الناشط.. والرمز
عشنا شهر رمضان المبارك الذي كان من المفترض منا جميعا ان نكون في عبادة وطاعة وتقرب لله واستغفار ودعاء وقراءة قرآن ، اضافة الى الإخلاص في العمل الموكل لكل شخص كل حسب عمله . لكن مما اثار الدهشة والإستغراب والتعجب بل الإندهاش مما نحن فيه ونعايشه من هذه المشاجرات وهذا العنف البغيض المقيت الذي يبعث في النفس أسى ولوعة على ما وصل بنا الأمر من استهتار بل إنفلات أخلافي وانعدام الوازع الديني ، إضافة لنسيان القانون والبعد عن الناحية الأمنية لأميال كثيرة وكاننا نعيش في غابات لا يحكما قانون رادع . ومارسنا استهتارا غير لائق ، فإذا ما تم قطع الماء اغلقت الشوارع وأحرقت الأطارات ، واذاما ساء فهم شخص لآخر حدثت مشاجرات ، واذا ما نشب خلاف بين إثنين اومجموعة اطفال وقعت صدامات ، وإذا ما اغلق أصحاب البسطات الطريق وقعت معارك وظهرت بطولات .
وقد يتسائل الكثير منا عن سبب هذا العنف الذي عشناه في رمضان الحالي والذي ودعنا حزينا متألما كئيبا على سؤ اعمالنا ، ممن لم يراع حرمة هذا الشهر وعاث فيه فسادا.
هل قلة المال من بعض الناس تدعوهم لمثل هذه التصرفات الهوجاء الرعناء؟ هل صوم رمضان في ظل ارتفاع درجة الحرارة يؤدي بالبعض لمثل هذا الطيش والتهور ؟ هل ضيق الصدر وعدم التحمل يجعل المرء يخرج بتصرفات غير مقبولة ؟
هل ما يجري من حولنا له دور في ما شهدنا من عنف ومشاجرات ؟ هل تهاون الأجهزة الأمنية في عدم تطبيق العقاب الصارم هو السبب ؟ هل الأمن الناعم جعل الأمور تزداد ميوعة من فئة متربصة من الزعران لتظهر عنفها وعدوانيتها على البلاد والعباد وومتلكات الناس ؟ هل العشائرية التي يتبجح بها ممن لا يعرف اسم العشيرة والقبيلة إلإ في مثل هذا الموقف له دور ؟ ولي سؤال هل العشيرة ترضى بتصرفات طائشة وتصرفات لا مسؤولة وغير منضبطة ممن يقوم بها من احد أبنائها؟
هل الأحكام الصادرة لا تفي بالغرض وغير رادعة بحق هؤلاء الخارجين عن القانون ؟
وقبل يومين شهدنا وشاهدنا نوعا جديدا من العنف إعتداء مجموعة من الشباب على ناشط أمام بيت ممن يوصف بأنه رمز من رموز الوطن والصور التى بثت والفيديو الذي رأيناه لا ينبئ بخير عن الوضع القادم إذا ما إستمر الحال على ما هوعليه ،وإذا ما استمرئ الرمز الوطني ما يحلو له بإحضار ثلة ممن يؤيدونه ويدعمونه ، وكأن الوطن عزبة له وملك يمينه ، للدفاع والهجوم على من يقترب من منزله .
أين الإتزان والتروي والحكمة الذي كان يجب عليك التحلي به والتصرف وفقه ؟
أين العقل ؟ اين المسؤولية؟ أين الإنتماء للوطن ؟ أين الإنضباط والألتزام بقواعد الشرف والعرف والدين والتقليد والأخلاق ؟
قد يكون الناشط اخطاء فهل يصل الجرم لمحاولة قتله وطعنه بهذه الصورة ؟ وبهذا العنف غير المبرر الذي شاهدناه ورأيناه ؟
ماذا سيقول لنا العالم إذا كان من يقال بأنه ابو الدهاء والحكمة وصاحب الطرفة ، يتصرف بهذه التصرفات غير المسؤولة؟
وهل وصل الأمر بمسؤولي الوطن أن يكون لديه من يأخذ الحق بيده ضاربا بقوانين البلد عرض الحائط ؟ وغير مهتم وعابئ لوجود جيش وامن وشرطة ونظام ودولة وقانون ؟
لك الله ياوطنا كم ستتحمل العقوق من ابنائك ، وأهلك وشعبك الذي لايهتم بك ولايحملك فوق أهداب العيون ، ولا يضعك تاجا فوق الراس ، لتبقى مهابا ، عزيزا ، أبيا .
وماذا سنقول للأخرين الخارجين عن لقانون إذا ما تصرفوا بغير حكمة وتصرفوا برعونة وطيش ، إذا ماشاهدو ورأوا رموز الوطن من يقوم بمثل ما يقومون به ؟؟
نتمنى أن يكون لرجال الأمن الدور الفاعل وإستعمال القسوة والبعد عن النعومة في التعامل ، إذا ما جد الجد ' '؟
وللشعب الطيب الكريم في وطني العزيزأقول لنتراحم ، لنعيش بمحبة ، لنتصافى ، لنحس بهم ووجع بعضنا بعضا ، وليكن الوطن هاجسنا الأول والأعظم في زمن يحسدنا الاخرون عليه مما نحن فيه من خيروطمأنينة ، وليكن الأمن شعارنا عملا و تطبيقا ،وإلتزاما وسلوكا وتصرفا ، وليكن عمل الواحد للجميع والجميع يعمل للوطن ولننهض بالوطن بعيدا عن الطيش والنزق والتهور والعصبية والعنصرية.
وحمى الله الأردن من عبث العابثين ، وحمى الله الأردن من طيش الطائشين ، وحمى الله الأردن من مكر الماكرين ،وغدر الغادرين. امين اللهم امين .