علاقات عمرها أكثر من مئة سنة
تم نشره الثلاثاء 18 أيلول / سبتمبر 2012 12:58 صباحاً

جهاد الخازن
هاتفني صديق كويتي وسأل: ما رأيك أن نذهب غداً إلى دارام؟ كنت أعرف أن دارام (تكتب ديرهام) مدينة إنكليزية على حدود اسكتلندا، أي أنها على بعد مئة ميل من لندن، واقترحت أن أدعوه إلى الغداء في لندن، وهو ضحك وقال إن سبب اقتراحه أن الشيخ ناصر المحمد الصباح، رئيس وزراء الكويت السابق، سيفتتح برنامج أبحاث دولياً جديداً يحمل اسمه.
وهكذا كان وذهبنا إلى دارام في رحلة ثلاث ساعات بالقطار، ووجدت هناك عدداً كبيراً من الأصدقاء الكويتيين والعرب الآخرين، ما عوض عن طول الرحلة، فالمدينة ذكرتني بوصف جدتي أي مكان بعيد بأنه «مطرح ما ضيّع القرد ابنه». ولا بد أن لهذا الكلام خلفية في خرافة قديمة إلا أن جدتي لم تروها لي.
الشيخ ناصر قدم منحة سخية مكنت كلية الشؤون الحكومية والدولية في جامعة دارام من تأسيس برنامج ناصر المحمد الصباح للعلاقات الدولية والسياسة والأمن الإقليميين بهدف رعاية أبحاث لتحسين فهم مجتمعات الشرق الأوسط والتفاهم الثقافي.
اكتشفت وأنا في دارام أن لجامعتها ذات الشهرة العالمية علاقات مع الكويت والخليج كله عمرها أكثر من مئة سنة، وهناك اهتمام مشترك في مجالات عدة من آثار وجغرافيا وسياسة وحكومة وطاقة. وتعود علاقة الشيخ ناصر بالجامعة إلى سنة 1984، وأعتقد أن السبب أن ابنه الشيخ صباح درس فيها.
الشيخ ناصر تلقى شهادة تأسيس البرنامج الذي يحمل اسمه في نهاية جلسة زادت على ثلاث ساعات، وتكلم فيها أساتذة ومحاضرون عن مستقبل علاقات الصين بالشرق الأوسط.
ليس لي اهتمام خاص بالصين فهي بعيدة، ولكن أعرف أنها الدولة العظمى القادمة منذ أكثر من 20 سنة بعد أن قرأت مقالاً عنها كتبه الصديق محمد سيد أحمد، رحمه الله، في «الأهرام» عندما كان أيضاً يقدم بعض مقالاته إلى «الحياة».
كنت بعد ذلك المقال جلست مع «الباشا» خريج السوربون، وهو حكى لي عن زيارته الصين، وما رأى من نهضة في شنغهاي وغيرها. وما أذكر جيداً من تلك الجلسة أنه قال إن الشيوعية في الصين لن تسقط كالنظام الشيوعي السوفياتي لأن حكام الصين اكتشفوا طريقة لتجديد شباب القيادة بعكس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي التي شاخ أعضاؤها، وشاخ الحكم معهم حتى كان السقوط المدوّي للنظام السوفياتي سنة 1989.
كنت سرحت بأفكاري طويلاً وبعيداً وأعادتني إلى شمال إنكلترا نهاية المحاضرات، فانتقلنا إلى الغداء، وسرت مع الشيخ ناصر الذي كان بادي السعادة، وهممت بأن أسأله: أليست الأجواء الجامعية أجمل من نكد السياسة الداخلية الكويتية؟ إلا أنني لم أفعل لسببين، الأول أن جوابه بالموافقة كان مؤكداً، والثاني أن أفوّت على طلاب النكد السياسي في الكويت فرصة التعليق على السؤال والجواب، فجاء الشيخ ناصر إلى دارام، واستقبلناه وودعناه من دون كلمة واحدة من أحد الضيوف عن السياسة في الكويت.
حول طاولة الغداء كان الحديث أكاديميا أو اجتماعياً، ووجدت فرصة لتبادل كلمات سريعة مع البروفسور انوش احتشامي، رئيس برنامج الشيخ ناصر المحمد الصباح الذي يضم قسماً للطلاب يحمل اسم السفير الكويتي خالد الدويسان. والبرنامج يعد الطلاب من جنسيات مختلفة للحصول على دكتوراه في السياسة الدولية والعامة والأمن.
الزيارة اختصرت عندما ذهب الشيخ ناصر وأركان السفارة إلى لندن لاستقبال الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح وتوديعه بعد أن توقف في لندن يوماً في طريق عودته من الولايات المتحدة إلى الكويت.
وبقيت مع بعض الأصدقاء وتجولنا في حرم الجامعة التي تضم 15 ألف طالب من 120 بلداً، وأجمل معالمها حتماً قصر دارام الذي يناهز عمره ألف عام، وهو ضم إلى الجامعة سنة 1837 وتعتبره اليونسكو مع الكاتدرائية المجاورة من الإرث الثقافي العالمي.
كانت العودة إلى لندن في القطار، ووجدت أنني مع ثلاث ديبلوماسيات كويتيات شابات وحسان بعد أن اختصر الكبار الزيارة، واتصلت بالصديق الذي رافقني إلى دارام وقلت له إن رفيقات العودة أجمل منه. وهن أجمل مني أيضاً.
( الحية اللندنية )
وهكذا كان وذهبنا إلى دارام في رحلة ثلاث ساعات بالقطار، ووجدت هناك عدداً كبيراً من الأصدقاء الكويتيين والعرب الآخرين، ما عوض عن طول الرحلة، فالمدينة ذكرتني بوصف جدتي أي مكان بعيد بأنه «مطرح ما ضيّع القرد ابنه». ولا بد أن لهذا الكلام خلفية في خرافة قديمة إلا أن جدتي لم تروها لي.
الشيخ ناصر قدم منحة سخية مكنت كلية الشؤون الحكومية والدولية في جامعة دارام من تأسيس برنامج ناصر المحمد الصباح للعلاقات الدولية والسياسة والأمن الإقليميين بهدف رعاية أبحاث لتحسين فهم مجتمعات الشرق الأوسط والتفاهم الثقافي.
اكتشفت وأنا في دارام أن لجامعتها ذات الشهرة العالمية علاقات مع الكويت والخليج كله عمرها أكثر من مئة سنة، وهناك اهتمام مشترك في مجالات عدة من آثار وجغرافيا وسياسة وحكومة وطاقة. وتعود علاقة الشيخ ناصر بالجامعة إلى سنة 1984، وأعتقد أن السبب أن ابنه الشيخ صباح درس فيها.
الشيخ ناصر تلقى شهادة تأسيس البرنامج الذي يحمل اسمه في نهاية جلسة زادت على ثلاث ساعات، وتكلم فيها أساتذة ومحاضرون عن مستقبل علاقات الصين بالشرق الأوسط.
ليس لي اهتمام خاص بالصين فهي بعيدة، ولكن أعرف أنها الدولة العظمى القادمة منذ أكثر من 20 سنة بعد أن قرأت مقالاً عنها كتبه الصديق محمد سيد أحمد، رحمه الله، في «الأهرام» عندما كان أيضاً يقدم بعض مقالاته إلى «الحياة».
كنت بعد ذلك المقال جلست مع «الباشا» خريج السوربون، وهو حكى لي عن زيارته الصين، وما رأى من نهضة في شنغهاي وغيرها. وما أذكر جيداً من تلك الجلسة أنه قال إن الشيوعية في الصين لن تسقط كالنظام الشيوعي السوفياتي لأن حكام الصين اكتشفوا طريقة لتجديد شباب القيادة بعكس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي التي شاخ أعضاؤها، وشاخ الحكم معهم حتى كان السقوط المدوّي للنظام السوفياتي سنة 1989.
كنت سرحت بأفكاري طويلاً وبعيداً وأعادتني إلى شمال إنكلترا نهاية المحاضرات، فانتقلنا إلى الغداء، وسرت مع الشيخ ناصر الذي كان بادي السعادة، وهممت بأن أسأله: أليست الأجواء الجامعية أجمل من نكد السياسة الداخلية الكويتية؟ إلا أنني لم أفعل لسببين، الأول أن جوابه بالموافقة كان مؤكداً، والثاني أن أفوّت على طلاب النكد السياسي في الكويت فرصة التعليق على السؤال والجواب، فجاء الشيخ ناصر إلى دارام، واستقبلناه وودعناه من دون كلمة واحدة من أحد الضيوف عن السياسة في الكويت.
حول طاولة الغداء كان الحديث أكاديميا أو اجتماعياً، ووجدت فرصة لتبادل كلمات سريعة مع البروفسور انوش احتشامي، رئيس برنامج الشيخ ناصر المحمد الصباح الذي يضم قسماً للطلاب يحمل اسم السفير الكويتي خالد الدويسان. والبرنامج يعد الطلاب من جنسيات مختلفة للحصول على دكتوراه في السياسة الدولية والعامة والأمن.
الزيارة اختصرت عندما ذهب الشيخ ناصر وأركان السفارة إلى لندن لاستقبال الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح وتوديعه بعد أن توقف في لندن يوماً في طريق عودته من الولايات المتحدة إلى الكويت.
وبقيت مع بعض الأصدقاء وتجولنا في حرم الجامعة التي تضم 15 ألف طالب من 120 بلداً، وأجمل معالمها حتماً قصر دارام الذي يناهز عمره ألف عام، وهو ضم إلى الجامعة سنة 1837 وتعتبره اليونسكو مع الكاتدرائية المجاورة من الإرث الثقافي العالمي.
كانت العودة إلى لندن في القطار، ووجدت أنني مع ثلاث ديبلوماسيات كويتيات شابات وحسان بعد أن اختصر الكبار الزيارة، واتصلت بالصديق الذي رافقني إلى دارام وقلت له إن رفيقات العودة أجمل منه. وهن أجمل مني أيضاً.
( الحية اللندنية )