لمــاذا يكرهوننــا ؟؟

حقائق ومعطيات كثيرة أشارت إليها مظاهرات الغضب، التي فجرها الفيلم الأميركي المسيء للرسول -صلى الله عليه وسلم- وللمسلمين، منها: أن تلك المظاهرات والتي اتخذ بعضها طابع العنف ، تجيب اجابة شافية وافية ، على سؤال للادارات الاميركية .. لماذا يكرهوننا؟؟
وتحيلهم لممارسات تلك الادارات التي تصب في صالح العدو الصهيوني ، وتتنكر للحقوق العربية والأحلام العربية ، ولممارسات الأميركيين المتصهينين، التي تقوم على ازدراء، وتحقير العرب والمسلمين، وتحقير نبيهم ، ووصفه بأوصاف عنصرية نابية، مخجلة، كما هو شأن الفيلم المذكور، ونكتفي هنا بالاشارة الى وصف رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية، الجنرال ديمبسي “ اباحي .. اباحي ..اباحي “ والى وصف وزيرة الخارجية الاميركية “مقزز .. مقزز” فهل يسأل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بعد ذلك ، لماذا يثورون ويتظاهرون ويهتفون ضد أميركا ، وضد سياستها، ولماذا يطالبون بسحب السفراء الأميركيين من العواصم العربية، ولماذا يكرهون أميركا؟.
ومن ناحية أخرى أشرت هذه المظاهرات، على أن شعوب الربيع العربي، والثورات العربية بالتحديد، هي التي قامت، أو بالأحرى فجرت هذا الغضب، احتجاجا على الإساءات البالغة، التي تضمنها الفيلم للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهي إساءات فاحشة، اعترفت بها الإدارة الاميركية، وقادة الغرب والبابا، والعالم أجمع، وهي ايضا احتجاجات تفوق في حدتها وشموليتها الاحتجاجات الي أعقبت الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام، ما يعني أننا أمام مرحلة جديدة، جذرها الربيع العربي، من شأنها أن تضع حدا للاستهتار بالرسول الكريم ، وبالاسلام والمسلمين، والتي أصبحت “موضة” في الغرب ،بفعل الاختراق الصهيوني لهذه المجتمعات .
وفي هذا الصدد لفت انتباهنا، تصريحات كلينتون وزيرة الخارجية ، وهي تصريحات لافتة ، تصلح أن تكون نكتة سياسية، أو طرفة ، ان شئت..!! حينما تساءلت عن الوفاء، وهي تستنكر مقتل السفير الأميركي في ليبيا، ونحن بدورنا نستنكر هذا الحدث المأساوي، ونذكر المسؤولة الأميركية وهي حتما لا تنسى، بأن السياسة الأميركية والغربية عموما لا تعرف الوفاء، ولا تقيم وزنا لهذه القيم العظيمة، لأنها لا تعرف الا لغة المصالح، ولا تتعامل الا بها، وان تدخلها في ليبيا لم يكن من أجل مصلحة الشعب الليبي ، انما من أجل مصالح اميركا والغرب ، ويكفي هنا الاشارة الى الاتفاقات الموقعة مع شركات النفط . فلو كانت أميركا هذه مؤمنة بالوفاء، لما قلبت ظهر المجن لأصدقائها العرب أكثر من مرة بخاصة الدول النفطية، ولا تزال ، ولعملت على احترام مشاعرهم، واحترام وفائهم وصداقاتهم ، على مدى مائة عام، ويزيد، وتضحياتهم وتضامنهم مع واشنطن ضد العدو السوفييتي، والحرب مع واشنطن ضد الإرهاب ، وارسال الشباب المسلم للحرب في افغانستان، وتسهيل اختراقها للثورات العربية واعطائها الشرعية العربية لضرب الربيع العربي، وتدجين الثورات العربية.
قلة الوفاء يا ست كلينتون هي طبع أميركا، ولو كانت واشنطن وفية لما تنكرت لمبادئ حقوق الانسان، التي وضعتها، ولحقوق الشعب الفلسطيني في حق تقرير المصير، ولما وقفت مع المحتل ، وهو ما يشكل انتهاكا صارخا لكافة القيم ، ولميثاق الأمم المتحدة، ولصنيع الدول العربية التي أعطت كل شيء لأميركا ، لتعود كل مرة بخفي زنين.
باختصار...مظاهرات الغضب العارم ضد واشنطن، احتجاجا على الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام، رسالة للادارة الاميركية بأن الربيع العربي نقل الأمة الى مرحلة جديدة، تفرض عليها مراجعة سياستها المناهضة للحقوق العربية مراجعة جذري. ( الدستور )