وصفات لمواجهة الغضب,,,

تم نشره الجمعة 14 أيلول / سبتمبر 2012 12:47 صباحاً
وصفات لمواجهة الغضب,,,
حسين الرواشدة


جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه النصيحة ، فقال له:لا تغضب ، وكررها ثلاثا ، قال الرجل: (ففكرت حين قال النبي ما قال ، فإذا الغضب يجمع الشر كله) ، ترى: هل جرب احدنا ان يفعل ذلك ، وهل بوسع مجتمعاتنا التي اصبح الغضب والانفعال احد سماتها ان تتأمل في هذا الهلاك التي اصابها بسب ذلك.

للامام ابن حجر كلام طويل فيما يترتب على الغضب من مفاسد تغير الظاهر والباطن ، يقول: اما الظاهر فثمة تغير في اللون ورعدة في الأطراف وخروج للافعال على غير ترتيب وقبح الخلقة ، واما الباطن فقبحه أشد من الظاهر ، فتغير الظاهر ثمرة لتغير الباطن ، لأنه يولد الحقد في القلب ، والحسد ، وإضمار السوء ، أما أثره في اللسان فانطلاقه بالشتم والفحش الذي يستحي منه العاقل ، ويندم قائله عند سكون الغضب ، أما الفعل: بالضرب أو القتل ، وإن فات ذلك بهرب المغضوب عليه رجع إلى نفسه ، فيمزق ثوب نفسه ويلطم خده ، وربما سقط صريعاً ، وربما أغمي عليه ، وربما كسر الآنية وضرب من ليس له في ذلك جريمة.

الدكتور على عجين يقدم لنا في كتابه “اكتسب مهارات الذكاء الوجداني من سنة نبيك” عددا من الاستراتيجيات النبوية لمواجهة الغضب ، استأذن القارئ العزيز في اثباتها مع بعض التصرف ، اولاها إستراتيجية التحكم (كظم الغيظ) وضدها التنفيس: قال تعالى: “وَالْكَاظًمًينَ الْغَيْظَ وَالْعَافًينَ عَنً النَّاسً” ، وقال النبي: “إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب”. وهذا يرد مقولة بأن الغضب يصعب التحكم به ، أو أنه لا ينبغي كظمه ، بل أكثر من ذلك من يقول: إن التنفيس عن الغضب يطهر النفس ، وهو في مصلحة الغاضب فهذه آراء خادعة إن لم تكن محض خرافات “التحكم لا يعني الكبت ، وإنما إدارة الغضب ، وهذا يرد الرأي القائل بأن الغضب يمكن الحيلولة دون حدوثه تماماً.

إستراتيجية مقياس الغضب وضدها: الغضب الموحد: وذلك بحسب الأشخاص والمواقف ، فبينما يتبسم النبي تبسم المغضب” كما وصفه كعب بن مالك في قصة تخلفه عن غزوة تبوك ، نجده يشتد غضبه في أحوال أخرى ، فعن ابن مسعود قال: أتى رجل النبي فقال إني لأتأخر عن صلاة الغداة - الفجر - من أجل فلان مما يطيل بنا. قال: فما رأيت رسول الله أشد غضباً في موعظة منه يومئذ فقال: “أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز ، فإن فيهم المريض والكبير وذا الحاجة”.

استراتيجية رصد الهدف وضدها الغضب العشوائي: أي معرفة الهدف من الغضب. لماذا غضبت؟ تقول عائشة - رضي الله عنها - : “وما انتقم رسول الله لنفسه في شيء قط ، إلا أن تنتهك حرمة الله ، فينتقم بها لله”. إستراتيجية الإلهاء وضدها المواجهة: وذلك في وصيته للرجل: “لا تغضب” ، أي ابتعد عن أسباب الغضب.

فإن القيام بعملية الإلهاء يمنع الاشتغال بسلسلة الأفكار التي استفزت الغضب مما يؤدي إلى التهدئة ، وقد وجدت الباحثة (tice) تايس في بحثها الميداني لتصرفات الناس في التعامل مع الغضب: أن صرف الذهن عن بواعث الغضب يساعد كثيراً على تهدئته ، استراتيجية تفهم الآخر وضدها تجاهل الآخر: عن أنس قال: كنت أمشي مع رسول الله وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذ بردائه حبذة شديدة ، قال أنس: فنظرت إلى صفحة عاتق النبي وقد أثرت بها حاشية الرداء عن شدة حبذته ، ثم قال: يا محمد ، مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء.

وهذه الطريقة تفهم حال الآخرين ، تعد إحدى وسائل تهدئة الغضب فالنبي تفهم حال الأعرابي في حاجته للمال وأنه من أهل البادية وفيهم القسوة والغلظة.

إستراتيجية الاقتداء وضدها غياب القدوة: عن ابن مسعود قال: قسم النبي قسمته كبعض ما كان يقسم ، فقال رجل من الأنصار: “والله إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله...الحديث” ، وفيه: فشق ذلك على النبي وتغير وجهه وغضب ، حتى وددت أني لم أكن أخبرته ثم قال: “قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر” ، استراتيجية دراسة النتائج وضدها الغضب الأعمى:فهذا عبد الله بن أبي سلول - زعيم المنافقين - يقول: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال النبي: “دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه”.

إستراتيجية اللجوء إلى الله بالدعاء وضدها الاغترار بالذات” ، فكان من دعائه: “وأسألك كلمة الحق في الرضى والغضب قال الإمام ابن رجب: “وهذا عزيز جداً ، وهو أن الإنسان لا يقول سوى الحق سواءً غضب أو رضى ، فإن أكثر الناس إذا غضب لا يتوقى فيما يقول”.

إستراتيجية: التعوذ بالله من الشيطان وضدها الانجرار وراء وسوسة الشيطان: عن سليمان بن جرد قال: استب رجلان عند النبي ونحن عنده جلوس ، وأحدهما يسب صاحبه مغضباً وقد إحمر وجهه ، فقال النبي: “إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد ، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقوله النبي؟، فقال: إني لست بمجنون”.

وهذا فقد وردت عدد من الأحاديث تبين بعض إجراءات علاج الغضب كالوضوء ، ولزوم الصمت ، أو تغيير حالة الغضبان من القيام إلى الجلوس والاضطجاع ، ولم تبين لي صحتها فلذلك لم أذكرها ضمن الاستراتيجيات النبوية في علاج الغضب.

وإليك إستراتيجية أخرى: (إستراتيجية المرآة) قال الإمام ابن حجر: (لو رأى الغضبان نفسه في حال غضبه أسكن غضبه حياء من قبح صورته)، سؤال: هل نظرت إلى نفسك بالمرآة عند غضبك.. أنصحك أن لا تفعل.

( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات