تباين الآراء في الوسط الإعلامي حيال قانون المطبوعات والنشر

تم نشره الأحد 16 أيلول / سبتمبر 2012 01:37 مساءً
تباين الآراء في الوسط الإعلامي حيال قانون المطبوعات والنشر

المدينة نيوز - توزع الشارع الإعلامي الاردني بين مؤيد ومعارض لمشروع قانون المطبوعات والنشر الذي يمر بمراحله الدستورية، اذ يرى مؤيدوه انه منظم للمواقع الالكترونية بينما يصر معارضوه على نعته بالمقيد للحريات.

ومن ابرز التعديلات على القانون إلزامية المواقع الالكترونية الإخبارية بالتسجيل والترخيص في دائرة المطبوعات والنشر وتسريع مدد التقاضي، واعتبار التعليقات على الاخبار من مسؤولية الموقع الالكتروني، كما يتيح مشروع القانون لمدير المطبوعات حجب المواقع غير الأردنية اذا خالفت القانون.

ويرى مساندو القانون انه مهم للحد من حالات الشطط والغلو واغتيال الشخصية والانفلات في بعض الأحيان التي كرستها بعض المواقع، مثلما انه يمثل قاعدة ومظلة تنظم عمل هذه المواقع ودفعها لتصبح مهنية ومسؤولة.

وعلى الجانب الآخر اعتبر معارضوه انه نكوص عن الحرية الإعلامية، ومن شأنه ان يترك آثارا سلبية على تصنيف الأردن على مؤشر الحريات التي ستشهد تراجعا حسب قولهم.

وبين هذا وذاك بات الإعلام الأردني خصوصا الالكتروني على أعتاب مرحلة جديدة يفرضها القانون في حال إقراره دستوريا تحتم كما يرى اعلاميون، على القائمين على تلك المواقع اتخاذ خطوات تنظيمية ومعالجة الاختلالات حتى لا يخرجوا عن النص القانوني الذي تضمن شروطا ومحددات وعقوبات تجاه ذلك.

ويرى إعلاميون ان النصوص جاءت لتحمي كرامة المواطن والمسؤول وسمعة الوطن، وهو امر عبر عنه جلالة الملك في مقابلته مع وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس" اخيرا حين اكد "ان بعض وسائل الإعلام تحيد عن تقديم تغطية إعلامية متوازنة، في حين ينظر بعضها فقط إلى موضوع الحرية، ويترك النصف الآخر وهو المسؤولية، وهذا أمر مؤسف.

كما تجاوز بعض وسائل الإعلام الأمر إلى حد بعيد، فمارس الابتزاز والتهديد لمكاسب شخصية تنفيذا لأجندات خاصة".

وقال وزير الثقافة الأسبق الكاتب الصحفي طارق مصاروة "ان القانون أفضل من اللاقانون"، معتبرا انه في مصلحة البلد والصحافة، وان أي تنظيم لأي مهنة يصب في مصلحتها.

واستند مصاروة في رأيه المساند لإنجاز القانون الى ما وصفه "بالفوضى التي تسود بعض وسائل الاعلام"، لافتا الى أن هناك مواقع الكترونية يترزق فيها البعض عبر الابتزاز، مثلما ان سياسيين دخلوا على الخط ليبتزوا سياسيين آخرين والدولة وهو نوع من الفوضى التي تضر ولا تفيد.

ورأى ان القانون يحمي المواقع الملتزمة بقيم وقواعد المهنة.

وقال "بعض المواقع يتصف بالمهنية وأصبح جديرا بها ان تكتسب حصانتها عبر القانون الذي يحمي الصحف أيضا وينظم عملها".

وفيما يتعلق بالعقوبات المنصوص عليها بالقانون، رأى مصاروة أنها موجودة أصلا في قانون العقوبات الذي يمكن أي مواطن من اللجوء إلى القضاء في حالات القدح والذم.

ويرى رئيس تحرير جريدة الرأي الزميل سمير الحياري ـ ناشر عمون الإخباري- ان القانون لا يمنع الانفلات الإعلامي الموجود عند بعض وسائل الإعلام، فالأساس هو أخلاق المهنة والتدريب الصحفي والثقافة في إطار المسؤولية وآداب العمل المهني.

وعبر عن اعتقاده ان على نقابة الصحافيين والمؤسسات الصحفية الكبرى دورا مهما في صياغة مفردات العمل الإعلامي لأخلاق وآداب معروفة لا بد من أخذها بعين الاعتبار وترتيب بيتها الداخلي بهذا الشكل، معربا عن أمله ان تكون هناك أدبيات وعناوين واضحة لعمل الصحافة الحديثة سواء الالكترونية أو غيرها للحفاظ على سمعة الوطن والمواطن.

وقال اعتقد ان جلالة الملك عبدالله الثاني وضع يده على الجرح أكثر من مرة حين دعا إلى مسؤولية أدبية وأخلاقية في عمل الكثير من وسائل الإعلام التي تنفلت عن قيمها فتقدم صورة سيئة عن الإعلام والصحافة الحرة والحرية وحدودها.

واعتبر رئيس قسم الصحافة والإعلام في جامعة البترا الدكتور تيسير أبو عرجة ان العبرة دائما في تطبيق مواد القانون وجعل هذه المواد القانونية تلبي الأهداف والأغراض التي يسعى إليها المجتمع من خلال تعامله مع وسائل الإعلام.
وأبدى ابو عرجة تأييده للقانون المعدل لقانون المطبوعات والنشر الذي جاء - حسب قوله- لينظم بالذات عمل المواقع الالكترونية التي يعمل قسم منها بطريقة لا تتفق مع أصول المهنية الإعلامية ومال إلى الابتزاز وتهديد كرامة الناس واغتيال الشخصية بما يتنافى مع الأسس والأصول التي يجب على الإعلام ان يتبعها، مشيرا الى ان هذا التعديل جاء متوازنا يراعي الحرية الصحفية والمسؤولية المطلوبة من الصحف ووسائل الإعلام.

وقال انه يتوجب على وسائل الإعلام في بلدنا والعاملين فيها ان يدركوا تماما أهمية الرسالة وخطورة الموقف والدور الذي تضطلع به الصحافة ووسائل الإعلام، خصوصا وان الأوضاع التي يمر بها عالمنا العربي والأردن في قلب هذا العالم لا تدع مجالا لأي نوع من التفاؤل أو التراخي وعدم الجدية في هذا الموضوع، لافتا الى ان تكرار ملاحظة جلالة الملك حول افتقار بعض وسائل الإعلام للرؤية السليمة في الأداء الإعلامي هو نداء سليم ينبع من الإيمان بأن رسالة الإعلام مهمة خطيرة وحساسة وان هذه الوسائل يجب ان تنهض بهذه الرسالة على قاعدة الحرية والمسؤولية.

وأكد انه آن الأوان ليدرك أصحاب الأقلام وأهل الفكر والرأي ان الأمر جد، وان التوازن في الرسالة الإعلامية مسألة محسومة وان الحرية تقابلها المسؤولية لأن الحرية لا تعني الانفلات، والمسؤولية تعني ان يكون الإعلام رائدا في دفع مسيرة الإصلاح وفي خدمة جميع فئات الجمهور.

بيد ان الكاتب الصحفي فهد الخيطان يرى أن مشكلة مشروع القانون انه جاء في أجواء غير مطمئنة للحد من الحريات على الرغم من أن بعض نصوصه لبت حاجة الإعلام في بعض الجزئيات كالتقاضي وتسريعه وإنشاء غرفة قضائية متخصصة بقضايا المطبوعات والنشر.

وقال ان المشكلة الأخرى التي يواجهها القانون انه اعد في غرف مغلقة دون مشاركة اصحاب الشأن، منتقدا بنودا بعينها في القانون والتي قال انها تحد من حرية الاعلام الالكتروني وهي المواد المتعلقة بالترخيص والحجب وهي مدرجة ضمن التصنيف العالمي بأنها تحد من حرية الاعلام.

وبين الخيطان ان هناك وسائل عديدة يمكن اللجوء اليها لتنظيم الاعلام خصوصا وان الاستراتيجية الوطنية للإعلام التي اقرت اخيرا نصت على بنود لتنظيم الاعلام من ضمنها انشاء مجلس شكاوى للنظر في التعليقات على المواقع الالكترونية وغيرها من البنود التي جرى تجاوزها.

واكد ان هناك مواد يصعب تطبيقها في القانون مثل الحجب كما ان من الصعوبة السيطرة على التعليقات، محذرا من ان مكانة الاردن على مؤشر الحريات ستشهد تراجعا وهي خسارة لسمعة الأردن.

وقال انا مع تسجيل المواقع وليس ترخيصها، مشيرا الى أن أي متضرر من المواقع الالكترونية بغض النظر عن صفته يمكنه اللجوء الى قوانين اخرى خصوصا قانون المطبوعات والنشر والذي نظر القضاء عبره في العديد من القضايا المتصلة بهذا الشأن.

وانتقد الخبير الدستوري الدكتور محمد الحموري مشروع القانون واصفا اياه بانه لا يناسب الاردن ولا الظرف الذي نعيش فيه.

وقال نحن جمعيا ضد الإساءة لأي شخص، لكن بعض النصوص التي وضعت في القانون فيها تعميم غير قابل للحصر مثل (مس حرية) وهي كلمة ليس لها مدلول قانوني على الاطلاق، فتستطيع ان تسوق أي شخص الى المحكمة تحت هذا المسمى، في الوقت الذي يختص قانون العقوبات بالنظر بجرائم الذم والقدح.

وانتقد الحموري المادة 5 من القانون، وقال "ان المطبوعة في هذا القانون تشمل كل مطبوعة الكترونية تتناول اوضاعا داخلية وخارجية تتعلق بالأردن فهل يستطيع المشرع وضع جدار يحيط بالمملكة حتى لا يتسرب الى الاردن ما يتعلق بأوضاعنا الداخلية والخارجية وتمنعه او تطلب من صاحب المطبوعة حتى لو كانت من وسائل التواصل الاجتماعي تسجيل مطبوعته من اجل تحقيق الرقابة المطلوبة؟"، متسائلا كيف يمكن ان تغلق موقعا من خارج الاردن يبث أخبارا او تعليقات عن الاردن.

ودعا الحموري الى إرجاء القانون من اجل دراسته بشكل اكبر وجعله قانونا عصريا يحترم حرية الرأي التي يكفلها الدستور، مشيرا الى ان الدستور الاردني ينص على ان تكفل الدولة حرية الرأي، مؤكدا ان كلمة (تكفل) ليس فقط تسمح او لا تمانع وانما تعمل كل ما شأنه أن يمكن الاردني من ممارسة حرية الرأي ويقول رأيه ولذلك فإن هذا المشروع وكثيرا من مواده مخالف لنص الدستور وبعضها لا يحترم المبدأ الذي انطلقت منه حرية الرأي في الدستور.(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات