين. امين اللهم امين .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات