خذوا المواطن الصالح

كثيراً ما نسمع جملة ( مواطن صالح ) تُستخدم كأنها لازمة و دليل براءة على أن هذا المواطن المحكي عنه أو الموجه له الكلام (قد حصل على رتبة شرف ) تؤهله هذه الرتبة لأن يُمارس عليه مزيدا من الاستعباد ..!
المواطن الصالح تُطلق عادة عندما تريد أن تعاقب مواطنا آخر ( غير صالح ) ..لأن الأصل في الأمر أن يكون صالحاً ولا داعي لذكر ذلك ..و الدليل أنك لم تسمع حتى هذه اللحظة تعبير ( وزير صالح ) لأن كل الوزراء صالحون بلا استثناء ..ولا تسمع جملة ( مسؤول صالح ) فمعظم المسؤولين في أوطاننا لا يأتيهم الفساد لا من أمامهم ولا من خلفهم ..كيف لا ؟ وهم الذين يتناولون حبوب المهدئات صبراً علينا ..؟! كيف وهم يرزحون تحت احتلالنا نحن المواطنين الدلوعين ..؟ كيف لا ونحن نمارس حريتنا إلى أبعد الحدود وهم مسلوبو الحريّة لا يفعلون ما يشاؤون ..؟! كيف لا وهم لا يستطيعون أن يمشوا في الشوارع مثلنا ..ونحن نبرطع و نتشقلب على كل اتجاه وفي كل حارة و زُقّة ..؟؟!!
لذا ..لا مجال للتشكيك بأي مسؤول ..فلا يجوز أن نقول عنهم صالحون ؛ فقولنا هذا تشكيكٌ ببعضهم ..و نحمد الله أنهم ما زالوا يعترفون بأن من بيننا ( مواطنين صالحين ) ..!
المواطن الصالح في أوطاننا ( بني آدم يعتقد بأن الفساد كالغول و العنقاء و الخل الوفي ؛ يسمع بهم ولا يراهم و بالأحرى لا وجود لهم ..) ..أيها الناس حيث كنتم : حرام عليكم تشككونا في مسؤولينا ..فنحن تعاهدنا في أعراسهم و طهور أبنائهم و جاهات بناتهم ألا نشكّ فيهم و أننا من دونهم لا شيء ..هل ترضون أن نكون لا شيء ..؟؟.
أيها الناس : خذوا من داخلي المواطن الصالح و اعطوني بدلاً عنه عشرة أنفاسٍ من حريّة لا تُباع ولا تُشترى ..! ( الدستور )