تغيير بنية النظام يعني إصلاحه

مقالة الدكتور بسام العموش المنشورة أمس على صفحات الزميلة «العرب اليوم» -تحت عنوان «تغيير بنية النظام»- لم تتحر الدقة العلمية في التعاطي مع المصطلحات.
حيث إن المراقب العام للإخوان المسلمين حين يصرح بالرغبة في تغيير بنية النظام، فهو يقصد إصلاحه لا إسقاطه كما حوّم العموش في مقالته.
الإصلاح كمفهوم نظري وإجرائي لا يمكن له أن يخلو من معاني التغيير، ومن هنا نقول إن إصلاح النظام يعني تغيرا في بنيته ومن خلالها، مع الحفاظ على عناوين وهياكل رئيسية متعلقة بماهية النظام.
أما معرفة الخصوصية الأردنية فهذه مسألة متفهمة وواجبة عند الدعوة إلى أي مشروع إصلاحي، لكن بشرط ألا تكون هذه السمات التي يتميز بها البلد مبررا لإبقائه على صورته المتردية.
الإخوان المسلمون ليسوا طارئين على البلد، وهم يعرفونه جيدا، ويعلمون أوجاعه وآفاته وعلّاته المزمنة والمؤقتة، ولعل العموش يعلم أن جزءاً غير يسير من معرفته، تحصل عليها وهو في محضن الإخوان.
من هنا ندرك أن الإخوان والمعارضة والحراكات لا يمكن اتهامها بأنها تأخذ بالبلد إلى المجهول، وهي تعلم أن الوطن ليس بحقل التجارب ولا ضربة حظ.
ودعني استطرد وأطرح سؤالا عن الذين قادونا إلى المجهول منذ سنين، ألم يكن جديرا أن تطرح عليهم تلك الشكوك والتهم التي تكال للإخوان والحراكات والأحرار بغير وجه مبرر؟
أليس «المجهول» بأم عينه، أن نمرر طغمة الفساد والخصخصة المزيفة دون حساب وسؤال؟ ألم نكن حقل تجارب لإدارة فاشلة ونهج عقيم يتحمل المسؤولية عن سرقة ونهب المال العام، وعن المديونية والعجز؟
لماذا نمهد للفاسدين -بالصمت والدعم- أحقية تجاربهم في إدارة البلد، ونقدم لهم المفردات الأكثر مرونة، ونمنع عن الإصلاحيين تقديم مشاريع التغيير؛ تحت ذرائع ومسميات يعلو فيها الجانب الاقصائي!
ما يقدمه الشارع، ومنهم الإخوان، من تصورات إصلاحية غاية في العقلانية، وتعد فرصاً جذابة لتحقيق التغيير، ولعل ما يثير حنق البعض الرسمي على الإخوان أنهم يرفضون التسويات غير الديمقراطية دون تردد.
بنية النظام ليست قرآناً لا يمس بالتعديل والتغير، والتغيير هنا معناه الإصلاح، أما أن يتم تحريف الكلم عن مواضعه فهو مسلسل أردني مستمر، عنوانه الفضاء السياسي المتقلب. ( السبيل )